لافروف يرفض الإملاءات الخارجية على أبناء سورية والمالكي يعلن وقوف العراق إلى جانب السوريين
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطورة عودة التفكير الاستعماري حين يملي اللاعبون الخارجيون اقتراحاتهم لحل الأزمة في سورية ويتفقون على تأسيس نظام جديد لسورية نيابة عن أبناء الشعب السوري مؤكدا أن ترويج الديمقراطية بالحديد والدم لا جدوى منه فهو يأتي بنتائج عكسية وقد يؤدي إلى انتشار الفوضى واندلاع أزمات جديدة.
وأكد لافروف في كلمة له أمام الدورة السنوية العشرين لجمعية مجلس السياسة الخارجية والدفاع موقف روسيا الداعي إلى ضرورة الاتفاق على قاعدة مختارة من القيم التي يمكن أن تساعد على إقامة منظومة مبنية على الشراكة في الحضارات وقال "إذا كانت القيم مشتركة فيجب إعدادها بشكل جماعي والامتناع عن الوصاية التي تتسبب بضرر جلي في السياسة".
وأضاف لافروف "إن ما حدث في العراق والقضايا التي ما تزال قائمة فيه يبين أنه لا أحد يفهم بشكل كامل ما الذي سيحدث في الشرق الأوسط جراء فرض الديمقراطية بالقوة" مشددا في هذا الإطار على أن "هذا الطريق يؤدي إلى اشتداد عناصر الفوضى وهو ما قد يسفر عن اندلاع أزمة في التحكم بمجريات الأمور على المستوى العالمي".
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن روسيا تقع في قلب أحد المراكز السياسية للعالم الجديد متعدد الأقطاب وقال "إن ما يحدد ذلك هو إمكانيات روسيا العسكرية والجغرافية والاقتصادية والثقافية والبشرية ووقوفها في الشوءون الدولية بثبات إلى جانب القانون والعدالة ودفاعها عن مرجعية القانون العليا على الساحة الدولية" مبينا أن هذا الأمر يمنح روسيا إمكانية لعب دور توازني واستقراري يطلبه بشكل مطرد شركاوءها الدوليون بمن فيهم من يرون أنفسهم ضمن العلاقات الحليفة مع الولايات المتحدة والناتو.
من جهة أخرى أكد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي التزام العراق بمنع مرور السلاح إلى سورية عبر أراضيه وقال: "اننا كحكومة عراقية نلتزم بمنع مرور السلاح وفقا لدستورنا كما نريد مصلحة بلدنا".
وأضاف المالكي في مؤتمر صحفي اليوم: "نحن مع الشعب السوري وما دمنا مع الشعب لا نمنع أي عملية لإيصال مواد غذائية أو طبية أو مساعدات إنسانية بل اتخذنا قرارا في مجلس الوزراء بتزويد الجانب السوري بالمساعدات العينية".
وقال المالكي.: "ينبغي على كل مواطن عاش في العراق وذاق مرارة الحصار ألا يقبل بحصار على أي دولة ولا أقصد الحصار العسكري لأننا لا نتدخل فيه ونحن ملتزمون به أمميا وقانونيا.. لكننا ضد أي حصار على أي شعب لأنه يدمر الشعب كما حصل مع الشعب العراقي سابقا".
وحذر المالكي من تهريب بعض الدول للسلاح إلى العراق مبينا أنه "بدأ يتسرب إلى العراق سلاح نوعي يشكل عليه خطرا لأن ذلك يعني أن القاعدة أصبحت تمتلك أسلحة نوعية وربما ستمتلك أسلحة ذات طابع تدميري شامل".
وأعرب المالكي عن قلق العراق حيال السكوت الدولي عن السلاح النووي الإسرائيلي موضحا أنه من غير المنطقي التحدث عن رفض أي تسليح أو أي توجه نحو السلاح النووي فيما "إسرائيل تجعجع بسلاحها النووي ولا أحد يقول للإسرائيليين تعالوا نفتش مؤسساتكم النووية".
وبين المالكي أن العراق مستمر بمطالبة الأمم المتحدة ووكالة الطاقة الذرية بالضغط على إسرائيل لوقف التسلح النووي كما أنه يتابع محادثاته مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووكالة الطاقة الذرية ويعمل ضمن الجهد الإقليمي لإخلاء المنطقة من السلاح النووي مشيرا إلى التواصل المستمر في هذا المجال للعمل على إخضاع كل المؤسسات النووية في المنطقة للتفتيش ومنع إنتاجها وتصديرها لأي منطقة في العالم كتكنولوجيا.
وبشأن إمكانية نشر قوات أمريكية في المناطق المختلطة والمتنازع عليها قال المالكي: "إن هذا غير ممكن فالاتفاقية تنص بأنه لا توجد أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية ولا تعود أي قوة أجنبية إليها وهذه مسؤولية الحكومة العراقية بطرفيها الإقليم والمركز حيث عليهم أن يجدوا حلا لمشاكلهم دون الاستعانة بطرف ثالث".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد