مناسبة العيد رفعت الطلب على المواد والسلع وحركت الأسعار
شهد الأسبوع الماضي ارتفاعاً كبيراً في حركة تداول المواد والسلع وشهدت الأسواق ازدحاماً وزيادة كبيرة في معدلات الطلب على السلع خاصة الألبسة والحلويات والفواكه والتمور، وقد ارتفعت الأسعار بفعل زيادة الطلب.
إضافة لعامل اضافي تجسد بارتفاع أسعار بعض المواد في الأسواق العالمية مثل السمون والسكر والزيوت.
وهنا يمكن أن نشير إلى الدور المهم الذي تلعبه مؤسسة الخزن والتسويق في كسر حدة الأسعار ومنافسة جشع التجار الذين يستغلون حاجة الناس.
فقد حققت صالات الخزن والتسويق وسياراتها الجوالة حضوراً جيداً في المناطق التي تتواجد فيها وتمكنت من توفير السلع والمواد بفارق أقل من الأسعار السائدة في السوق بمعدل 10- 30% ما يسر على الفقراء وذوي الدخل المحدود أمور حياتهم.
لكن أهم ما يمكن التوقف عنده مسألة أسعار الألبسة فأصحاب محلات البيع والعرض يشكون من الجمود والانكماش إلا أن الأسعار التي يطلبونها ثمناً للقطعة تعد عالية وفوق القدرة الشرائية للشريحة الأكبر.
ويمكن تبين بعض جوانب المسألة من خلال الفرق الكبير في أسعار الألبسة بين الأسواق الشعبية وأسواق المناطق الراقية أو «المولات» ونعود للتذكير بما قاله بعض المختصين من أن هامش الربح في تجارة الألبسة يصل أحياناً إلى 200% وفي الوقت نفسه لابد من الإشارة أيضاً إلى الضربات الموجعة والقاصمة التي تلقتها صناعة الألبسة المحلية من خلال فتح باب الاستيراد للبضاعة الصينية والتركية، وعدم قدرة المحلي على المنافسة لجهتي السعر والجودة بسبب قلة تكاليف إنتاج المستورد.
اللحوم
هبطت أسعار لحوم العواس الحية بشكل مفاجئ آخر الأسبوع الماضي، أما أسعار اللحوم المجرومة فبقيت على حالها.
أما أسعار الفروج فحققت قفزة جديدة ووصلت إلى 165 ليرة بسبب زيادة الطلب وقلة الكميات المعروضة، كما تحركت أسعار البيض.
أما بالنسبة للأعلاف فقد تحركت أسعارها بشكل كبير جداً خلال الأسبوع الماضي إذ ارتفع سعر طن الشعير بأكثر من ألفي ليرة والذرة بحدود 250 ليرة وذلك ناجم عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق العالمية. إلا أن هذه الارتفاعات سيكون لها أثر سلبي وكبير على المواشي والدواجن وستزيد من كلف الانتاج وبالتالي فإن أسعار المنتجات الحيوانية من حليب وألبان وأجبان ولحوم وفروج وبيض مرشحة لارتفاعات جديدة خلال الفترة القادمة رغم البدء بتطبيق دعم الفروج والبيض.
العيد والغش والرقابة
دوماً يستغل الجشعون والانتهازيون في الأسواق المناسبات ويبتزون المستهلكين في احتياجاتهم فحالياً ورغم أن شهر رمضان يعد محطة لتقويم السلوك والرجوع إلى الفضائل والقيم الخيرة والابتعاد عن كل سلوك غير سوي إلا أن البعض يجد في هذا الشهر الذي يزداد فيه الطلب على المواد فرصة سانحة لجني أكبر قدر من المال بأي طريقة كانت فعلى سبيل المثال يمكن أن نجد في السوق العديد من أصناف الحلويات المغشوشة بنوعية الزيوت المستعملة وبالبازلاء بدل الفستق الحلبي ومادة السميد والحليب بدل القشطة وأنواع رديئة من السمون أما بالنسبة للرقابة التموينية فيمكن القول: إنها لا تغطي كامل السوق.
العقارات
ورغم حالة الانكماش التي نجمت عن تداعيات تنفيذ فصول المؤامرة التي تستهدف حالة الأمن والاستقرار في سورية وانعكاسها على كل القطاعات ومنها العقارات. إلا أن حركة الاتجار بالعقارات لاتزال حية بل يمكن أن نلحظ في بعض الأحيان تحسناً في حركة التداول وفي مناطق معينة فالأموال التي سحبت من المصارف كمدخرات لايزال بعضها يتسرب إلى سوق العقارات ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال مكاتب الوساطة العقارية ومكاتب التسجيل في المصالح العقارية فيومياً تبرم عشرات الصفقات في كل مكاتب التسجيل العقاري رغم أن انخفاض الأسعار وصل في بعض المناطق إلى 30% كما أن مناطق محددة لم يحدث أي انخفاض على الأسعار مثل مشروع دمر - المالكي- تنظيم غرب كفرسوسة بعض المناطق في قدسيا.
الخضر والفواكه
تعد الفترة الحالية ذروة الانتاج الزراعي فكميات العرض كبيرة جداً والأسعار تعد معقولة لكل أنواع الفواكه والخضر كما لوحظ خلال الأسبوعين الماضيين تحسناً في أسعار مادتي البطاطا والبطيخ الأحمر وهذا الارتفاع يعد انقاذاً للمنتجين الزراعيين بعد أن هبطت الأسعار إلى أقل من الكلفة فوقع المنتجون في دائرة الخسارة.
الهدايا
ساهم إعلان نتائج الدورة الإضافية لامتحان الشهادة الثانوية إلى زيادة الطلب على الهدايا خاصة أجهزة الموبايل والألبسة وسواها من التذكارات.
أخيراً بيع غرام الذهب في السوق السورية يوم أمس 2610 ليرات ووصل سعر الأونصة في البورصات العالمية إلى 1828 دولاراً.
محمد الرفاعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد