وزراء الخارجية العرب يعملون على كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني
ردّ وزراء الخارجية العرب، في ختام اجتماع طارئ عقدوه في القاهرة امس، على استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار تقدمت به الدول العربية في مجلس الامن الدولي يدين المجزرة الإسرائيلية الاخيرة في بيت حانون، بقرار كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني فورا كما دعوا، بموافقة وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار، إلى عقد مؤتمر دولي جديد للسلام في الشرق الأوسط لحل النزاع العربي الإسرائيلي على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام.
وبعد اجتماع طارئ للوزراء العرب في القاهرة امس، شارك فيه للمرة الاولى الوزير الفلسطيني محمود الزهار وغاب عنه وزراء خارجية 11 دولة عربية ابرزهم وزيرا الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل والعراقي هوشيار زيباري، تلا وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بيانا جاء فيه أن الوزراء قرروا كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني فورا والطلب من المجتمع الدولي رفع كافة إجراءات الحصار المفروضة على الشعب الفلسطيني. اضاف البيان ان الوزراء قرروا الدعوة لعقد مؤتمر سلام تحضره الأطراف العربية وإسرائيل والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن للتوصل لحل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي على كافة المسارات وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام.
واعرب الوزراء عن الاستياء البالغ لاستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار العربي في مجلس الامن معتبرين انه يشكل موقفا غير ودي ازاء الدول والشعوب العربية... ورسالة تشجيع لاسرائيل لمواصلة عدوانها، كما طالبوا باجراء تحقيق دولي بشأن مجزرة بيت حانون والانتهاكات الاسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في الاراضي المحتلة وارسال قوات دولية لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
ودعا الوزراء الاطراف الفلسطينية كافة للاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية مطالبين باطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين فورا والافراج الفوري عن اعضاء الحكومة والمسؤولين الفلسطينيين واطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليت. وقرر الوزراء ارسال وفد يتألف من الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم الذي تشغل بلاده مقعدا في مجلس الامن، الى نيويورك لطلب عقد اجتماع للجمعية العامة للامم المتحدة لمناقشة الهجمات الاسرائيلية على الفلسطينيين.
وقال وزير خارجية البحرين، في مؤتمر صحافي مشترك مع موسى، لقد قررنا الا نتعاون بعد الان. لم يعد هناك حصار دولي مضيفا سيتم كسر الحصار... لن نلتزم بالحصار لانه جائر. وتابع سيتم التواصل مع كل المؤسسات المالية العالمية لايصال الاموال الى الفلسطينيين.
وقال موسى، من جهته، اتفقنا مع وزير الخارجية الفلسطيني على أنه سيتم كسر الحصار حالا... الدول العربية اتفقت على عدم الالتزام بأي إجراءات تمثل حصارا على الشعب الفلسطيني مضيفا سيتم ارسال الاموال من دون الالتزام باي قيود توضع على البنوك، والبنوك العربية يجب ان تحول الاموال. واوضح إن الكويت أبلغت الاجتماع أنها قررت تقديم 30 مليون دولار مساعدات للفلسطينيين.
وحول الفيتو الاميركي، قال موسى ان الرسالة وصلت وهي ان عملية السلام منتهية تماما ونحن نقرأ هذه الرسالة بغضب واسف كبيرين. اضاف ان هذا الفيتو يزيد الغضب وغير مفهوم معتبرا ان هذا الفيتو هو استخفاف بالعالم العربي وهذه مسالة غير مقبولة.
اما وزير الخارجية القطري، فقال ان الزهار وافق على ورقة تقدمت بها بلاده خلال الاجتماع تدعو الى تهدئة امنية شاملة في مقابل اطلاق سراح شامل للاسرى واطلاق شاليت. واتهم الوزير القطري اطرافا عربية بانها تحاول بالاتفاق مع الاسرائيليين تغيير الواقع في الاراضي الفلسطينية داعيا الى التزام عربي جماعي بالمواقف المعلنة.
وقال الزهار ان قرار كسر الحصار بالغ الاهمية وسنتكئ عليه من اجل رفع الحصار الدولي كما سيسهل تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية. اضاف ان تنفيذ القرار العربي برفع الحصار سياخذ بعض الوقت موضحا ان الوفد الفلسطيني فشل في الحصول على موافقة الوزراء على طلبه بفتح معبر رفح من دون انتظار موافقة اسرائيل.
وحول الفقرة في البيان التي طالبت بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط، قال الزهار طالبنا بمؤتمر دولي يستند الى التطورات غير العادية... من الفيتو الاميركي بهدف التوصل الى حلول عادلة وشاملة. ولم يوضح الزهار ما إذا كانت حركة حماس ستحضر مؤتمرا مماثلا. وقال هل سيعقد المؤتمر أم لا؟ ما هي أجندة المؤتمر؟ حتى الآن لا نعرف. هل ستبقى الحكومة (الفلسطينية) لتقرر (المشاركة في المؤتمر). لذلك أترك هذا الأمر للمستقبل.
وقال اعضاء وفود عربية شاركت في الاجتماع ان الزهار طلب ايضاحات حول الفقرة التي وردت في البيان، إلا أنه لم يعترض عليها. واوضح عضو في وفد عربي ان بعض الوزراء افهموا الزهار ان القرار هو موقف عربي تقليدي من عملية السلام ولا يمكن تجاهله. وقال عضو اخر ان الزهار لم يعترض او يتحفظ على القرار الذي صدر بموافقة جميع الوزراء والاعضاء المشاركين.
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت حق النقض ضد مشروع القرار، وذلك برغم تعديله بحيث حذف منه وصف القصف على بيت حانون بانه مجزرة كما شطبت منه الدعوة الى نشر قوة دولية لمراقبة وقف لاطلاق النار. وادان مشروع القرار العمليات العسكرية الاسرائيلية في القطاع واطلاق صواريخ من غزة باتجاه اسرائيل.
وقال وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس ان الولايات المتحدة اضطرت للتصويت ضد مشروع القرار لاننا لا نعتقد انه يخدم قضية السلام. اضافت ان القرار كان سيستخدم الحادث المأساوي في بيت حانون لابراز اجندة سياسية منحازة.
وصوت عشرة من اعضاء المجلس ال15 لصالح القرار، فيما امتنعت اربع دول عن التصويت هي بريطانيا والدنمارك واليابان وسلوفاكيا. والمفارقة ان المرة الاخيرة التي استخدمت فيها واشنطن حق النقض، كان في تموز الماضي للاعتراض على مشروع قرار تقدمت بها قطر يدين العدوان الاسرائيلي على غزة واستخدام القوة المفرطة ويطالب بوقف العمليات الاسرائيلية في القطاع. واستخدمت الولايات المتحدة الفيتو 82 مرة، نصفها دفاعاً عن إسرائيل.
واجرت حركتا حماس وفتح محادثات في غزة امس، شارك فيها رئيس الوزراء اسماعيل هنية ورئيس الوزراء السابق احمد قريع ورئيس كتلة حماس البرلمانية خليل الحية والقيادي في حماس جمال ابو هاشم والنائبان مصطفى البرغوثي وزياد ابو عمرو.
وقال هنية بعد اللقاء هذه المشاورات ستفتح المجال للقاء بين كافة الكتل البرلمانية موضحا ان حماس ستوفر كافة العناصر لانجاح حكومة الوحدة بما في ذلك رئاسة الوزراء. اضاف ان الرئيس محمود عباس اكد خلال حديثه مع الادارة الاميركية والاوروبيين ان هناك تطمينات وضمانات لرفع الحصار المفروض حال ترسيم الحكومة الجديدة.
واشار البرغوثي، الذي يقوم بوساطة بين الحركتين، الى انه سيتوجه الى دمشق اليوم للقاء المسؤولين في حماس خصوصا رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل.
وقال مسؤول فلسطيني ان النائب المستقل محمد شبير هو المرشح الاقوى لدى حماس من بين ثلاثة اسماء قدمت وبالتالي لا يوجد اي مانع لدى الرئيس ابو مازن تجاه شبير والرئيس موافق عليه موضحا ان شبير ليس عضوا في حركة حماس. وردا على سؤال عما اذا قد تلقى اي موافقة حول ترؤسه الحكومة المقبلة، قال شبير وهو كان يرأس الجامعة الاسلامية في غزة لم يأتني اي شيء من اي جهة مضيفا اذا وضعت بموقع الثقة لدى الناس فارجو الله العون. وشدد على انه يتمتع بعلاقة جيدة مع كافة الفصائل والقوى الفلسطينية موضحا لا انتمي الى اي فصيل.
وانتخب المجلس الثوري لفتح بالاجماع امس، عباس رئيسا للجنة المركزية للحركة وقائدا عاما لها. وقال عضو المجلس محمد دحلان ان هذا المنصب ظل شاغرا منذ وفاة الرئيس ياسر عرفات موضحا ان عباس اصبح ايضا قائدا عاما للحركة وهو ايضا كان منصبا لعرفات الذي كان القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد