واشنطن تدعم المعارضة ب 130 مليون دولارلإشعال المزيد من الحرائق في سوريا.
اندلعت اشتباكات ضارية على كل الجبهات في حلب أمس . وبالاضافة الى ذلك، سُجِّل تطور لافت في معركة حلب، حيث فتح مسلحو المعارضة مواجهات مسلحة مع الاكراد في المدينة من خلال الهجوم على حي الشيخ مسعود الذي تقطنه غالبية كردية، وتهديدهم بفتح مواجهات شاملة معهم، وهي خطوة من شأنها أن تزيد من تعقيدات الوضع في حلب والأزمة في سوريا عموما.
وفي هذه الأثناء، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون زيادة «المساعدات» الأميركية للمعارضة 45 مليون دولار، لتصبح 130 مليون دولار، في حين أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي عن «خشيتهم من تحول سوريا إلى ساحة معركة إقليمية».
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن المسؤولين الثلاثة التقوا في مقر الامم المتحدة للتأكيد على «الضرورة الحيوية للمجتمع الدولي في أن يتوحد لدعم عمل» الإبراهيمي. وأضاف «أنهم يخشون اذا ما استمر العنف، من ان تصبح سوريا ساحة معركة إقليمية، وأن تقع فريسة قوى لا علاقة لأهدافها» بالأزمة السورية.
وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال لقائه وزراء خارجية الجزائر مراد مدلسي وماليزيا داتوسري حنيفا أمان وأوكرانيا كوستانتين غريشينكو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تعاون دمشق مع المبادرات الدولية لحل الأزمة السورية، والتي تطرح بالشكل الذي يناسب ويحترم السيادة السورية ومصلحة الشعب السوري.
وذكرت وكالة «مهر» أن وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي بحث مع وزراء خارجية سوريا ولبنان وبلغاريا وتركمانستان وماليزيا، الأزمة السورية. وأضافت أن صالحي والمعلم أكدا «ضرورة إيجاد حل سوري ـ سوري عبر وقف العنف ومنع إرسال السلاح إلى الجماعات المتطرفة وعدم التدخل الأجنبي وإطلاق الحوار الوطني بين النظام والمعارضة. كما تمّ التأكيد على الدور المؤثّر لإيران في المساعدة في تسوية القضايا الإقليمية بما تتحلى به من سياسة حكيمة ومتزنة، وخاصة بشأن القضية السورية».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن المعلم ونظيره الروسي سيرغي لافروف بحثا «التفاصيل المتعلقة بالأعمال الإرهابية التي تستهدف المؤسسات السورية العامة والخاصة، والتي تتم بسبب استمرار سياسات بعض الدول في إيواء وتدريب وتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة».
وأضافت «وضع المعلم نظيره الروسي بصورة آخر مستجدات مهمة الأخضر الإبراهيمي والجهود التي تبذلها سوريا لإنجاح مهمته، بما يضمن سيادة واستقلال القرار السوري، ووضعه أيضاً بصورة الجهود السلبية التي مازالت تمارس من قبل باقي الدول لتقويض مهمة الإبراهيمي».
وأكد لافروف «استمرار بلاده في دعم ومساعدة سوريا على تجاوز الأوضاع الحالية ضمن الثوابت والمرجعيات المعروفة وفي سياق احترام ثوابت القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة». وكان لافروف بحث مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي «توطيد التعاون المشترك والأزمة السورية».
واعلن لافروف، امام الجمعية العامة للامم المتحدة، ان دعم الدول للمعارضة المسلحة «يدفع سوريا اكثر الى حرب داخلية ضروس». واشار الى ضرورة وقف اطلاق النار واطلاق المعتقلين وايصال المساعدات الانسانية، مؤكدا دعم موسكو للابراهيمي لوقف القتال.
وأكد مصدر عسكري سوري أن الاشتباكات الأكثر حدة اندلعت فجر أمس في حيي العرقوب وميسلون، واستمرت ساعات، بينما حاول مسلحون «أكثر من مرة وعلى عدة جبهات» اختراق ساحة عبد الله الجابري وسط المدينة من دون أن ينجحوا بذلك، مشيرا إلى مقتل 10 مسلحين لدى محاولتهم اقتحام حي الشيخ مسعود ذي الغالبية الكردية في شمال حلب.
ونقل مراسل «فرانس برس» عن مصدر عسكري قوله إن المقاتلين فجّروا الباب الشرقي للجامع الأموي في المدينة القديمة «في محاولة للتسلل عبر المسجد الى ساحة السبع بحرات، ومنها إلى ساحة عبد الله الجابري» وسط حلب، مشيرا الى وقوع اشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين «الذين تمركزوا في سوقي النسوان والخوبة».وفي اليوم الثاني من معركة أطلقوا عليها «معركة الحسم» هدّد المسلحون بمهاجمة المقاتلين الأكراد المحليين، وهي خطوة من شأنها أن تزيد من تعقيد الأزمة.
وفي حي الشيخ مسعود في حلب، قال المقاتلون إنهم «أمسكوا بثمانية رجال على الأقل من الميليشيا الموالية للنظام»، مضيفين إن «بعض الأسرى قتلوا»، من دون توضيح ما إذا كان القتلى من الأكراد.
ووجه قائد العمليات العسكرية «للواء التوحيد» عبد القادر صالح، في بيان على «فايسبوك»، «طلبا أخيرا لعصابات حزب العمال الكردستاني بإلقاء سلاحهم فورا وعدم الزج بأنفسهم في معركة خاسرة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل، وأنه من دخل بيته فهو آمن ومن يحمل السلاح في وجه الكتائب المقاتلة ستكون نيران البندقية إليه اقرب».
وقالت كلينتون، خلال اجتماع «أصدقاء الشعب السوري» بحضور تسعة من الناشطين المعارضين السوريين، «لم يعد هناك اي شك بأن إيران ستقوم بكل ما هو ممكن لحماية تابعها وشريكها في دمشق».
واعلنت تقديم مساعدة اضافية الى المعارضة المدنية السورية بقيمة 45 مليون دولار. وأوضحت أن 30 مليون دولار من هذا المبلغ ستخصص للمساعدة الانسانية و15 مليونا للمعارضة المدنية. واضافت «يجب ان ينتهي نظام بشار الاسد حتى تتوقف معاناة الشعب السوري ويبزع فجر جديد».
وضم الاجتماع المصغّر ممثلين لعشرين دولة عضوا في مجموعة مايسمى باصدقاء سوريا، علما ان المجموعة تضم نحو مئة عضو. وقال ديبلوماسيون أميركيون إن هذا الاجتماع هدف الى مساعدة المعارضة السورية في «حماية نفسها والدفاع عن نفسها»، علما أن واشنطن تقول إنها تحجم عن تقديم اي مساعدة عسكرية الى المقاتلين المعارضين.
وأعلن نظيرها الفرنسي لوران فابيوس أن باريس تزيد من اتصالاتها مع المسلحين. وقال إن «العملية معقّدة لكن الشعب السوري ينتظر منذ 18 شهرا لكي تتقدم المعارضة الى الامام. ولهذا السبب زادت فرنسا من اتصالاتها مع ممثلين عن المعارضة المسلحة».
وقال العربي أمام الاجتماع إن الوضع في سوريا يصبح «أكثر تفجرا». وأضاف «نحتاج إلى بدء فترة انتقالية. الفترة الانتقالية تعني الانتقال إلى نظام آخر».
وواصلت أنقرة هجومها على النظام السوري أمس، حيث استغل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، منبر الأمم المتحدة، ليعتبر أن الصراع في سوريا يتحول إلى «حرب مذهبية» تؤثر على كل المنطقة.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد