هل تهبط أسعار اللحوم
أكد المهندس نادر عبدالله المدير العام للمؤسسة العامة للخزن والتسويق ان الشحنة الأولى من اللحوم المجمدة التي استوردتها المؤسسة من الأوروغواي قد انطلقت في طريقها إلى القطر وربما يحتاج الأمر لقرابة ثلاثة أسابيع حتى تصل إلى سورية، وأضاف عبدالله: ان الكمية المتعاقد عليها والبالغة حوالى 1500 طن ستساهم إلى حد بعيد في تحقيق التوازن في سعر اللحوم في السوق، وتوقع الا يتجاوز سعر الكيلو غرام في السوق مبلغ 200 ليرة سورية ، وحول نوعية اللحوم المستوردة أكد عبدالله انها من نوعيات ممتازة وخراف تراوح وزنها ما بين 12-18 كيلوغراماً ومن مراعٍ طبيعية متميزة مشدداً على ان المؤسسة لم ولن تتهاون اطلاقاً في هذه المسألة حرصاً على صحة المواطنين.
وبالتزامن مع ذلك أمنت المؤسسة آلية سريعة لتوزيع اللحوم المستوردة لتصل إلى المستهلكين في جميع أنحاء القطر سواء عبر منافذ المؤسسة أم القطاع الخاص.
ومع هذا الإجراء الذي سيؤثر بالتأكيد على سعر اللحوم في السوق وكذلك سيوفر خيارات لتردي الدخل المحدود فقد ظهر أول أمس تطور جديد لاقى ترحيباً من المواطنين وهو منع تصدير ذكور العواس والجدايا حتى اشعار آخر وان اعتبروه متأخراً ولا سيما أنهم اكتووا بنار الأسعار في شهر رمضان الكريم.
في حين تحفظت عليه بعض فعاليات الخاص من منطق انه يتعارض مع منطق فتح الأسواق وتشجيع الصادرات ويمكن ان يؤدي إلى خسارة أسواق مهمة للأغنام السورية ولا سيما أننا مقبلون على فترة الأعياد.
ويرى المهندس عصام أنبوبا أمين سر غرفة تجارة حمص ان قراري منع التصدير واستيراد اللحوم المبردة يجسدان بشكل حقيقي الجانب الاجتماعي في اقتصاد السوق الاجتماعي، لأنه من غير الممكن ترك المواطن تحت رحمة العرض والطلب، وهو مازال بحاجة إلى الدعم والرعاية نظراً لمستوى الدخل الحالي الذي لا يساعده على الصمود في سوق مفتوحة تماماً، ودعا أنبوبا أصحاب ومربي الأغنام إلى تفهم هكذا قرار بمنع التصدير أولاً من منطلق المصلحة العامة وثانياً من منطلق الفهم التدريجي للاصلاح الاقتصادي إذ نتذكر جميعاً ان التصدير لفترة قريبة كان ممنوعاً تماماً، وعندما سمح الآن فلا مشكلة إذا تم منع التصدير بين فترة وأخرى للحفاظ على الثروة الغنمية واعادة تنميتها وزيادة عددها.
من جهة أخرى ينظر كثيرون بحذر لموضوع استيراد اللحوم المبردة من ناحية الجودة والنوعية والمراقبة الصحيحة وهذه مخاوف كما ذكرنا تحاول مؤسسة الخزن تبديدها بمختلف الطرق ، ولكن هناك من يرى ضرورة فتح الباب أمام القطاع الخاص لاستيراد اللحوم المبردة أيضاً نظراً لما يتمتع به من مرونة وسرعة وكذلك يمكن للمنافسة ان تقدم نوعية أفضل وأسعاراً أقل وتدخل ضمن سياسة التكافؤ بين العام والخاص في مختلف المجالات الاقتصادية، وهذا أمر سيتم عاجلاً أم اجلاً وهناك دراسة من أجل ذلك تقوم بها وزارة الاقتصاد نأمل انجازها في أسرع وقت.
بكل الأحوال كان وسطي سعر الكيلوغرام للمستهلك 500 ليرة سورية في الفترة الماضية وهو سعر قياسي لم نعرفه سابقاً ونأمل ان يعود الى توازنه مع الاجراءات الجديدة كما نأمل ان نستعيد قريباً 2.5 مليون رأس غنم تم تصديرها خلال العام الحالي في استنزاف هو الأكبر في تاريخ سورية، ومن بينها أكثر من 400 ألف رأس غنم تم تصديرها خلال النصف الأول من الشهر الحالي وحده..
وباعتقادنا ان الإجراءات جيدة وان كانت متأخرة..
وحبذا لو نستخلص العبر في المرات القادمة لتكون اجراءاتنا أسرع وأكثر جدوى رحمة بالمواطن.
أيمن قحف
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد