ميتشل في دمشق الجمعة: خطوة إضافية لتحسين العلاقات
تتعامل دمشق مع زيارة مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل اليها والمتوقعة الجمعة المقبل، باعتبارها خطوة إضافية نحو تحقيق تقدم في العلاقات الثنائية، ناهيــك بكونــها مناسبة لمناقشة ملف العملية السلمية، فيما تواصل إدارة الرئيس باراك أوباما التركيز على المسار الفلسطيني فيها أكثر من غيره.
وتقدم مصادر واسعة الاطلاع هذا التفسير من اعتبارات عديدة، بينها تأخر زيارة المبعوث الأميركي، المعني بالسلام، إلى دمشق، بالرغم من كونها طرفا أساسيا في هذه العملية. ومن ضمن هذه التفسيرات انتظار الإدارة الأميركية تقدم العلاقات مع سوريا إلى مستوى يسمح بإجراء هذه الزيارة، خصوصا في ضوء وضوح الموقف السوري من موضوع السلام مع إسرائيل، وحتى تقدمه عن بقية المسارات.
وتضيف المصادر، أمس، أن لقاءات مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان والمسؤول في مجلس الأمن القومي دانيال شابيرو، مع المسؤولين السوريين كانت تستند إلى «استكشاف آفاق العلاقات والمصالح المشتركة»، وذلك حتى تحققت قناعة سورية بضرورة رفع مستوى الحوار السياسي مع واشنطن، وهو ما ركز عليه الاتصال الهاتفي الأسبوع الماضي بين وزير الخارجية وليد المعلم ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون. وهو ما دفع الأخيرة إلى توسيع مهمة ميتشل في دمشق لتشمل «مناقشة خريطة طريق للعلاقات الأميركية السورية»، وفقا لصحيفة «واشنطن بوست»، وذلك في الوقت الذي تنظر فيه مصادر سورية إلى ميتشل باعتبار انه «مفوض من أوباما ليناقش جميع أوجه العلاقات السورية الأميركية» لتشمل «جميع البنود لتصحيح هذه العلاقة».
وفيما من المتوقع أن يصل ميتشل السبت المقبل إلى دمشق، فمن المرجح أن يترافق ذلك مع إشارة إيجابية جديدة ترسلها دمشق لواشنطن تتمثل في استقبال وفد أمني من القيادة العسكرية الأميركية الوسطى في العراق، وذلك وفقا لما ذكرته مصادر دبلوماسية غربية لـ «السفير» «باعتبار أن زيارة مبعوث الرئيس الأميركي تحقق المظلة السياسية لتعاون أمني كهذا»، وهو شرط سوري قديم، سبق وتم التعبير عنه للإدارة السابقة أيضا.
وتأتي زيارة ميتشل أيضا بعد زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إلى واشنطن، التي التقى خلالها ميتشل، وأبلغه «استعداد تركيا لأداء دور في عملية السلام بين سوريا وإسرائيل، كما نقل استعداد سوريا لهذه العملية». وتنقل مصادر عنه قوله إن «عملية السلام معلقة الآن وليست مقطوعة»، حيث أوضح أوغلو لميتشل أن «المشــكلة هــي في مدى استعداد الطرف الإسرائيلي».
من جهته، أطلع ميتشل الوزير التركي على الموقف الأميركي «الداعم للدور التركي» على هذا المسار، لكن من دون وعود بالتدخل في المراحل الأولى. وهي مسألة تتفهمها تركيا وسوريا، على اعتبار أن الدور الأميركي يبدأ مع دخول مرحلة التفاوض المباشر. وهنا تعلق مصادر سورية بأن دمشق معنية دوما بـ «التأكيد على رغبتها في السلام الاستراتيجي وفق القرارات الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام، إلا أن المشكلة تكمن في أن إسرائيل لا تريده».
إلى ذلك، شدد الرئيس بشار الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الــسوداني ديــنق الور، في دمشق، على «أهــمية الحفاظ على وحدة الــسودان أرضاً وشعباً، وعلى رفض التدخلات الخارجية التي تهدد أمنه واستقراره»، مكرراً «دعم سوريا لأي جهد يســهم بإرســاء السلام في كل الأراضي السودانية».
وأكد الور، من جهته، «أهمية دور سوريا في مساعدة السودان على تجاوز العقبات التي تهدد أمنه ووحدته واستقراره». ونوّه «بأهمية الدور المحــوري لسوريا في المنطقة، وأيضــاً في السودان، لا سيما من خلال دعم دمشق لجميع المبادرات المطروحة حول السلام في دارفور، وذلك بحكم علاقاتها الجيدة مع دول جوار السودان».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد