(وثائق سورية):برقية فيصل بن الحسين ملك سورية إلى اللورد كيرزون
برقية فيصل بن الحسين ملك سورية إلى اللورد كيرزون وزير الخارجية البريطاني قبيل انعقاد أعمال مؤتمر سان ريمو في نيسان 1920م.
إن المؤتمر السوري الذي اجتمع في السابع من هذا الشهر، في دمشق، هو نفس المؤتمر الذي عقد فيها اجتماعات عديدة على مرأى ومسمع من السلطة البريطانية التي كانت في يدها قيادة سورية في ذلك الحين.
لقد اجتمع هذا المؤتمر لإبداء آرائه للجنة الأميركية التي جاءت لأخذ آراء الأهالي، وفقاً لقرار مؤتمر الصلح، وطال اجتماعه بعد ذلك ثلاثة أشهر، وفي نهاية السنة الماضية عقد اجتماعاً آخر، وبحث في مسائل داخلية متنوعة، ولم تقابل اجتماعاته الأخيرة بأدنى احتجاج من السلطات البريطانية أو الفرنسية، وهو مؤلف من هيئة نظامية أعضاؤها مندوبون منتخبون انتخاباً قانونياً، فعقد اجتماعه الأخير، الذي أعلن فيه استقلال البلاد، والمناداة بي ملكاً عليها، لا يمكن أن يعتبر أنه تصرف خلافاً لآراء الحكومتين الإنكليزية والأفرنسية، مادام بيانه مؤسساً على ما لهاتين الحكومتين وسواهما من الحلفاء من التصريحات والوعود، يضاف إلى ذلك أن المؤتمر وضع أمامه، بالوسيلة التي اتخذها تسكين الشغب والمحافظة على الأمن من الأفكار المريبة التي بدأت بالانتشار في الشرق، وأعلن بأوضح أسلوب إخلاصه لدول الحلفاء، وعلى الأخص للحكومتين (إنكلترا وفرنسا).
دمشق في آذار 1920م.
الملك فيصل بن الحسين
المصدر: أوراق ومذكرات فخري البارودي.
الجمل- إعدا: د. سليمان عبد النبي
إضافة تعليق جديد