نتياهو يشن حملةعلى تقريرغولدستون:لن يمثل أي إسرائيلي أمام المحكمة

13-10-2009

نتياهو يشن حملةعلى تقريرغولدستون:لن يمثل أي إسرائيلي أمام المحكمة

حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أمس، تهدئة قلق قادة إسرائيل من إمكان اعتقالهم ومحاكمتهم بارتكاب جرائم حرب، وشن هجوماً عنيفاً على تقرير القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون، متعهداً بعدم السماح بمحاكمة القادة السياسيين والعسكريين لارتكابهم جرائم حرب في غزة.
ويعكس هجوم نتنياهو على تقرير غولدستون، والحيز الكبير الذي أخذه من خطابه في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة للكنيست الإسرائيلي، تصاعد الخوف بين القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين من احتمال اعتقالهم بتهم ارتكاب جرائم حرب.
وقال نتنياهو «هذه الوثيقة المضللة التي كتبتها لجنة مضللة تمسّ بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. هذا التقرير يشجع الإرهاب ويهدد السلام». وكرر أن «إسرائيل لن تخاطر أبداً من أجل السلام إذا لم تكن قادرة على الدفاع عن نفسها».
وأضاف «نحن لم نزعم مطلقاً أن قوانين الحرب لا تنطبق علينا». وهنا قاطعه رئيس كتلة «التجمع الوطني الديموقراطي» البرلمانية جمال زحالقة بالقول «لقد قتلتم 400 طفل في قطاع غزة».
وأوضح نتنياهو «لن نسمح بأن يكون (رئيس الوزراء السابق) ايهود اولمرت و(وزير الدفاع) ايهود باراك و(وزيرة الخارجية السابقة) تسيبي ليفني الذين أرسلوا جنودنا للدفاع عن مدننا ومواطنينا، في قفص الاتهام في لاهاي»، حيث مقر المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف «لن نسمح بان يعامل ضباط وجنود في جيش الدفاع كمجرمين بعدما دافعوا عن مواطني إسرائيل بشجاعة وشرف ضد عدو وحشي».
واعتبر أن «الحق بدولة يهودية والحق بالدفاع عن النفس هما اثنان من أسس وجود شعبنا، والحقان مندمجان ببعضهما، ومن دون دولة خاصة بنا لا يمكننا الدفاع عن أنفسنا ومن دون القدرة على الدفاع عن أنفسنا لا يمكننا الدفاع عن الدولة». وقال «هذه الحقوق الأساسية لشعب إسرائيل تتعرّض لهجمة مستمرة ومتصاعدة جداً في أعقاب حرب لبنان الثانية وعملية الرصاص المسكوب (العدوان على غزة) ومهمتنا الأولى هي صدّ هذه الهجمة».
ولم يقدّم نتنياهو أي جديد في قضية المفاوضات مع الفلسطينيين حول السلام، ولم يذكر أي شيء عن تجميد الاستيطان. وقال «أدعو مجدداً جيراننا الفلسطينيين إلى أن يقولوا نعم لدولة يهودية. أعرف أن هذا الاعتراف ليس سهلاً بالنسبة للقيادة الفلسطينية. اعرف انه خطوة تتطلّب شجاعة. أطالب قادة السلطة الفلسطينية أن يبلغوا شعبهم الحقيقة وهي انه من دون اعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي فلا يمكننا تحقيق السلام. هذا هو الوقت المناسب لقادة الدول العربية القول لشعوبهم الحقيقة، وهي أن دولة إسرائيل ليست عدوة للإسلام». وأضاف «نعمل على ضمان أن تتمخض جهودنا مع إدارة (الرئيس الأميركي باراك) اوباما عن استئناف محادثات السلام قريباً».
وكرّر نتنياهو أن البرنامج النووي الإيراني موجود في رأس سلم أولويات إسرائيل، وانه «في الشهور الأخيرة تمّ الكشف عن الوجه الحقيقي لنظام الاستبداد الإيراني الذي يدعم الإرهاب ويبني المنشآت السرية لصنع سلاح نووي».
وكان نتنياهو قد حمّل مسؤولية أعمال العنف الأخيرة عند المسجد الأقصى لعناصر عربية «متطرفة»، معتبراً أنها تنشر أكاذيب عن نية إسرائيل الحفر أسفل المسجد. وقال «حاولت عناصر متطرفة تعكير السلم والهدوء في القدس. نتحدث عن أقلية متطرفة تنشر أكاذيب عن عزمنا الحفر أسفل جبل الهيكل. أريد أن أوضح أنها كذبة. أقدّر أن أغلبية المواطــنين من عرب إسرائيل لم يتأثروا بتلك الاستفزازات».
وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز قال، في افتتاح الجلسة، إن حكومة نتنياهو أمام خيارين، احدهما «أن تكون وحيدة ومعزولة ومسؤولة وحدها عن الأراضي الفلسطينية كافة وتواجه عداء الفلسطينيين والدول العربية وتواجه مزيداً من الانتقادات من العديد من الدول الأخرى، ما يهدّد بان تكون هناك على الأرض دولة واحدة بشعبين». وأضاف أن الخيار الثاني هو «أن نواصل التفاوض مع السلطة الفلسطينية حتى نجد حلاً مقبولاً». وأوضح «إذا تحرّكنا إلى الأمام مع السلام وصنعنا سلاماً مع الفلسطينيين، وإذا بدأنا مفاوضات مع سوريا ولبنان، فإننا سنزيل الحجة الرئيسية للجنون الإيراني ضدنا وضد السكان الآخرين في هذه المنطقة».
وسخرت ليفني من «النجاح» الذي حققه نتنياهو، موضحة «لقد هزمت أميركا، أذلينا الفلسطينيين وعزلنا أنفسنا. إرفع رأسك عن سياسة الكراسي الصغيرة وانظر ماذا حصل، انظر كيف أن إسرائيل منبوذة، اليوم تركيا وبالأمس بريطانيا وقبلهما أوروبا». وتابعت «عندما يظنّ رئيس الحكومة أنه ربح، فكل إسرائيل تخسر».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...