مخرجون سوريون: لا لدراما الأجزاء.. ولكن

07-02-2009

مخرجون سوريون: لا لدراما الأجزاء.. ولكن

يأتي الإعلان عن تنفيذ أجزاء جديدة من مسلسلات ناجحة، بمعظمه، كانعكاس طبيعي لهواجس إنتاجية أرادت أن تستثمر نجاح الأجزاء الأولى، كأنها تكملة مضمونة التسويق. إلا أن فشل تجارب مماثلة سابقة في تاريخ الدراما السورية، أي تجارب الأجزاء في الدراما السورية، ترك ظلالاً ثقيلة على ما يبدو على المخرجين الذين أبدوا رفضهم مواصلة إخراج أجزاء من مسلسلاتهم الناجحة.
فبعد أن أُعلن عن اتصالات تجري بين شركة »سامة« للإنتاج الفني، الشركة المنتجة للمسلسل الكوميدي »ضيعة ضايعة« وكاتبه لكتابة جزء ثان، قال مخرج المسلسل الليث حجو، خلال حفل تكريم له إنه لا توجد هناك نية لإخراجه جزءاً ثانياً من المسلسل.
من جهته، أكد المخرج رشاد كوكش عدم نيته إخراج جزء ثان من مسلسله »بيت جدي«، الذي عُرض جزؤه الأول رمضان الفائت، بينما كشفت شركة »سورية الدولية« عن نيتها إنتاج جزء ثان من مسلسل »أهل الراية«، وتكليف كاتب الجزء الأول أحمد حامد بوضع تصور لجزء ثان من المسلسل، وقالت مصادر أن المخرج علاء الدين كوكش لن يتولى إخراج الجزء الجديد، وأن المهمة أسندت للمخرج الشاب سامر برقاوي الذي قدّم العام الماضي الجزء السادس من مسلسل »بقعة ضوء«.
نظرياً، يأتي رفض المخرجين تبني إخراج أجزاء جديدة من مسلسلاتهم التي نجحت في أجزائها الأولى، حرصاً على جماهيريتها واستفادة من دروس تجاربهم السابقة. وهو الأمر الذي من شأنه، إن كان صحيحاً، أن يحمل مؤشرات عافية للدراما السورية، تستطيع على الأقل أن تدفع شركات الإنتاج لتوفير ظروف عمل مغرية لأي مخرج ليواصل إخراج جزء ثان من مسلسله، والمقصود هنا بالظروف، تقديم نص جزء ثان يحمل أفكاراً جديدة تشكل امتداداً لأحداث الحكاية الأصلية، لا أن تكون تكراراً مملاً لها، باعتبار أن ضعف نصوص الأجزاء اللاحقة، وربما سذاجتها، كان في الغالب حجر العثرة في نجاحها.
ستبقى النتيجة الإيجابية المحتملة السابقة رهناً بتصرف المخرجين الآخرين تجاه ما رفضه زملاؤهم لضــعفه، فشركة الإنتاج لن تجد مشكلة في أجزاء جديــدة ما دامت تجد من يتبنى الإخراج والكتابة من دون شرط مسبق.
ربما يرى البعض أنه من المغري أن يتولى مخرج ما زمام الأمور في جزء ثان من مسلسل أسهمه مرتفعة عند الجمهور، ولكن من الغريب أن يصار إلى تبني أي جزء لاحق بتسرّع هائل يعاكس حذر المخرجين الأساسيين. هذا ما يجب ان ينبّه كثيرين ويجعلهم »يعدّون للعشرة« قبل أن يتبنوا مثل تلك المشاريع.. لكن كثير من مخرجينا لا يعرفون، مع الأسف، العدّ.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...