مشعل يحذر من هولوكوست فلسطيني

اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل أن العدوان الإسرائيلي على غزة هو «هولوكوست» جديد، متهماً الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه «يوفر غطاء لهذا الهولوكوست الإسرائيلي في غزة». وقال إن إسرائيل تنفذ «هولوكوست» حقيقياً منذ 60 عاماً. وأضاف أن «ما يجري اليوم في غزة هو هولوكوست جديد، وإسرائيل وراء الهولوكست الذي صنعته في لبنان والعراق عبر حروب شنتها هي أو عبر تحريض المحافظين الجدد على الحرب».

وحذر مشعل في مؤتمر عقده في مقر وزارة الإعلام السورية إسرائيل من اجتياح غزة. وقال: «إذا قررتم اجتياح غزة، فسنحاربكم حرب الأسود وسيواجهكم مليون ونصف المليون فلسطيني بالإرادة والعزيمة». وأبدى استعداد «حماس» للدخول في حوار مع السلطة الفلسطينية «حتى مع الشروط التي يطرحها عباس، لوقف الدم الفلسطيني»، مؤكدا أن «لا حل مع إسرائيل إلا بالصمود والمقاومة، ولا تسوية مع السلطة الفلسطينية إلا بالحوار»، واصفا الصورايخ التي تطلق على إسرائيل بأنها «ميزان مرعب، ونحن متمسكون بهذا الخيار».

وأضاف: «إذا لم توقفوا عدوانكم وتنسحبوا، فستلاقون المصير الذي تعرفون وسنهزمكم في نهاية المطاف. الصراع فرض علينا ولسنا جبناء ولن ننهزم. مشكلة الصهيونية هي مشكلة مع الانسانية الحرة»، مشيراً إلى أن «إسرائيل تريد الفلسطيني إما ميتاً أو مشرداً، ومن يبقى فلا مانع من أن يعيش في أرض محصورة (...) تحت حكم ذاتي مهمته أن يحافظ على أمن إسرائيل».

ورأى أن إسرائيل تستخدم «الهولوكوست غطاء وحصانة لها لتفعل ما تشاء، وترتكب هولوكوست حقيقياً بحق شعب أعزل». واعتبر أن «الذي يسكت عن هذه الجريمة هو شريك فيها». وتوجه إلى الأوروبيين، قائلاً: «عار عليكم وجريمة أن تحاولوا تبرئة ضميركم من الهولوكوست من خلال السكوت على الهولوكوست الذي ترتكبه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني».

ورد على التهديدات التي أطلقها مسؤولون إسرائيليون بإسقاط سلطة «حماس» في غزة، قائلاً: «إذا نجحتم أيها الصهاينة في إسقاط السلطة في غزة، فلن تنجحوا في إسقاط الشعب الفلسطيني ومقاومته ولا كسر إرادته (...) مهما كذب العدو، فالشعب الفلسطيني هو الضحية وإسرائيل هي الدولة المعتدية والقاتلة والإرهابية. وليس أمامنا إلا القتال والمقاومة والدفاع». وتوجه إلى الدول والأنظمة العربية مؤكداً أن «الخطر الحقيقي على الأمن القومي العربي والمصري والأردني هو من إسرائيل، وليس من حماس. وأي نظام خائف على نفسه من الخطر، فليبحث عن إسرائيل والولايات المتحدة».

والتقى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مشعل عقب المؤتمر الصحافي. ودان موسى في شدة «المجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة». وقال في مؤتمر صحافي عقده في دمشق أمس مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن «ما يجري في الأراضي الفلسطينية يتعارض مع القانون الدولي والإنساني ومع اتفاقات جنيف وجميع الأعراف الدولية والسكوت عنه يوازى هذه الجريمة في خطورتها». ووصف الصمت العربي بأنه «معيب، لأن هذا الصمت يترجم نفسه في شلل المؤسسات الدولية». واستغرب عدم قيام مجلس الأمن الدولي بالتعرض لهذا الوضع الخطير في غزة.

المصدر: الحياة