لبنان: المجموعة الإرهابية خططت لسلسلة تفجيرات في سورية

23-07-2009

لبنان: المجموعة الإرهابية خططت لسلسلة تفجيرات في سورية

حظي ملف الشبكة الأصولية التي ألقى الجيش اللبناني القبض عليها مؤخرا، باهتمام سياسي ودبلوماسي كبير، خاصة بعدما تبين أنها وضعت خريطة مهام أمامها تتجاوز العمق اللبناني باتجاه دول عربية أخرى أبرزها سوريا، فضلا عن الهدف المركزي المتمثل في استهداف قوات «اليونيفيل» في الجنوب اللبناني.
وقد وضع القضاء العسكري اللبناني يده على الشبكة، مدعيا على أفرادها العشرة وعلى سبعة آخرين ما زالوا متوارين عن الأنظار، أبرزهم زعيم تنظيم «فتح الإسلام» في الساحة اللبنانية عبد الرحمن عوض الملقب بـ«أبو محمد شحرور» الذي أعطى الأوامر باستهداف الجيش اللبناني بعبوتين ناسفتين في طرابلس، والمسؤول عن التفجيرين المذكورين عبد الغني جوهر.

أفادت معلومات استنادا إلى مصادر التحقيق القضائي في لبنان، أن التباسا حصل حول هوية الموقوفين، خاصة أن معظمهم يقتني جوازات سفر عربية مزورة، وبالتالي أمكن التعرف على هوياتهم وهم مواطنان لبنانيان أولهما يدعى (ع. ج.) والثاني (ع. ع.) وسبعة مواطنين فلسطينيين بالإضافة إلى مواطن سوري، يوناني الأصل ويدعى منجد الفحام.
وقالت المصادر إن عملية أمنية مركبة ومعقدة، شارك فيها أكثر من جهاز استخباراتي عربي وأوروبي، بالتعاون والتنسيق مع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، أفضت إلى توقيف «الرجل ـ المفتاح» وهو منجد الفحام وكان في طريقه من أثينا إلى مطار بيروت عبر مطار أوروبي، (تردد أكثر من مرة إلى لبنان وكان يحظى برصد أمني دائم)، وكان من المقرر أن يتوجه على الفور إلى إحدى البلدات الجنوبية الحدودية، حيث تم استئجار عدد من المنازل له ولباقي أفراد المجموعة من أجل التحضير لاستهداف قوات «اليونيفيل».
ووفقا للمصادر نفسها، فإن تنظيم «القاعدة» يعتمد مقاربة تنظيمية جديدة في عمل شبكاته، سواء في لبنان أو غيره من ساحات الجهاد في المنطقة، وذلك في اتجاه إعطاء استقلالية تامة للمجموعات وفصلها عن باقي المجموعات وأن تكون لها الأمرة (بواسطة أحد الأمراء) مع التمويل المالي الكافي وحرية اتخاذ القرار على صعيد الأهداف المحددة.
وقد أدى توقيف منجد الفحام في مطار بيروت الدولي بالتعاون بين مديرية المخابرات في الجيش وجهاز أمن المطار، إلى افتضاح أمر باقي الأعضاء التسعة الذين كانوا يتنقلون بحرية بين المخيمات الفلسطينية وبينها وبين الجنوب والعاصمة وبعض المناطق في الشطر الشرقي للعاصمة.
وساهمت عملية رصد الاتصالات الهاتفية، في محاصرة أعضاء الشبكة، الذين أوقفوا جميعا، باستثناء من هم متوارون عن الأنظار في مخيم عين الحلوة، منذ أحداث الشمال ومخيم نهر البارد.
وأشارت المصادر إلى أن المجموعة حددت لنفسها ما يشبه «بنك الأهداف»، لا سيما استهداف دوريات وقواعد «اليونيفيل» في الجنوب (حصلت عملية تحديد للأهداف خاصة في القطاع الغربي، منطقة الناقورة والجوار).
كما قامت المجموعة برصد أهداف عسكرية لبنانية بينها شخصيات غير مدنية، تمهيدا لاستهدافها، كما تبين أنها وضعت نصب عينيها استهداف الداخل السوري بسلسلة تفجيرات أمنية، من دون أن تتضح ماهيتها وما إذا كانت تستهدف مراكز وأهدافا أمنية أو عسكرية أو مدنية.
وأظهرت التحقيقات أن معظم الموقوفين الفلسطينيين السبعة ليسوا من أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان، وإن كانوا يلمون بتفاصيلها الداخلية وخاصة تركيبة المجموعات الأصولية في مخيم عين الحلوة...
وتردد أن العشرة كانوا يترددون على إحدى البلدات الحدودية، بصفتهم يعملون في قطاع البناء والمقاولات، وقد اعترفوا بنقل صواريخ ومتفجرات، كما تمت مصادرة أموال، كانت بحوزتهم، فضلا عن هويات وجوازات سفر مزورة.
وعلم أن لقاءات عقدت بين مسؤولين في الجيش اللبناني وقيادة «اليونيفيل»، على خلفية إلقاء القبض على الشبكة ومحاولة رفع إجراءات القوات الدولية على الصعيد الأمني. وناقشت الاجتماعات حادثة خربة سلم ـ بئر السلاسل الأخيرة، وتم الاتفاق على فتح صفحة جديدة بين «اليونيفيل» والأهالي، حيث أكد قائد «اليونيفيل» للقيادة العسكرية اللبنانية أن جنود «القبعات الزرق» ما زالوا على التزامهم بمندرجات القرار 1701 وأنهم يتمسكون بالنص الحرفي لقواعد الاشتباك وبالتالي لا صحة لما يقال عن محاولات لتعديلها أو تغييرها، مشددا في الوقت نفسه، على أن «اليونيفيل» كانت وما تزال حريصة على أن تكون قوات صديقة للأهالي الجنوبيين.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...