معارك ارتدادية في حندرات وإحباط هجومين في وادي الضيف والحامدية بريف حلب
في وقت اشتدت فيه المعارك في ريف إدلب الجنوبي إثر إعلان فصائل «إسلامية» بدء عملية عسكرية لاختراق معسكرَي وادي الضيف والحامدية الاستراتيجيين، أحبط الجيش السوري مجموعة هجمات «ارتدادية» في قرية حندرات شمال حلب، والتي سيطر عليها مطلع تشرين الأول الحالي، ضمن عملياته الهادفة لإطباق حصار يعزل المسلحين الموجودين داخل مدينة حلب عن الريف، الذي يؤمن طرق إمداد مفتوحة على الحدود مع تركيا شمالاً، ما يسهل أية عملية عسكرية داخل حلب.
وفجّر مسلحون، ينتمون إلى «الجبهة الإسلامية»، نفقاً مفخخاً في محيط معسكر الحامدية جنوب معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، تزامنا مع إعلان «الجبهة» بدء «معركة تهدف إلى السيطرة على معسكري الحامدية ووادي الضيف» المحاصرين منذ أكثر من 9 أشهر، رافقها تغطية إعلامية مباشرة، وضغط من قبل وسائل الإعلام المؤيدة للمسلحين في سوريا، قبل أن تتوقف التغطية، إثر فشلهم من تحقيق أي اختراق فعلي على الأرض.
وأوضح مصدر عسكري، أن النفق الذي تم تفجيره يقع قرب نقطة عسكرية قرب معسكر الحامدية، وليس داخله كما أشيع، مؤكداً أن التفجير تسبب فقط بإصابة عدد من الجنود الذين كانوا متواجدين في مناطق قريبة من الموقع.
وأشار إلى أن المسلحين شنوا هجمات عنيفة ومتزامنة بعيد التفجير مستهدفين نقاط تمركز عناصر الجيش السوري في محيط معسكري الحامدية ووادي الضيف، إلا أن العناصر المدافعين عن المعسكرين تمكنوا من صد الهجوم. كما استهدفت طائرات حربية الخطوط الخلفية للمسلحين، ما أنهى الهجوم على أهم مركزين عسكريين للجيش السوري في ريف إدلب.
وذكر المصدر العسكري أن المسلحين خسروا 3 دبابات خلال عملية الهجوم على نقاط الجيش، إضافة إلى عدد من الآليات الأخرى، مضيفاً أن «أكثر من 30 مسلحا قتلوا في كمين نصبه الجيش السوري لهم عندما فتح لهم ثغرة للدخول إلى إحدى النقاط العسكرية غرب بلدة معرحطاط في محيط الحامدية وفتح عليهم النار، قبل أن يعيد عناصر الجيش تمركزهم ضمن الحاجز ليقوم بعدها سلاح الجو بتمشيط محيط المنطقة مستهدفا تجمعات المسلحين».
وإضافة إلى كون المعسكرين من أكبر نقاط الجيش السوري، فإنهما يمتازان بموقع استراتيجي، حيث يقعان على بعد 500 متر من طريق حلب ـ دمشق الدولي جنوب شرق معرة النعمان، حيث يمتد معسكر الحامدية من أطراف بلدة كفرومة غرباً حتى عين قريع جنوباً، ويمتد جنوباً باتجاه بلدة الحامدية على أطراف الأوتستراد الدولي وبلدتي بسيدا ومعرحطاط بطول أكثر من 5 كيلومترات، في حين يمتد معسكر وادي الضيف جنوب وشرق معرة النعمان، ويحاصرهما المسلحون منذ أكثر من 9 أشهر، حيث يقوم الجيش السوري بتنفيذ عملية عسكرية عبر مورك في ريف حماه، قد تنتهي بفك الحصار عن المعسكرين.
وفي حلب، تشهد جبهات القتال الداخلية هدوءا مشوباً بمعارك جانبية في بعض الأحيان على جبهات التماس، في وقت تستمر فيه الغارات والاستهداف عبر المدفعية لحي بني زيد، الذي يشكل قاعدة يطلق منها المسلحون القذائف على مدينة حلب.
وفي ريف حلب الشمالي، شدد الجيش السوري قبضته على قرية حندرات، التي يحاول مسلحو «جبهة النصرة» استردادها عبر شن هجمات «ارتدادية» يومية على حواجز الجيش في القرية. وقال مصدر عسكري، إن «الجيش يعمل في الوقت الحالي على تأمين تمركزه بشكل جيد في القرية قبل البدء بالتوسع في العملية العسكرية» التي بدأت انطلاقاً من السفيرة شرق حلب، ووصلت إلى السجن المركزي شمالاً، ومن المفترض أن تتواصل حتى الوصول إلى نقطة «كاستيلو» التي تعني السيطرة عليها تشكيل قوس عسكري يحيط بالمدينة وعزل مسلحي الداخل فيها عن الريف.
وعن معركة حندرات، كشف المصدر أن الجيش مهد للمعركة طويلاً بعد سيطرته على السجن المركزي، حيث نفذ مطلع الشهر الحالي عملية عسكرية سريعة مخترقاً دفاعات «جبهة النصرة»، ليسيطر على مراكز مهمة عديدة للجبهة تضم نقاط ربط واتصال، الأمر الذي قطع التواصل بين المجموعات الموجودة في القرية، وسرّع عملية السيطرة عليها.
وفي ريف حلب الشمالي أيضا، تشهد نقاط التماس بين مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، الذين يسيطرون على مجموعة قرى في قضاء مدينة اعزاز، ومسلحي الفصائل «الإسلامية» حالة سكون منذ أكثر من شهر، تتخللها في اوقات متقطعة اشتباكات على بعض الجبهات، من دون تحقيق أي تقدم يذكر.
وفي آخر محاولات الفصائل «الإسلامية» التقدم نحو نقاط تمركز عناصر «داعش»، واستعادة السيطرة على القرى التي خسروها، قال مصدر معارض إن الفصائل «الإسلامية» خططت لهجوم كان من المفترض أن ينتهي باستعادة قرية دابق، إلا أنه فشل بسبب خيانة أحد العناصر، وهو قائد عربة «بي ام بي»، كان من المفترض أن يقوم بنقل عدد من المسلحين إلى مقربة من مراكز «داعش» المتحصنين في مدجنة في محيط القرية، لبدء هجوم مباغت، إلا أن سائق العربة قام بتسليم العناصر وعددهم 11 إلى «داعش»، حيث تم ذبحهم جميعاً، والتنقل بين القرى برؤوسهم المقطوعة.
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد