معرض فرص العمل يستقطب آلاف السوريين
كان رغيد بريز يفكر بالسفر إلى الخارج للبحث عن فرصة عمل. لكن أصدقاءه أقنعوه بالتوجه إلى «معرض فرص العمل» الذي نظمته «الجمعية السورية لرواد الإعمال» أخيراً بالتعاون مع جهات اقتصادية عدة «كونه وفر مئات الوظائف للعاطلين عن العمل في السنة الماضية». والجديد هو دخول العراقيين على خط المنافسة هذه المرة بعد تزايد أعداد المهاجرين منهم إلى سورية.
وقال رغيد (21 سنة ) لـ «الحياة»: «لم أكن أتوقع أن يكون لدى الشركات السورية العديد من فرص العمل التي نبحث عنها، وجئت إلى هذا المعرض علني أجد وظيفة بعد أن تعبت في ملاحقة الإعلانات المنشورة في الصحف والمجلات».
وكانت «جمعية رواد الأعمال» استطاعت جمع أكثر من 35 شركة تعمل في مختلف النشاطات الاقتصادية ولديها شواغر وظيفية، في معرضها الرابع بهدف خلق صلة وصل بين هذه الشركات والخريجين الجدد من الجامعات السورية.
وتهدف الجمعية غير الحكومية إلى «مساعدة الشباب ليصبحوا أصحاب أعمال وان يكونوا رواداً ومبدعين من خلال الشركات التي يعملون بها».
وقال عضو الجمعية هاني صراف: «دورنا يقتصر على جمع طالبي العمل مع الشركات بشكل مباشر ومن دون وسطاء وهدفنا تأمين أحسن فرصة لطالبي العمل»، وأضاف: «نتيح المجال لافراد لا يعرفون كيفية تقديم أنفسهم إلى الشركات ولا يعرفون موقعها أو لديها شواغر تحتاج إلى ملئها ونقدم إلى هؤلاء محاضرات تعليمية عن كتابة السيرة الذاتية وكيفية التصرف في مقابلات العمل قبل أسبوع من المعرض ونعيد هذه المحاضرات أثناء المعرض». وقال: «في السنة الماضية زار المعرض نحو 10 آلاف في دمشق و17 ألفاً في حلب واستطعنا حتى الآن تأمين ألف فرصة عمل وتوقع ان يفوق عدد زوار المعرض وهذه السنة أكثر من 10 آلاف من طالبي العمل للمنافسة على شغل أكثر من 350 وظيفة عمل وفرها لهم المعرض.
وتشير الأرقام الرسمية إلى ان عدد العاطلين عن العمل وصل في الربع الأول من السنة الجارية إلى 432 ألفاً أي نحو 8.3 في المئة. لكن خبراء مستقلين يعتقدون بأن النسبة اكبر من هذا الرقم بكثير، ويصل عددهم الى نحو مليون شخص.
وتقدر المصادر المختصة عدد الوافدين الجدد إلى سوق العمل سنوياً بنحو220 ألف فرد، وبحسب تقديرات هيئة مكافحة البطالة فإن كل القطاعات الاقتصادية في سورية لا توفر في أحسن الأحوال أكثر من خمسين ألف فرصة عمل سنوياً.
ولم يقتصر المعرض على السوريين، بل أتاح الفرصة لعدد كبير من العراقيين المقيمين في سورية والبالغ عددهم بحسب آخر الإحصاءات نحو 1,7 مليون شخص للتقدم إلى هذه الشركات للحصول على فرصة عمل ربما تساعدهم في تخفيف المعاناة عن أسرهم وتحسين مدخولهم على رغم أن السلطات السورية تحظر عليهم العمل في أراضيها على اعتبار أنهم ضيوف لديها.
وقالت فرح حيدر ( 24 سنة) من مدينة بغداد وتحمل الإجازة في العلوم والرياضيات: «اعمل حالياً في مكتب صغير لتصميم الإعلانات واحلم أن اعمل في شركة اكبر وبأجر أحسن». وأضافت: «قرأت في الصحف ان عدداً كبيراً من الشركات العربية والسورية ستجتمع في هذا المعرض وفكرت في البحث عن فرصة عمل لدى هذه الشركات علني أجد عملاً إضافياً أحسن من خلاله دخلي الشهري». ولاحظ زميلها ياسر نشواني أن فرص العمل المعروضة قليلة نسبة إلى عدد المتقدمين، وقال: «بعض الشركات تحتاج إلى 10 فرص عمل وبعضها الآخر فرصتين لا أكثر، مقابل المئات من الباحثين عن العمل». لكنه أشار إلى انه استفاد كثيراً كون المعرض أتاح له التقدم إلى عدد كبير من الشركات والتعرف الى الاختصاصات المطلوبة لديها، إضافة إلى انه حضر العديد من المحاضرات التي تمحورت حول كيفية التصرف في مقابلات العمل وطريقة المخاطبة والهندام والشرح الصحيح للأشياء المهمة لصاحب العمل وكيفية كتابة السيرة الذاتية.
معظم الباحثين عن عمل هم من أصحاب الشهادات الجامعية، وفرص العمل متنوعة من مديري أقسام إلى مديرين ماليين إلى مندوبي مبيعات ومبرمجين. وقالت مسؤولة الموارد البشرية في «بنك عودة» ريما طراف: «لدينا عشرة اماكن شاغرة على الأقل موزعة على دمشق وطرطوس وحلب، ونطلب مستوى عالياً جداً من المهارات خصوصاً في مجال الكومبيوتر»، مشيرة إلى ان عدد المتقدمين كبير ولكن المناسبين لشغل هذه الوظائف قلة».
نور الدين الأعثر
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد