مشروع «الاتحاد المتوسطي»: حل غالبية المشكلات ولا صورة جماعية
قالت مصادر دبلوماسية غربية، أمس، إن غالبية القضايا الإشكالية في مشروع «الاتحاد من أجل المتوسط» مع الجانب العربي تم تجاوزها، وأن عناصر الاختلاف المتبقية ستتم مناقشتها في اجتماعين للخبراء ووزراء الخارجية صباح قمة المتوسط في 13 تموز المقبل.
وأشارت مصادر واسعة الاطلاع الى أن قمة الرئيس بشار الأسد ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ستحدد المسار الذي ستأخذه العلاقات الفرنسية السورية.
إلى ذلك، بحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع مفوض الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الألمانية أندرياس ميكائيليس، في دمشق، العلاقات الثنائية بين البلدين وموضوع السلام في الشرق الأوسط. وقال مصدر رسمي سوري إن «الجانب الألماني مهتم بسير عملية التفاوض غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل»، مضيفاً أن الجانبين بحثا تطوير الاتصالات السياسية بين الجانبين.
ووفقا لمصادر دبلوماسية غربية متابعة لمشروع «الاتحاد المتوسطي»، فإن اجتماعاً لوزراء خارجية الدول المشاركة في المشروع سيعقد صباح الأحد 13 تموز، لكي يتم الاتفاق على «الصيغة النهائية لإعلان الاتحاد من أجل المتوسط»، الذي تتضمن مسودته إشارة صريحة إلى عملية السلام وأسسها المستندة لمؤتمر مدريد وقرارات الشرعية الدولية، مع إمكانية الإشارة بشكل خاص للمحادثات المتقطعة بين سوريا وإسرائيل في حال جرت الجولة الثالثة في موعد قريب من القمة.
وقالت المصادر إن باريس قررت تجنب أخذ صور جماعية للقادة المشاركين مراعاة لمشاعر الزعماء العرب بسبب مشاركة مسؤولين إسرائيليين. ومن المتوقع أن تفتتح القمة بكلمة لساركوزي وأخرى للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وقالت المصادر إنه تم تجاوز «العقد»، خصوصاً في ما يخص ملاحظات الدول العربية، مشيرة إلى صياغات جديدة تسمح بالعبور فوق «شروط الإجماع» في بنود المشروع. إلا أن مسألة خلافية تبقى في تسمية المشروع، حيث ترغب دول عربية، بينها سوريا، في تعديل الاســم، وهو ما تجده فرنسا صعباً بعد موافقة 27 دولة أوروبية عليه. وحتى الآن لم يتأكد حضور العقيد معــمر القذافي أو الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليــقة إلى القمة، فيما استجاب بقية من وجهت إليهم الدعوة، بمن فيها الدول التي سبق وتحفظت كتركيا.
وقالت مصادر واسعة الإطلاع إن معاون وزير الخارجية السوري عبد الفتاح عمورة ومساعدة وزير الخارجية التركي زيرغن كوروترك تشاورا حول المشروع، وأبدى كل جانب تصوره في وقت سابق ازاء هذه الفكرة.
ويبقى البت في بقية القضايا لاجتماعات الخبراء في بروكسل اليوم وفي الرابع من تموز، وهو موعد الزيارة الأولى لوزير خارجــية سوري إلى باريس منذ أربعة أعوام على الأقل. وستــسمح زيارة المعلم، بالإعداد والتمهيد للقــمة الفرنــسية السورية، التي ستجمع بين الأسد وساركوزي، قــبل يوم واحد من قمة المتوسط.
ووفقاً للمصادر ذاتها فإن الجانبين سيبحثان «العلاقات الثنائية وعملية السلام بين سوريا وإسرائيل»، و«ستسمح أجواء هذه القمة في تحديد المسار الذي ستأخذه العلاقات الفرنسية السورية»، وهو «مسار يمكن أن يكون إيجابياً جداً» وفقاً لمصادر أخرى «في حال نجحت قمة باريس الثنائية».
وفي اليوم التالي يشارك الأسد، الذي قد ترافقه عقيلته أسماء، في افتتاح قمة «الاتحاد من أجل المتوسط»، كما يرجح أن يشارك في عيد الاستقلال الفرنسي في اليوم التالي.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد