ندوة كاتب وموقف تعلن أننا متخلفون معرفياً ونسير نحو التسطح
اختلق المفكرون العرب على مختلف مشاربهم في توصيف المعرفة لكنهم اتفقوا جميعا على ان هذه المعرفة تعاني من ازمة مستحكمة
في وطننا العربي فمن المسؤول عن هذه الازمة وما اسبابها الموضوعية وما هي انعكاساتها على الواقع واخيراً كيف يمكن الخروج منها؟
هذه الاسئلة كانت موضوع ندوة كاتب وموقف التي يعدها ويديرها عبد الرحمن الحلبي في المركز الثقافي (بأبو رمانة) .
وشارك في الندوة الدكتور احمد بلال والاستاذ مطانيوس حبيب والكاتب العراقي فاضل الربيعي والباحث التونسي توفيق المديني.
وكان المفروض ان تناقش الندوة كتاب الدكتور بلال وشوشات حو اف لا تتصادم لكنها تجاوزت الكتاب الى ازمة المعرفة بشكل عام .
في البداية طرح الدكتور احمد بلال الاستاذ بجامعة دمشق سؤالاً هاماً هل المعرفة لدينا متخلفة أم انها تسير باتجاه الامام ولكن ببطء شديد ام انها راكدة ركود واحات رمل في صيف حار لا يستقر فيه وتد فيثير بعضهم الآخر ام يقول :إنها تتقدم فينتصر بغير حق بطريق آخر ولأنه متفائل يقول اننا نتقدم ولكن كم شاقوليا وافقيا عدة اسئلة تستدعي اسقاطات واستقراءات فقضية المعرفة لا تتم بدون معاملات واحداثيات .. ومعاملات المعرفة او الحداثة والمعاصرة معروف بالزمن والسرعة والمسافة ابسط البديهيات والعلاقات ترتبط بين التقدم والسرعة والزمن بعلاقة بسيطة فهذا التقدم هو جداء السرعة في الزمن .
واشار الدكتور بلال الى ازمة المعرفة في الجامعات العربية حيث يتكدس فيها آلاف الطلبة ويقتنون كتبا مسروقة قلما يرون اساتذتهم كما وصف السياسات بانها مترددة ارتجالية تفككية لا تراكمية أي ان كل شخص يأتي ويلغي الذي قبله بحيث لا يحصل تراكم معرفي, كما ان الجسر بين المدرسة والجامعة مقطوع والاكاديمية العربية عندما استنجدت بالجامعات الخاصة على امل ان تكون المنقذ خاب ظنها فاذا بنا امام مشاريع تجارية غايتها الربح.
اما الاستاذ مطانيوس حبيب فقد لخص تخلف المعرفة بعدة امور:
نقص حب المعرفة فمعدل قراء الوطن العربي محدود جدا فكتاب يطبع ب 1000او 2000 نسخة يبقى عشر سنوات بسوق عربية من /290/ مليون نسمة ولا يباع .
تسطيح المعرفة فهناك اكثر من 275 فضائية عربية تملأ الاجواء ونجد اتجاهين اثنين لا ثالث لهما اما التسلية واللهو واما العلامة الدياني.
والمزاج الشعبي فالعلم مستبعد لان الانسان عدو ما يجهل , واي تفسير علمي لقضية معينة سترى الناس يتجنبونه ويميلون الى الشعوذة والخرافة.
وأهم مسألة في نقص المعرفة هو الغاء الآخر بدل ان يراكم المعرفة فكل منا يملك الحقيقة المطلقة ولا مجال على الاطلاق لرأي الآخر وان اسباب تسطيح المعرفة والبعد عنها كثيرة لكنه توقف عند مسألتين.
نظام التعليم لدينا والتربية ففي المنزل لا يسمح للطفل بابداء رأيه فيذهب الى المدرسة فيلقى من المدرس القمع واذا جاء بفكرة سوف تقع عليه الواقعة.
اذا.. نحن نخلق ازمة المعرفة بانفسنا .. بسياستنا ..بطريقتنا ..
وأين التناقض او المفارقة التي نراها وبرأيه ان هناك سببا وراء هذه الضحالة وان العقلية قصرت وحصرت مفهوم المعرفة والعلم بالامور الدينية.
والاستاذ فاضل الربيعي تناول ازمة المعرفة من جوانب اخرى فقال اننا اليوم امام الاسئلة القديمة التي سبق لمجتمعنا العربي ان واجهها ايام العثمانيين انها نفس المشكلات على الصعيد الاجتماعي والحضاري والفكري وهذه المشكلات تتعلق بالتنمية والديمقراطية.
واضاف الربيعي ان التحدي الاكبر الذي يواجه العرب هو تحدي العلم. ولا يستطيع العرب اللحاق بالتقدم العلمي الهائل الذي حصل في اوربا بسبب المعوقات السياسية والاقتصادية وحتى التاريخ العربي كتبه المستشرقون وبالتالي ورثنا مشكلة شائكة تتعلق بتاريخنا .
اما الاستاذ توفيق المديني فأعاد اسباب الازمة المعرفية الى ثلاثة مآزق الاول يتصل بالعناصر المكونة للمعرفة وبطبيعة هذه العناصر والثاني بنيوي علائقي ناتج عن العجز في الاندماج بالحضارة الغربية .
اما ثالث المآزق فهو مأزق علمي اجتماعي يتصل بفعل المعرفة بالمجتمع فالمعرفة في مجتمعنا العربي تعامل كأية سلعة تجارية خاضعة لمبدأ العرض والطلب.
وفي نهاية الندوة قدم عدد من الحضور مداخلات قيمة لا تقل اهمية عما تحدث به المنتدون واجاب المشاركون في الندوة على اسئلة الجمهور.
مها يوسف - طهران بدور
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد