ممنوع ترميم المنازل في ساروجة حتى لو احترقت وتشرد سكانها
شبَّ حريق كبير في الثاني من الشهر الحالي في أحد المنازل في منطقة سوق ساروجة.. وامتد ليأتي على ستة منازل..
أصبح سكانها بلا مأوى.. لسنا في وارد ذكر مسببات الحريق وكيفية اخماده التي اشترك 
فيه حوالي 42 من رجال الاطفاء و14 آلية.
.. بل نحن في وارد النظام المتبع في سوق ساروجة فيما يخص ترميم المنازل الطينية وحمايتها وهي الآيلة للسقوط لأنها مبنية من طين وخشب أصبح متهالكاً بفعل الزمن وبفعل العوامل الجوية من أمطار وسوس ينخر الخشب..
والغريب ان نظام ضابطة البناء لا يسمح للسكان بترميم منازلهم إلا بنفس مواد البناء.. أي طين وخشب وبعض الأعمدة الحديدية.. فخلال السنوات القليلة الماضية أتت المرافق على عدد كبير من المنازل.. ولم يسمح للسكان بالترميم إلا وفق نظام.. يؤدي في النهاية الى خراب تلك المنازل..
الغريب في الأمر ان منطقة سوق ساروجة ليست داخل السور.. لكنها مصنفة من المناطق الأثرية.. والتاريخية التي يحرم ويحظر ويمنع على سكانها الترميم بمواد الاسمنت والحديد.. فنتيجة الحريق الأخير كانت تشريد ستة أسر.. لم يبق لها مأوى.. سوى الشارع والعيش على الصدقات والأعطيات.
.. اثنتان من الأسر تدبرت أمورهما حالياً من خلال اللجوء الى الأقارب أما الأربع الباقية.. فلم يلح أمامها أي أمل سوى التشرد والاستغاثة.. ماذا لو تمّ السماح لهذه الأسر ولغيرها بترميم منازلها المحروقة بمواد الاسمنت والحديد..؟ علماً أنها ليست مستملكة وليس فيها أي بناء حجري.. فهل نحافظ على الآثار التي هي عبارة عن خشب وطين ولبن..
.. وإذا كانت المنازل الطينية تعد من الآثار والتاريخ فكل القرى والأرياف السورية مبنية بهذه المواد... وتبعاً لذلك هل نعتبرها تاريخية وأثرية..؟
الأغرب من كل ذلك.. انه بعد حدوث أي حريق.. يقصد تجار العقارات المنطقة ويشرعون بتقديم العروض المغرية لأصحاب المنازل المحروقة وابتياعها.. أليست هذه المسألة ملفتة للانتباه.. فهناك من يقول: إن الجهات الرسمية تنوي بناء مشروع سياحي في المنطقة.. أي ان المالكين سيكونون شركاء فيه..
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد