(وثائق سورية):رسالةعبد الرحمن الشهبندر إلى الرئيس الأميركي ويلسن
زار كراين الأميركي بشكل شخصي دمشق الواقعة تحت الانتداب الفرنسي في عام 1922م، وكان قد أشرف على استقباله عبد الرحمن الشهبندر الذي ألقي القبض عليه بعيد مغادرة كراين سورية مباشرة، قبل إلقاء القبض عليه أرسل هذه الرسالة إلى الرئيس الأميركي السابق ويلسن.
( لي الشرف أن أقص على مسامع حضرة الرئيس السابق للولايات المتحدة وأذكره أنني أحد السبعة الذين وقعوا على المذكرة التي قدمت إليه بواسطة المعتمد السياسي السابق لحكومته في القاهرة سنة 1917، وفيها رغائب الأمة العربية. ومن دواعي اغتباطي وتعزيتي أن الأيام قد دلت بأفصح دليل رغم أنف الدسائس على أن تلك الرغائب هي رغائب أمتنا المستضعفة، ثم قلت له أن العهود الشريفة التي اقتطعها للناس على جبل فرنون والمبادئ السامية التي نشرها بجانب مرقد واشنطون، لا تزال مصدر الهام المظلومين في الشرق والغرب. وأن الكارثة التي سعينا جهدنا لتجنبها فرت كالصاعقة على رؤوس أمتنا فأخذت تسحقها تحت أقدامها، ويكفي أن أقول هتفة واحدة للحرية والاستقلال وللمبادئ السامية التي انطق الله بها الأمة الأميركية على لسان رئيسها الكريم أدت بالحكومة المستعمرة إلى اتخاذ قرار بتوقيفي وتوقيف بعض أخواني، وربما نفينا جميعاً بعذ ذلك، وسيقص على حضرته المستر كراين صديقه الأمين ما رأى بعينه وسمع بأذنه في سورية من المظالم والمغارم التي بلغت ضجتها عنان السماء).
نيسان 1922م.
المصدر: مذكرات وخطب الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1993م.
الجمل- إعداد: سليمان عبد النبي
إضافة تعليق جديد