14 آذار يصعدون ضد حزب الله

11-09-2006

14 آذار يصعدون ضد حزب الله

لم تكن قوى14 آذار تتوقع هجوما مضادا بالاسلحة الثقيلة من حزب الله على بيانها الاخير. فهي انطلقت من كونها على حق في كل ما طرحته. ودعت الحزب الى الصراط المستقيم . لكن الحزب ردّ ببيان تصعيدي، ناري. وعلقت بعض القوى المسيحية المنضوية في 14 آذار على موقف الحزب بالقول يبدو أن الحزب يستمد قوته واستمراريته من الحروب فينتقل من جبهة الى أخرى. وبعد أن جرّ لبنان الى حرب عسكرية مدمرة، ها هو يستدرج القوى الاستقلالية والسيادية الى حرب اتهامات وتهديد ليتهرب من مناقشة الموضوع الفعلي وهو تطبيق القرارات الدولية في موضوع سلاحه .
رأي الوزير بيار الجميّل لا يختلف كثيرا عن هذا الطرح. فهو يؤكد ان بيان حزب الله هو في الشكل رد على لقاء البريستول. لكن المضمون يترجم بشكل واضح عدم رغبة الحزب بتطبيق 1701 وتحدي أي ارادة تفاهم موضوعية لبناء الدولة القوية السيدة الحرة الحامية .
? ولكن حزب الله يدعو في بيانه الى مثل هذه الدولة ايضا..
يجيب الجميّل هذا الكلام غير دقيق. فمنطق الثورة والدولة لا يصح. ولا تقوم دولة، قرار الحرب والسلم فيها خاضع لحسابات حزب وتحالفاته .
وينتهز الجميّل الفرصة ليسأل حلفاء الحزب عن رأيهم بالبيان .
? تقصد النائب العماد ميشال عون؟
بحزم يقول نعم. اسأل العماد عون اين هو بين البيانين؟ هل هو مع بيان البريستول ام مع بيان حزب الله؟ .
وحول اعتبار البيان ان الدعوة الى انهاء سلاح حزب الله تجديد لاوراق اعتماد قوى 14 آذار لدى السيد الاميركي الذي دعم اسرائيل ، علّق الجميّل بانفعال قائلا لم ينصّبهم احد لاعطاء شهادات حسن سلوك او وطنية. هذا كلام لتبرير تحالفهم مع ايران وسوريا. نحن نراهن على المجتمع الدولي والشرعية الدولية وليس على اميركا أو سواها. وللتذكير فقط فان الحكومة اللبنانية هي التي أوقفت الحرب التي جرّوا البلد اليها واخذوا الشعب اللبناني رهينة خياراتهم الاقليمية. وانني اسألهم من اين مصدر كل هذا المال الذي يملكونه? من أين السلاح? وهل من جهة أو طرف يقدم المال والسلاح من دون غاية? .
يخفف الوزير جو سركيس من حدة رآها البعض في البيان . يسجّل بداية انزعاجا واعتراضا في الشكل حول تسمية قوى 14 آذار بقوى 14 شباط. يسأل ماذا لو قرر فريق تغيير اسم الحزب وفق ما يرتأيه?. نحن قوى 14 أذار هذا اسمنا. سواء دخل من دخل أو خرج من يريد . ويقول لم أجد في البيان جديدا على ادبيات حزب الله. ولكنني أرى ان الحزب يمر اليوم في مرحلة تحول من الوضعية العسكرية الى وضعية الحزب السياسي. وفي هذه المرحلة الانتقالية يريد أن يبقي على مكاسبه التي حققها من السلاح وما يسميه الانتصار ومن هالة المقاومة وأن ينقل معه هذه المكاسب الى السياسة من دون ان يخسر منها على الطريق. وفي هذا الاطار سيتحدث باستمرار عن السلاح وصولا الى المرحلة الجديدة التي لا مفر منها. اصبح السلاح من الماضي ولن يكون من مجال لاستعماله . ويضيف سركيس على هذه الخلفية أقرأ هذا البيان. يريد أن يقول طولوا بالكم عليّ. لا اريد أن أخسر على الطريق وانا اتحول الى حزب سياسي .
? وهل تريد قوى 14 آذار أن تخسّره?
يؤكد سركيس بالطبع لا. هناك القرار 1701 ويجب تطبيقه وهو يقول ببسط سيادة الدولة ونزع أي سلاح خارجها. نحن ننظر الى سلاح الحزب من هذا المنظار ولكننا لا نريد الاساءة الى الحزب ودوره. فلا هذا هدفنا ولا دورنا. نحن نعتبر حزب الله اخواننا وهذا بلدنا معا ونريد ان نعيش فيه سويا ولكن تحت سقف الدولة التي لا أحد أو جهة فوق سلطتها وقرارها .
وانتقد سركيس لغة التخوين والعمالة قائلا، نحن لا نقدم اوراق اعتمادنا لأحد. لا سفراء ولا دول. نقوم بما نراه لمصلحة لبنان وليس ارضاء لاخرين أو تماشيا مع مصالحهم. نحن نؤمن بالدولة وندعو اليها. وعندما تُطرح مزارع شبعا على أجندة الامم المتحدة، وبانتظار تقرير الامين العام الذي نعّول عليه، لن يعود سلاح حزب الله للدفاع عن لبنان .
وشدّد على أن الامور تتقدم. والحكومة تحاول السير بالبلد الى الخلاص. اي الى بناء الدولة الحديثة الديموقراطية .
هي الدولة اياها التي ينادي بها حزب الله . لكن يبدو ان البلد يحتاج الى قواميس لغوية جديدة تعيد تحديد المعاني. عسى ولعل.
اجواء  المستقبل
وفي وقت حرص رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط على عدم الرد على بيان الحزب، رأت أوساط مقربة من تيار المستقبل ان البيان الصادر عن حزب الله يعيد إنتاج أدبيات الحزب السابقة، مشيرة الى انه يبيّن بوضوح ان أي تطور لم يطرأ، منذ الحرب الاسرائيلية وحتى اليوم، على طريقة تفكير الحزب ومنهجية مقاربته للامور.
وإذ اعتبرت الاوساط ان البيان وضع قوى 14 آذار في مصاف العملاء تساءلت: لماذا يبقى حزب الله في الحكومة الى جانب عملاء يقدمون أوراق اعتمادهم الى السيد الاميركي ، وكيف يدعو من جهة الى الحوار ثم يوحي بان الذين يجب ان يتحاور معهم هم خونة فهل يقبل حزب الله بان يحاور خونة?
ولفتت الاوساط الانتباه الى ان فريق 14 آذار بنى موقفه السياسي خلال فترة الحرب على قاعدة النقاط السبع للرئيس فؤاد السنيورة وهي النقاط ذاتها التي وافق عليها حزب الله، وبالتالي فلا مبرر للتشكيك في توجهات الاكثرية ومشروعها.
وشددت الاوساط على ان قوى 14 أذار كانت حاسمة في رفض العدوان واعتبار إسرائيل عدوا، ولكنها في الوقت ذاته استخلصت من العدوان ان سلاح المقاومة لم يكن رادعا وان الوقت قد حان كي يعلن حزب الله صراحة عن استعداده للانخراط الكامل في الدولة، قرارا وسلاحا، مستغربة ان يصبح من يطرح هذا الامر عميلا ومتآمرا لمجرد انه ليس من رأي الحزب.

دنيز عطا الله حداد

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...