وفي "دولة الخلافة".. ما في غاز
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، تقريراً تناول معاناة أهل الموصل في تأمين مستلزمات حياتهم، ومن بينها الغاز المنزلي، الذي ارتفعت أسعاره إلى ما يزيد العشرة أضعاف، هذا إن وُجد.
ونقلت "بي بي سي" ضمن سلسلة تحمل اسم "يوميات الموصل في ظل دولة الخلافة"، عن أحد أبناء الموصل، ويدعى فيصل: "اتصلت بي والدتي وطلبت مني أن أجلب لها قنينة غاز للطبخ، لأن قنينة الغاز في البيت قد نفد الغاز فيها. أخذت القنينة الفارغة وذهبت بسيارتي إلى محل تبديل القناني وسط البلد. وفوجئت بأن سعر القنينة تجاوز الـ60 ألف دينار عراقي، أي ما يقارب الـ50 دولارا".
وتابع فيصل: "صعقت لما سمعت ورأيت، لأن قنينة الغاز في السابق قبل دخول تنظيم داعش كان سعرها لا يتجاوز الـ7 دولارات. ومع دخول مسلحي التنظيم بدأ السعر في التزايد شيئا فشيئا.. عدت إلى البيت وأنا في حيرة من أمري. فكيف لي أن أدبر ثمن قنينة الغاز، وأنا في وضع مادي حرج؟ وماذا سنفعل من دون قنينة غاز الطبخ؟".
وأضاف "وبعد النقاش مع والدتي قررت أن أذهب إلى السوق في اليوم التالي، واشتري القنينة، من أجل ديمومة الحياة في البيت، فربما تنتهي الأزمة قريبا، وتعود القنينة إلى سعرها القديم. وذهبت صباحا إلى السوق، وإذا بسعرها في اليوم التالي وصل إلى 100 دولار، وتكاد تكون غير موجودة في المدينة بالكامل، فلقد سمعت السعر، لكني لم ار أي قنينة".
وأردف قائلاً: "لقد تعبنا مما نحن فيه، فدولة الخلافة لا كهرباء فيها تسعفنا ولا ماء صافيا يروينا، ولا نفط نوقد به مدافئنا، ولا غاز نطبخ عليه طعامنا. فكيف لنا أن نعيش في ظل دولة الخلافة؟".
يذكر أن أزمة الغاز والمشتقات النفطية، تعصف بالمدن السورية والعراقية، التي بقيت ضمن سلطة الحكومة ولم تسقط بيد "داعش"، ويكثر الكلام بين الناس -وإن كان على سبيل الكوميديا السوداء- بأن المشتقات النفطية وغيرها لا بدّ أنها متوفرةٌ بكثرة في "دولة الخلافة"، ليتبين من خلال تقارير واردةٍ من قلب "أرض الخلافة الداعشية" أن "داعش" لم يتمكن من توفير شيءٍ للمواطنين الرازحين تحت حكمه، سوى الموت والويلات.
وكالات
إضافة تعليق جديد