مشكلات تؤرق الأهالي والطلبة مع بداية كل عام دراسي
مدارسنا مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأكثر أهمية وأثراً في حياة الفرد وتكوين شخصيته وانتمائه للمجتمع والدولة. وأطفالنا فلذات أكبادنا وبناة المستقبل والأمل، بهم تزدهر الأوطان وتنمو، وإذا كان الوطن يتعافى من شبح الأزمة، وينزع عن كاهله غبار الإرهاب، ونسير في إعادة الإعمار، والأولوية لإعمار البشر قبل الحجر، لأن الانسان هو غاية الحياة كما قال القائد المؤسس حافظ الأسد، والإنسان الركن الأساس في التطوير والتقدم والبناء، ومن هنا تأتي أهمية العملية التعليمية والتربوية كأحد أهم جوانب بناء المستقبل الكريم واستعادة دورنا الحضاري والقيمي في ركب الأمم، وهو ما يعمل عليه الغيارى على الوطن.
بعيداً عن هموم تأمين الكتب المدرسية والقرطاسية والألبسة، وبقية مستلزمات العملية التربوية في المدارس، تبرز مع بداية كل عام الهموم ذاتها التي تؤرق الأهالي، وكذلك الكادر التدريسي لجهة عدم استكمال الجوانب المطلوبة لنجاح العملية التدريسية بالشكل الأمثل.وهذا ما دفعنا للولوج إلى عدد من مدارس مدينة جرمانا كأنموذج عن الواقع الذي يعانيه الأهالي في مدارس الغوطة الشرقية في محافظة ريف دمشق، من خلال زيارتنا لها، والتي تعدّ الأكثر اكتظاظاً بشعبها الصفية ومعاناة.
الكثافة الصفية
نعم لكم أن تتخيلوا مدرسة تضم 4000 طالب في دوامين (نصفي) هي مدرسة نزيه منذر، وكذلك مدرسة الشهيد جاد الله شنان للحلقة الأولى التي تضم هذا العام 2500 بعد أن كانت في العام الماضي 2775 وفي بعض شعبها، وتحديداً في الصف الخامس 83 طالباً، وفي الرابع 64 طالباً، كما تصل الكثافة الصفية في ثانوية الشهيد نزيه فضلو قطان إلى 55 طالباً وفي البكالوريا 65 طالباً مع أن 324 طالباً من طلاب الحادي عشر غادروا المدرسة مع بداية العام الدراسي بسبب الكثافة الصفية، وتوجه 160 أيضاً إلى مدرسة المتفوقين، بعكس ثانوية الشهيد زاهي السمين التي يصل عدد طلابها إلى 450 طالباً وبمعدل من 35-40 طالباً في الشعبة وفقاً لهيثم جابر- معاون المدير.
ولتشعروا بحجم الكثافة الصفية لدى هذه المدارس وغيرها والمعاناة التي يكابدها كل من القائمين على تلك المدارس، والتي أرجعها المثنى خضور- مدير التوجيه في وزارة التربية إلى الأعداد الكبيرة من الأهالي الوافدين من المحافظات الساخنة، واستجابة الوزارة بقبول جميع التلاميذ، واللجوء إلى الدوام النصفي، وتأمين غرف مسبقة الصنع، وحالياً مع عودة الأمن والاستقرار وبدء عملية ترميم المدارس وإعادتها للخدمة، وعودة الأهالي تدريجياً إلى مناطقهم، وهو ما يحتاج وقتاً، ولا ننسى خروج أكثر من 10 آلاف مدرسة من الخدمة، ومن حق طلاب وأطفال سورية الدخول للمدرسة، ونقص المدارس الكبير يجبر الوزارة على هذا، ولا يمكن بأي حال ترك طفل خارج المدرسة، وقد تم تدريب المعلمين على التعامل مع الصفوف ذات الكثافة العالية، وفي النهاية هناك حرب طاحنة مرت على وطننا وهذا أحد آثارها.
يضيف خضور: الحلول الميدانية لمعالجة الاكتظاظ تتعلق بإيجاد بدائل وهذا ما تسعى إليه الوزارة في المرحلة الحالية من خلال التركيز على المشكلات الميدانية وإيجاد الحلول لها، ومن النوع الذي قمتم بسؤالكم، لماذا لا يمنح المبنى الجديد في أول جرمانا للمجمع التربوي وللمدارس فيتم حل جزء كبير من المشكلة؟ وتالياً المعاناة في جرمانا على هذا الصعيد، ومن هنا تأتي أهمية مشاركة الإعلام والمجتمع المحلي في العملية التربوية بمختلف جوانبها، والوزارة تعمل على إعادة بناء المدارس وتأهيل المتضرر منها حسب الإمكانات المتاحة.
أما السيدة خديجة عبد الله -مديرة المجمع التربوي في الغوطة الشرقية بعد جولتنا على عدد من مدارس جرمانا فتحدثت لـ «تشرين» عن الملاحظات المتعلقة بالمشكلات التي تؤرق الأهالي من جهة، والتي نقلناها عبر مشاهداتنا على أرض الواقع، فكانت الردود واضحة ومقنعة من خلال التأكيد على أن مشكلة مدارس جرمانا تكمن في أعداد السكان الكبيرة في المدينة، وما ينجم عن ذلك من اكتظاظ في عدد الطلبة وكثافة صفية تصل إلى 80 طالباً في الشعبة في عدد من مدارس الحلقة الأولى، وهذا ناجم عن قيام مديري المدارس في جرمانا بتنفيذ تعليمات وزارة التربية باستقبال الطلبة وفق تعليمات القيد والقبول ومن دون رفض أي طلب يرد للمدارس، ولمواجهة الكثافة بدأ المجمع التربوي بإجراء تسوية بين المدارس، من خلال لجان تم إرسالها للمدارس، لكن المشكلة لن تحل إلا من خلال بناء مدارس جديدة في جرمانا، أو منح البناء الجديد في مدخل جرمانا إلى مدينة جرمانا لتحل مشكلات مدارسها.
وربما يساهم الأهل من دون أن يدركوا أحياناً في تلك الكثافة حين يتوجهون لمدرسة معينة من دون غيرها، بالنزول عند رغبات أولادهم في عدم الذهاب لتلك المدرسة، والتي تكون قريبة من المنزل، ويتوجهون لمدارس أخرى بعيدة عنهم، مع التنويه بأن جميع مدارس جرمانا أضحت ذات دوام نصفي عدا الثانويات.
وبالنسبة لما أشرتم إليه حول اقتصار جرمانا على ثانويتين للذكور ومثلهما للإناث؛ فكيف سيكون الحال مع مدارس الحلقة الأولى التي تعاني الضغط في الشعب الصفية، وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها.
أيضاً هناك معاناة من توافد عدد كبير من طلاب مدينة دمشق إلى جرمانا من مناطق كشكول ودويلعة والكباس، لأن مدارس المدينة لا تستقبل الطلاب كما هو حال مدارس الريف، وحجتهم الدائمة ( خلص اكتمل العدد لدينا) بينما أي ولي أمر يأتي لمدارس جرمانا لم يرفض طلبه، وخاصة للفئة (ب) وبصراحة شديدة الضغط في مدارسنا وخاصة في جرمانا ليس طبيعياً.
الحقيبة المدرسية الهمّ الأزلي
ومن تلك المشكلات الموضوع الأزلي المتمثل بالحقيبة المدرسية التي باتت هاجساً للأهالي في تأمينها وفي أوزانها، ومقدرة الطلبة على حملها بسبب الكتب التي تكدست فيها، وخاصة في الأسابيع الأولى من الدوام، إذا لم يكن على مدار العام، والتي نعتقد لو أن الكادر التدريسي قد جرّب حملها ربما اضطر للحصول على بعض المسكنات لآلام الظهر، إضافة إلى الحالات المرضية التي أصابت بعض الطلبة ووصلت حد الالتواء في العمود الفقري، فاضطر الأهل للمعالجة بغية عدم تفاقم وازدياد الآلام.
تلك المعضلة لم يجد المعنيون حتى الآن الوسيلة الكفيلة لتفاديها مع إن الحديث عنها في كل المناسبات التربوية قائم، وفي جميع مجالس الأولياء، التي نبهت مراراً لتلك المشكلة المزعجة للطلبة والأهالي.
سؤالنا: هل نبحث عن وسيلة لتجاوز هموم الحقيبة المدرسية من خلال تفعيل مشروع الحقيبة الإلكترونية على سبيل المثال لحل تلك المعضلة كحل شامل في ضوء العمل على تطبيق المناهج المتطورة.
المشكلات المتحصلة من الحقيبة المدرسية كبيرة وتؤدي لحالات مرضية عدة في العمود الفقري كما يراها العديد من المتخصصين، مضيفين: وتسبب اعوجاجاً فيه، وتحدباً في المنطقة الرقبية والظهرية، وتقعراً و بذخاً في المنطقة القطنية والعجزية، وقد تمتد لتشمل الأربطة والأطراف والعضلات، وسائر الأعضاء في الجسم، وانحناء وتقوساً جانبياً للعمود الفقري واختلالاً لتوازن الجسم عند حملها على كتف واحد، والوزن المثالي لها يجب ألا يتعدى من 12 إلى 15 في المئة من وزن الطالب في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي.
وترى الدكتورة سمر علي -الأستاذة في جامعة دمشق فيما يتعلق بالحقيبة المدرسية: على الرغم من تسابق الدول المتقدمة إلى تحويل التعليم الورقي والمادي إلى تعليم إلكتروني تفاعلي لا وجود للكتب فيه تزداد أوزان الكتب المدرسية عاما ً بعد عام، ويزداد ثقل الحقيبة المدرسية ومعها تزداد مخاطر الإصابات في العمود الفقري للتلاميذ، الأمر الذي طالما اشتكى منه الأهل ولفت انتباه المسؤولين التربويين وللأسف ما من مجيب ولا حلول في الافق، إلا مرافقة الأطفال من قبل الوالدين لحمل الحقيبة المدرسية، ونأمل أن يتم أخذ المشكلة على محمل الجد، لأن صحة التلاميذ تأتي بالدرجة الأولى، فمن غير المنطقي أن يحمل الطفل شهاداته العلمية وعدة أمراض مرافقة في نهاية العام.
في حين يؤكد مدير التوجيه أن الحقيبة المدرسية أصبحت أقل حجماً الآن مع المناهج المطورة، ولكنْ تبقى هناك حلول أخرى تتمثل في تنظيم البرنامج اليومي، بحيث لا يطلب عدة كتب وعدة دفاتر في اليوم الواحد، كما إن الكتب المدرسية المطورة أقل كثافة وأصغر حجماً ومعظمها مقسم إلى فصلين.
البرنامج الدرسي
الأمر الآخر الذي يحز في النفس، شعور الأهالي والطلبة بعدم انضباط المدارس وتأخرها في وضع البرنامج الدرسي منذ اليوم الأول، وهو إن حصل سيؤدي حتماً لإراحة الأهالي والأبناء من هذا الحمل الثقيل المتكرر اليومي الذي يصابون به من جراء طلب الكادر التدريسي من الطلبة جلب جميع الكتب والدفاتر بشكل يومي، لحين استقرار العملية التدريسية وتوزيع الطلبة على الشعب الصفية، وتوزيع المدرسين و..و..و.. ولسان حال الأهالي؛ ما الغاية إذاً من الأسبوع الإداري، والدوام فيه إذا لم تستطع إدارات تلك المدارس توزيع الطلبة على الشعب بإتقان ومعرفة كل شعبة وعدد طلابها، وكذلك الكادر التدريسي ووضع البرنامج الأسبوعي حتى قبل دخول الطلبة إلى صفوفهم، خاصة أن جميع المدارس يفترض مع نهاية كل عام وقبل بداية العام التالي أن يعي المعنيون بها عدد الطلبة وكيفية التوزيع على الشعب وعدد المدرسين لديهم، فهل هناك صعوبة في تحقيق ذلك المفهوم؟.
مدير التوجيه في وزارة التربية يرى أن الوزارة أكدت على التقيد بالخطة الدرسية، وهناك موجهون يقومون بزيارات دائمة للمدارس وتتخذ العقوبات بحق المقصرين أو المسرعين.وحملت مديرة المجمع إدارات المدارس مسؤولية عدم ثبات البرنامج الدرسي الذي يفترض أن ينجز ويكون جاهزاً خلال الأسبوع الإداري، لكن ما يحصل على أرض الواقع أن النقص في الكادر يربك المديرين لحين تأمين الكادر، ولم تقصر مديرية التربية في ذلك وتحاول البحث عن الحلول في هذا المجال.
وطلبت السيدة ميادة شنان -مديرة مدرسة الشهيد جادلله شنان من المدرسات منذ بداية العام أن يحددون للتلاميذ برنامج كل يوم على حدة كي لا يقع الطالب تحت ضغط حمل الكتب، وما يؤثر في عدم ثبات البرنامج واستمراره عدم توفر مدرسي الاختصاص كالرسم والرياضة على سبيل المثال، لأن أغلبيتهم يدرسون في أكثر من مدرسة ولابد من التنسيق بين المدارس للوصول إلى ثبات في البرنامج الدرسي.
وشاطرها في ذلك كل من سامر الداهوك -مدير ثانوية الشهيد نزيه فضلو قطان للذكور، والسيدتين ناديا الراضي -مديرة مدرسة فايز سعيد محمود، وهدى الزغير -مديرة مدرسة سعيد معذى نوفل بالتأكيد على قيامهم بتوجيه المدرسين لتحديد البرنامج الدرسي منذ اليوم الأول للمدرسة، لكن حقيقة الأمر على أرض الواقع، وفي بعض تلك المدارس هل هذا ما يحصل؟ما علمناه من الطلبة أن البرامج الدرسية حتى هذه اللحظة لم تثبت، وهناك تبديلات فيها كل يوم!.
وهنا تتدخل د. علي قائلة: ينتظر الأهل صدور البرنامج الدراسي أملا ً بتخفيف وزن الحقيبة المدرسية، لكن الأمر قد يستغرق عدة أسابيع وأحياناً أكثر من شهر، ما يفرض على التلميذ حمل جميع الكتب بشكل يومي، وهنا نتطرق لموضوع توافر الكتب من ناحيتين: الأولى عدم جاهزية وزارة التربية لتأمين بعض الكتب، ولاسيما كتب اللغة العربية واللغة الإنكليزية. والناحية الثانية هي تسليم التلاميذ كتباً مستعملة من السنة السابقة.. كتبت عليها حلول التمارين! هل ستكون مجدية للعملية التعليمية.. جاهزية الحلول؟، إضافة لمزاجية بعض مديري مستودعات الكتب في مسألة التوزيع على المدارس.
المقاعد الدرسية
تضاف إلى ذلك مسألة المقاعد المدرسية التي على الأغلب تعانيها المدارس ونأمل هذا العام أن يكون المعنيون قد تجاوزوا ذلك، وخاصة في المدارس التي أصابتها كثافة عالية من الطلبة بفعل ظروف خارجة عن إرادة تلك المدارس، ولاسيما التي احتضنت المهجرين والوافدين من المحافظات على أمل أن تكون معاناتهم قد حلت بالشكل المناسب.
وعن المقاعد المدرسية ترى مديرة المجمع التربوي أن المشكلة تعود إلى أعداد الطلبة، مضيفة نحاول المراعاة بين حجم المقعد في الحلقة الأولى والثانية، ونضطر أحياناً لعملية التبادل في المقاعد بين الحلقتين. وتؤكد السيدة خديجة أن هناك مشكلة مع مستودع الكتب في جرمانا في تأخره بالاستجابة لطلبات المدارس مع أن العديد منها قدم حاجاته منذ تموز الماضي، وما يحصل أحياناً من شكوى لأمناء المكتبات من نقص في عدد الكتب المسلّمة من قبل المستودع ومن رزمها المتعددة.
تضيف السيدة شنان نحن أحوج ما نكون لثقافة الحفاظ على الممتلكات العامة ومنها المدارس من خلال التعاون بين الأهالي والمدارس والطلبة، ولابد من ندوات توعوية في هذا الإطار، وللمدرسين دورهم البارز في ذلك.
وتشارك د. علي في رأيها في موضوع الأثاث المدرسي مؤكدة أن العديد من المدارس لاتزال تعاني الأثاث غير الجيد من مقاعد وسبورات وكراسي ونوافذ، وهذا لا يقتصر على المدارس التي تعرضت للتخريب خلال سنوات الأزمة، ولم تشهد أي تخريب، فلماذا يستمر إهمال الأثاث المدرسي، وكيف يستطيع الطالب استيعاب الدرس وهو على مقعد مكسور أو مملوء بالمسامير التي تعرضه للجروح والإصابات، وقد لا يجد بعض التلاميذ مقعداً في المدارس المكتظة فيفترشون الأرض، أو يحضرون كرسياً من منزلهم ليجلسوا عليه.
والباحات المدرسية للأسف تفتقد في معظمها المظلات التي تقي التلاميذ حر الصيف وبرد الشتاء، ألا يستحق الأطفال وهم نواة المستقبل وأدواته قليلاً من الاهتمام والرعاية الصحية، كما يضطر التلاميذ لقضاء وقت أكثر من وقت الفرصة تحت أشعة الشمس في حصص الرياضة أو الطلائع وأثناء غياب أحد المدرسين، وإذا تتبعنا الحالات المرضية بين الطلاب لوجدنا الكثير من الإصابات بضربة الشمس والسحايا والالتهابات المعوية، إضافة إلى دورات المياه المهملة بشكل كبير ما يمنع الأطفال من استخدامها بتحذير من الأهل خوفاً من انتقال الأمراض. أما البوفيه المدرسي الذي يتزاحم عليه التلاميذ فأول ما يباع فيه وجبة «الأندومي»، ولن نتكلم هنا عن مضارها التي باتت معروفة للجميع، وأنواع الـ«شيبسات» السيئة والعصائر غير المناسبة للأطفال، وأسعارها التي هي ضعف سعرها الحقيقي.
مشكلات مشتركة
من بين المشكلات المشتركة بين تلك المدارس خلال جولتنا؛ نقص الكادر التدريسي، وعدم وجود حراس لمباني المدارس، وقلة عدد الموجهين والمستخدمين، ووضع الحمامات المزري في أغلبية المدارس نتيجة الأعداد الكبيرة من الطلاب. تضيف مديرة المجمع التربوي: نعاني نقصاً في المدرسين من داخل الملاك، ونستعين بالمكلفين المؤقتين لسد هذا النقص، ويمكنني القول بصراحة إن جرمانا التي تضم جميع شرائح المجتمع، ولم تقصر في استقبال جميع الوافدين، وإلى الآن يتم إرسال كوادر تدريسية منها إلى مناطق الغوطة الشرقية، وبجهود المجتمع المحلي يتم تأمين المواصلات لهم.
وترجع عبد الله النقص الحاصل في الكادر التدريسي إلى نقل بعض العاملين إلى مناطقهم وتفعيل 60 مدرسة جديدة، وإلى الفراغ الذي تركه المدرسون الذين عادوا إلى محافظاتهم، كونهم كانوا يسدون فراغاً مهماً من النقص الحاصل.
والحل يكمن في رأيها بمسابقة جديدة للمعلمين في كل الاختصاصات ومسابقة للمدرسين المساعدين، والإسراع في تثبيت الوكلاء. وفيما يتعلق بالكتب المدرسية المستعملة فيعود لتعليمات الوزارة بالكتب المدورة، ومنها كتب الصف الخامس على سبيل المثال وبنسبة 100%، وهناك قسم كبير من المشكلة أراه من خلال عدم قيام العديد من الأهالي بتنبيه أولادهم للحفاظ على الكتاب المدرسي، ليصبح ثقافة عند الجميع، وهذا يتطلب المزيد من التعاون بين المدارس والأهالي، ونوجه المرشدين لتعزيز هذا التعاون بين المدرسة والأهل نظراً لأهميته.أما ما يتعلق بافتقار المدارس للحراس الليليين والموجهين والمستخدمين فهذا أمر واقع وواضح، وكذلك الحال على صعيد النقص في الكادر التدريسي على صعيد النواحي التابعة للمجمع التربوي في الغوطة الشرقية والتي تتبع لها نواحي جرمانا والمليحة وكفر بطنا وعربين وطريق المطار وتبلغ عدد المدارس المفعلة التابعة للمجمع 58 مدرسة للحلقة الأولى و39 للحلقة الثانية والثانويات.
وعن النقص في الحراس والمستخدمين يقول خضور: تعمل مديريات التربية بشكل مستمر على الإعلان عن مسابقات للحراس والمستخدمين، وبالأمس القريب قام وزير التربية بزيادة فرص العمل لهاتين الفئتين في عدة محافظات.
وسيتم التواصل مع تربية ريف دمشق بخصوص الموجهين لمعالجته فوراً، علماً أن الموجهين يتم تكليفهم حسب عدد الشعب وليس عدد الطلاب، وفيما يتعلق بنقص الثانويات في جرمانا فهذه حقيقة، وسيتم إيصالها لتربية الريف لإدراجها ضمن الخريطة المدرسية، وكذلك الأمر على صعيد ثانوية المتفوقين الجاهزة وغير مستخدمة حالياً.
المنهاج ب
في الحديث عن المنهاج ب ومعاناة الطلبة خلال جولتنا قالت السيدة شنان: لدينا عشر شعب في الفئة ب ويزيد عددهم على 400 طالب، وهم بحاجة لمدرسة خاصة نظراً للظروف التي أحيطت بهم ولجوء وزارة التربية لتعويض الفاقد التعليمي من خلال دراسة كل صفين في سنة واحدة وفق مستويات، إضافة لاختلاف الأعمار والطباع عن بقية الطلبة، وعدم استقبالهم في المدارس الأخرى ما يؤدي إلى الضغط على مدارسنا وكذلك مدرسة مسعود صفايا. بالانتقال إلى معاناة أخرى ضمن هذه الفئة إنما في مدرسة فايز سعيد محمود إذ تشكو مديرة المدرسة عدم وجود موجهة لطالبات هذه الفئة التي يصل عددهن لـ(100) طالبة موزعات على شعبتين.
تشرين
إضافة تعليق جديد