ماهي تبعات ضرب إيران عسكريا
الجمل: اعتبر الكثيرون ان عملية فرض العقوبات الدولية ضد كوريا الشمالية، يجب أن تعني الكثير بالنسبة لإيران، وفي هذا الاتجاه علّق جون بولتون المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، مطالباً إيران بأن تأخذ الدروس والعبر من تجربة كوريا، ثم تزايدت التداعيات بعد ذلك:
• صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تحدثت عن وهم عملية ضبط التسلح، بحيث علقت على الفرق بين إيران وكوريا الشمالية، متهمة طهران باتباع نفس المسار، عن طريق توقيع اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية ( NPT)، وفي الوقت نفسه اتباع وتقفي مواصلة برنامج إنتاج هذه الأسلحة سراً.
• صحيفة كريستيان مونيتور الأمريكية قالت: إن العقوبات الدولية التي تم التفكير فيها مرتين قبل إقرارها، سوف لن تؤدي إلى جعل كوريا الشمالية تتراجع حقيقة عن برنامجها النووي.
• مجلة الايكونوميست البريطانية قالت: إن كوريا الشمالية وإيران تسعيان من أجل تقويض نظام عدم نشر الأسلحة النووية.
وحالياً، ما هو أكثر خطورة بالنسبة لإيران يتمثل في أن الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية. ومن ورائها إسرائيل تشددان في التعامل مع الملف النووي الإيراني، على نحو يفوق كثيراً تعاملهما مع الملف النووي الكوري الشمالي.
يتساءل الصحفي البارز بصحيفة النيويوركر سيمور هرش، ومعه الخبير ريتر حول التبعات والعواقب الخطرة، الممكنة الحدوث، في حالة توجيه ضربة عسكرية ضد إيران.
- إذا كانت الضربة إسرائيلية، فهذا معناه دمار وخراب إسرائيل ومواجهة أمريكا وبريطانيا، لعواقب سيئة، خاصة في منطقة الخليج، وذلك بسبب دعمهما غير المحدود لإسرائيل.
- إذا كانت الضربة أمريكية، فهذا معناه دمار وخراب إسرائيل، وزوال واحدة من المدن الأمريكية الرئيسة من الوجود (ربما نيويورك، شيكاغو، أو سان فرانسيسكو..).
كذلك فإن سيناريو الضربة العسكرية ضد إيران، أياً كان مصدرها سوف تترتب عليه ضربة أشد ضرراً وخطراً.. وهي الضربة التي سوف يتلقاها الاقتصاد العالمي، والتي سوف تتمثل أبرز مصالحها على النحو الآتي:
• الصدمة النفطية التي سوف تحدث من جراء توقف ضخ النفط الإيراني، والنفط الفنزويلي، (أعلن الرئيس الفنزويلي أنه سوف يوقف ضخ النفط الفنزويلي عن الأسواق العالمية في حالة تعرض إيران لأي هجوم أو اعتداء عسكري أمريكي، إسرائيلي، أو بريطاني..) وهو إجراء سيؤدي إلى حرمان الأسواق العالمية من حوالي 5مليون برميل نفط يومياً.. وقد علّق الخبير لافراسيافي بأن هذا الرقم، سوف يضرب جيوب المواطنين الأمريكيين، بعد أقل من 10دقائق من حدوث الضربة.
• انخفاض مستويات الأمان، المصحوب بتزايد درجات المخاطرة في الأسواق المالية العالمية، إزاء الاستثمارات الأمريكية وذلك بسبب أن المنشآت والشركات الأمريكية المنتشرة في سائر أنحاء العالم، سوف تكون عرضة للهجمات الانتقامية.
وعموماً يمكن القول: إن انتخابات الكونغرس الأمريكي سوف تبدأ يوم 7 تشرين الثاني القادم، وماتزال التكهنات حول الأداء السلوكي الأمريكي المتوقع إزاء الملف النووي الإيراني متضاربة، ويمكن توضيح ذلك باختصار على النحو الآتي:
- الذين يرجحون احتمال حدوث ضربة ضد إيران، يستندون الى عملية حشد القوات الأمريكية في منطقة الخليج العربي، وبحر العرب، وجنوب شرق البحر المتوسط، إضافة إلى رفع حالة التأهب في القواعد الأمريكية الموجودة في آسيا الوسطى والقفقاس (وبالذات في جورجيا).. وحالياً بدأت تحضيرات القوات الأمريكية الموجودة في منطقة الخليج العربي من أجل تنفيذ واحدة من أضخم المناورات العسكرية والتي تشترك فيها كل صنوف الأسلحة البرية والبحرية والجوية، وسوف يكون مركز المناورات هو دولة البحرين.
- الذين يرجحون عدم احتمال حدوث ضربة عسكرية ضد إيران، يراهنون على المطابقة في الأداء السلوكي الأمريكي، بين الملف النووي الكوري الشمالي، والملف النووي الإيراني، وأيضاً ما صرح به جون بولتون السفير الأمريكي بالأمم المتحدة، عندما قال: إن على إيران أن تأخذ العبرة والدرس من العقوبات التي تم فرضها دولياً ضد كوريا، وقد اعتبر أنصار هذا الاتجاه أن حديث بولتون يتضمن إشارة واضحة إلى أن إيران سوف تواجه العقوبات الدولية إذا مضت قدماً في الإصرار على تنفيذ برنامجها النووي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد