من ملامح النقد الأدبي في سورية خلال الثلث الأخير من القرن العشرين

20-07-2009

من ملامح النقد الأدبي في سورية خلال الثلث الأخير من القرن العشرين

1- أين الجيل الجديد من النقاد؟

يعيش النقد الأدبي في سورية منذ سنوات بعيدة وإلى الراهن الحالي حالة ركودية وأزمة مراوحة،‏‏ تنعكس تأثيراتها السلبية وأبعادها النفسية بوضوح على عملية الخلق والإبداع لدى الأديب فتشكل عاملاً من العوامل، يثبط همته، ويُفتر من عزيمته ويصبغ جوه بحالة من التشاؤم والقنوط مهما كانت منطلقاته التزامية هادفة ونظرته مستقبلية متفائلة، وخاصة وهو يرى حصيلة عذاباته الفنية وأوجاع مخاضاته الإنتاجية تقابل بالصمت المكرس أو العفوي وبالتعتيم المقصود أو الطبيعي، أو التجاهل المؤذي لأدبه من قبل النقاد. فالمعروف أن مطابع وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب كأكبر مؤسستين ثقافيتين في البلد إضافة إلى دور النشر الخاصة تقذف سنوياً مئات الكتب من الإنتاج الجديد وفي مختلف الفنون الأدبية لأدباء نهجيين ومحدثين، تأليفاً وترجمة وتتصدر هذه الكتب واجهات المكتبات بأغلفتها الأنيقة وألوانها الزاهية وتنتظر طويلاً الناقد «الجهبذ» الذي يقول كلمته فيها إن سلباً أو إيجاباً فلا تجد إلا العقوق والإهمال ولا تستقبل إلا بالاستخفاف والصمت. وإذا كان لهذا الأديب أو ذاك شيء من حظ والتماس ونتفة من تقدير وشهرة فإن أحد الكتاب المشتغلين بالنقد قد يكتب مراجعة سريعة أو تعليقاً خاطفاً عن كتابه المسكين دون أن يقرأه قراءة متذوقة فاحصة على الأغلب، وقد يميل (نقده) مع الهوى وينصرف عن الموضوعية ليحابي ويجامل ويتزلف ويصنع من العمل الأدبي معجزة حضارية وجوهرة ثمينة أو ليهاجم بضراوة وعنف فيغمط الجودة الفنية حقها ويتعسف في إصدار الأحكام المتعجلة ويزن الأشياء بغير موازينها المنطقية المتطلبة.‏‏

وفي وقفة تساؤل عن حال هذا الواقع النقدي المؤسي لا بد أن نتقرى أسباب هذا الجفاء الحاصل بين الأديب ومدعي النقد ونجيب فوراً بأنها كثيرة ومتشعبة، لكن أوضحها صدارة أن بعض من يسمون بالنقاد يهربون من النقد -عملهم الأساسي وممارستهم الكتابية- لدوافع عديدة نفسية واجتماعية وجمالية، وقد يكون أبرزها عدم توافر دقة (المصطلح النقدي) لديهم لضعف ثقافتهم النقدية وضآلة تذوقهم الأدبي، فمثل هؤلاء النقاد أنفسهم قد يتكلمون أحياناً بلغة لايفهمونها هم، وترى الواحد منهم يتساءل عن القصد والمغزى فيما كتبه زميله من مصطلحات غامضة المعنى والهدف وليس لها تغطية علمية موضوعية، فما عسى يكون وضع القارئ الجماهيري في موقف كهذا وكيف له أن يفهم «المفردات» النقدية المغرقة بالضبابية والإبهام؟.‏‏

طبعاً لا بد من الإشارة إلى أن نقادنا الرواد المؤسسين قد قدموا تراثاً نقدياً في سورية، منذ الخمسينيات وحتى أواخر الثمانينات، أصَّل لمنهجية النقد الأدبي عندنا بغض النظر عن نوعية هذا المنهج وهويته، يسارياً أو محافظاً أو معتدلاً أو يعتني بالشكل أكثر من المضمون أو بالمضون أكثر من الشكل، أو يقيم تعادلاً وتوازناً بينهما، هؤلاء النقاد أعطوا مقدرتهم، وتابعوا بنفسهم الطويل الحركة الأدبية لدينا، تحليلاً ونقداً وتقييماً، على مدى ربع قرن تقريباً، وقاموا بمهمتهم على خير وجه وانطوى دورهم مع مرور الزمن غير أن الملاحظ في هذا المضمار أن دماء جديدة قليلاً ما دخلت الساح النقدي وأثبتت فاعليتها، وتابعت دور النقاد الأوائل، على الرغم من كثرة الأسماء (النقدية) التي تتناثر هنا وهناك و(منتهزة فرصة غياب الناقد الجاد المؤهل واعتكاف بعض أساتذة أقسام النقذ الأدبي في الجامعة العربية السورية على التأليف الأكاديمي للدراسات النقدية أو إشرافهم على رسائل الماجستير والدكتوراه لطلبة اللغة العربية في جامعاتنا وما يأخذه هذا العمل من وقتهم الثمين) وتتهافت على الصفحات الثقافية في جرائدنا ودورياتنا الأدبية فتنشر فيها مراجعاتها الوصفية عن الكتب الصادرة حديثاً بوساطة قلمها الجاف الأعجم وضآلة قدراتها على التعبير الصحيح المركز وافتقادها للذوق المدرب، أو تصدر الكتب الضخمة في نقد هذا الجنس الأدبي أو ذلك بمجانية وترهل، مجمعة ما كتبته في كتاب مذيل بثبت هائل من المراجع والمصادر للتدليل على الجهد الذي بذله الناقد وسعة اطلاعه واهتمامه، علماً أن مثل هذه المرجعية لم تبق مطلوبة في بعض مدارس النقد الأدبي الحديث المتطور في المذاهب النقدية الجديدة عبر عالم جديد لأن النص النقدي المقدم إنما هو خلاصة ثقافة الناقد المترسبة في قاع فكره الثقافي وذائقته المشبعة بحساسية الالتقاط والاكتناه للعمل الأدبي المنقود أو المدروس. وإن كانت بعض الاتجاهات النقدية لا تزال تحرص على وجودها وقد تكون محقة إذا كان نقدها أكاديمياً أو كانت تشكل دراسة أكاديمية وليس نقداً بمعنى النقد أي إظهار مواطن الجودة والضعف في العمل الأدبي المنقود وفقاً لرؤية الناقد المنهجية بعد تفسيره وتحليله.‏‏

وبعد.. ها نحن نتساءل: أين الجيل الجديد من النقاد لدينا...؟.. أين النقاد الشباب؟ أين الحركة النقدية المتجاوزة؟ أين المشروع النقدي النهضوي الحديث المواكب للأدب الجديد؟‏‏

2- ذكريات عن المباشرة والغموض‏‏

ما أسرع ما تنقلب المعايير الفنية والمقاييس الأدبية عند الكتاب والنقاد والمنظرين، وما أسرع ما تنعكس نظرياتهم التعليمية ومبادئهم التطبيقية إلى نقيضها تماماً، بحيث أضحت تستعصي لعبةُ الانقلاب والتغير هذه على فهم القارئ وتقبله فأخذ يشك في قدراته على متابعتها واستيعابها، ويأسى لتخلفه عن اللحاق بركب التطور وعجلة التقدم في حقل النقد، فما كان يُدعى بالأمس عاراً فنياً وسقوطاً في المباشرة والتقريرية والسردية والفوتوغرافية والشكلانية واللفظية وغير ذلك من المصطلحات والمفاهيم النقدية صار الآن مطلباً من بعض مطالب الأدباء والروائيين والشعراء وراحت الأقلام المتخصصة في النقد أكاديمياً والطارئة عليه بحكم المطلب الصحفي أو التكسب المادي أو كليهما معاً تدافع عنه وتدبج المقالات المطولة في منافع الوصول إلى الهدف في المسير إلى اتجاهه بطريق مستقيم دون التفافات أو منعطفات حتى تسهل على المتلقي عملية الفهم والتذوق والنفع والاستفادة.‏‏

ومن المعروف أن الحرب العوان والمعارك اللاهبة كانت تُشَنُّ من قبل النقاد المتشددين البرجوازيين والتقدميين على أي أثر أدبي أو فني يتبع الطريق المباشر الأقصر الواضح في الاتصال إلى الجماهير ومخاطبتهم ببساطة بحيث يتهم صاحبه بالسقوط في آفة المباشرة والبعد عن الفن الأصيل وشروطه، والإغراق في التسطح والتساهل والوضوح، وافتقاده أهم عنصر من عناصر الأدب وهو الرُّؤى والتقنيات.‏‏

والحجة التي يتذرع بها أصحاب الدعوة إلى المباشرة هذه في الأدب والفن هي ضرورة التواصل مع القارئ ليفهم ما يكتب له وينتفع به على اعتبار أن الأدب له وظيفة اجتماعية ثقافية بناءة إضافة إلى كونه فناً تحريضياً وسلاحاً من جملة أسلحة الكفاح الجماهيري من أجل بناء الغد الأفضل.‏‏

ولا شك أن تهافت مثل هذه الدعوة لا يحتاج للتدليل عليه إلى برهان أو نقيض فهي دعوة تحمل في أعماقها بذرة خوائها وفشلها، فليس في الوجود الإبداعي أدب وفن يركبان مركب السهولة ويمتطيان مطية البساطة دون أن يقعا في مطب السطحية والابتذال إن لم يكن التعبير فيهما تعبيراً فنياً خالصاً يستعمل كل الأدوات الفنية المتقدمة والحضارية المتجددة لصياغة الموضوع المطروح والهدف المطلوب. وليس جديداً القول في مثل هذا المقام بوحدة المحتوى والشكل، فمن العجز أن نطرح مضموناً متقدماً في شكل متخلف والعكس صحيح أيضاً، لذا فإن الدعوة إلى المباشرة بحجة كسب القارئ والوصول إليه واجتلابه هي دعوة محكوم عليها بالإخفاق، فالأدب فن والفن لا بد له من شروط، والشروط لا بد أن تكون قاسية، والقسوة هي التي تُفضي في النهاية إلى الفنية والفنية هي التي تنتج التأثير، والتأثير هو الذي يُطور الفاعلية، فاعلية الإبداع والتمثل والاستفادة لدى القارئ أو المتلقي عامة. وإلا فإذا كانت هذه الدعوة تصح وتحق، فماذا نفعل بهذا التاريخ الأدبي من الأعمال الفنية الخالدة المتنوعة ما بين قصة ومسرحية وقصيدة وكلها قد صيغت بوسائل رمزية آناً وبطرق غير مباشرة آنا آخر، وفي جميع الأحوال لبست لبوس الغموض والظلال والضباب والإيحاء في الأدب العربي وغيره من الآداب الحية؟ هل نحرقها بحجة أنها تخاطب القارئ مخاطبة فيها التواء أو إبهام، ولا تدخل إلى عقله وقلبه عن أقرب طريق وأسهل منال؟!‏‏

في ختام وجهة النظر هذه أورد الحادثة الطريفة التالية: في ليلة شتائية عاصفة زارني في بيتي الصديقان الناقدان نبيل سليمان وأبو علي ياسين في عام 1977، وكان قد صدر كتابهما (الأدب والأيديولوجيا) عام 1975، وسهرنا حتى الفجر، ثم قدمت لهما ديواني الأول (مسافة للممكن، مسافة للمستحيل) هدية ودية، وكان قد ظهر إلى الأسواق حديثاً، وقلت لهما فيما أذكر: ديوان قد يكون غامضاً لشاعر رومانسي من جيل شعراء الحداثة يهديه لناقدين يجاهران، في جملة ما يجاهران به من نظريتهما النقدية، بالوضوح والهدفية في الأدب، وما أعتقد أن أحدكما سيكتب عنه حرفاً واحداً في إنتاجه اللاحق.. فضحكا بمحبة وكان الجواب مُداعباً: -سنكتب عنك عندما تصبح في شعرك على مقاسنا... وأجزم أنني لم ولن أصبح في يوم من الأيام على مقاسهما مع احترامي لمنهجهما النقدي المتشدد في تقديم النفع لقارئ الأدب دون الاكتراث بتقديم المتعة الجمالية له.‏‏

3- ملاحظات على الحركة النقدية في سورية خلال ربع قرن مضى، واقتراحان‏‏

إنني كمتابع للحركة النقدية في سورية خلال ربع القرن الماضي من الألفية الثانية وشاهد عليها، ومساهم مساهمات انطباعية في منتوجها، قادر، بصورة ما، على أن أركز ملاحظاتي حولها في النقاط التالية:‏‏

1- إن الطابع التنظيري كان يغلب في هذه الحركة على الطابع التطبيقي، فالكثير من المقالات النظرية في أصول العملية النقدية ومناهجها ينشر، والقليل منها يتعلق بالتطبيق على أرض الواقع الأدبي وتناول نصوص كاملة من الأجناس الأدبية وفحصها وتحليلها والحكم عليها وتبيان إيجابياتها وسلبياتها، وإن كنا نلاحظ ميلاً في السنوات الخمس الأخيرة إلى تطبيق التنظير في الإنتاج النقدي وخاصة في باب نقد الرواية والقصة القصيرة.‏‏

2- استطاعت هذه الحركة النقدية على المستوى التنظيري وعلى المستوى التطبيقي أن ترفد مصطلحاتنا النقدية السابقة بمصطلحات جديدة مبتكرة مترجمة وموضوعة في مختلف الأنواع الأدبية، وأن تستعملها بعد أن نضج عودها بإتقان ومهارة وجدارة ما أثرى قاموسنا النقدي وجعله أحفل بالمصطلحات النقدية المتواكبة مع حركة تطورنا الأدبي والثقافي العام ودفع باللغة النقدية الحديثة خطوات إلى الأمام.‏‏

3- إن هذه الحركة باتجاهاتها المتطرفة والمحافظة والمعتدلة وتفرعاتها قد أخلصت قدر الإمكان لمبادئها ومقاييسها في الأدب والفن، وطبقت عقائديتها النقدية على الإنتاج الأدبي ما خلق خصوبة في الرؤية النقدية وجعلها متعددة الجوانب، مختلفة التناولات متغايرة الأبعاد والمدارس، وهكذا احتُرم القارئ واحترمت انتماءاته السياسية والثقافية والأيديولوجية، ولم يُفرض عليه تيار بعينه من أنواع التفسير الأدبي أو النقدي للنص المتناول.‏‏

4- يُؤخذ على هذه الحركة أنها نظرت إلى الأدب في سورية نظرة إقليمية ضيقة ولم تربطه في كثير من تطبيقاتها النقدية العملية وممارساتها التنظيرية بتيار الأدب العربي الحديث بشكل عام لتستخلص بالتالي نتائج وأحكاماً أقرب إلى الشمولية والدقة والموضوعية، ولا ربطته بالتالي بتيارات الأدب العالمية ومدارسه الحديثة تأثراً واستجابة ربطاً موضوعياً معللاً إلا من إشارات وامضة هنا وهناك.‏‏

5- استطاعت هذه الحركة بنموذجات من لغتها النقدية الرشيقة الواضحة واجمال تناولاتها ووسائلها التوصيلية المتقنة وبعدها عن الجفاف واليبوسة والحرفية والتقريرية (مثال ذلك العملية النقدية المحببة عند الدكتور حسام الخطيب) أن تثبت أن النقد الأدبي في سورية أصبح فناً من الفنون الأدبية كالقصة والمقالة والشعر والمسرحية وأنه عملية إبداعية حقيقية بحد ذاتها تُعيد خلق النص الأدبي المنقود برؤية جديدة ولغة جديدة، وأن الناقد -بالمنظار الموضوعي- هو خلاصة مكثفة للثقافة المتعددة الألوان في العصر الحديث، يصبُّ معالجاته النقدية وآراءه الانتقادية في إطار فني وشكل أسلوبي هما بحد ذاتهما يعتبران عملاً أدبياً صرفاً يُنظر إليه بكثير من الاحترام والتقدير والترحيب.‏‏

6- انصب اهتمام هذه الحركة في تقويماتها النقدية وتطبيقاتها العملية وأمثلتها النموذجية وشواهدها الاحتجاجية أو الدلالية على نتاج ما يسمى بـ «النجوم» من الأدباء ومعطياتهم أو ما يُسمى أدباء الصف الأول شهرة وذيوعاً وانتشاراً. وفاتها أن تنظر إلى أدباء الصف الثاني والثالث الذين- لأسباب متعددة لسنا هنا في سبيل طرحها وتسليط الضوء عليها- لم يستطيعوا أن يقفزوا إلى منطقة النور الباهر وظلوا في ساحة الظل مثلما أتيح لأدباء الصف الأول. كما وأنها لم تنظر بعين الحب والتشجيع والرعاية والاهتمام إلى الأدباء الشباب الجادين الواعدين، وهذه نقطة هامة وثغرة أساسية يجب استدراكها في مستقبل هذه الحركة النقدية.‏‏

7- وقد نعتقد أنه مما أغنى هذه الحركة النقدية وأعطاها أبعاداً إيجابية وجعل لها قاعدة جماهيرية عريضة بين صفوف القراء فترددت أصداؤها وشاعت آراء المتحاورين فيها كون معظم النقاد الذين خاضوا المعارك النقدية حتى أواخر السبعينيات، أدباء منتجين في مختلف الفنون الأدبية وعلى الأخص القصة والرواية والمسرحية، وقد يكون هذا الأمر ما جعلهم أقدر على سبر العملية الأدبية لأنهم يعرفون «سر الصنعة» وأصول اللعبة الفنية في جنسهم الأدبي الذي ينتجونه وينتقدونه في الآن نفسه. وإذا شئنا أن نضرب الأمثلة لذكرنا قائمة طويلة من (النقاد الأدباء) كان لها مساهماتها الجادة في تأصيل الحركة النقدية لدينا، تَمثل وجهاً من وجوهها في السنوات الأخيرة بما يمكن أن نسميه التخصص النقدي (ناقد شعر- ناقد قصة قصيرة- ناقد مسرحية- ناقد رواية...إلخ).‏‏

8- لا شك أن كتابات نقاد هذه الحركة لم تخل من روح شخصية وحساسيات خاصة فرضتها طبيعة العلاقات الذاتية بين الأدباء والنقاد وطبيعة انتماءات هؤلاء وهؤلاء السياسية والعقائدية والطبقية والفنية وسواها وانعكس أثر ذلك كله في المنتوج النقدي لهذه الحركة معلناً أو مضمراً.‏‏

تلك هي أهم ملاحظاتي على الحركة النقدية في سورية اعتباراً من مطلع الستينيات وعلى مدى ربع قرن من الألفية الثانية. وإنني لأقترح طريقتين لدراسة هذه الحركة في مسارها قد تفيدان الباحثين في هذا الميدان، الأولى هي طريقة المراحل. فبزعمي أن النقد الأدبي لدينا قد مرّ بثلاث مراحل: أولها مرحلة البدايات والتلمس وتندرج زمنياً ضمن منتصف الخمسينيات وحتى أواخر الستينيات تقريباً. وثانيتها مرحلة التوضح والتكون وتندرج في عقد السبعينيات، وثالثتها مرحلة الإنضاج والتراكم وتندرج في عقد الثمانينات.‏‏

أما الطريقة الثانية التي اقتراحها في دراسة هذا الموضوع فهي طريقة التيارات أي الحديث عن ملامح الحركة النقدية في سورية بين اليمين النقدي أو التيار المحافظ واليسار النقدي أو التيار المجدد والوسط النقدي أو التيار المعتدل. إذا جاز استعمال مثل هذا المصطلح.‏‏

ولا شك أن التفصيل في هاتين الطريقتين يحتاج إلى مقال آخر يوضح التصور في العمل بطريقة المراحل وطريقة التيارات قد نتصدى لإنجازه قريباً.‏‏

ممدوح السكاف

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...