كيميائيو لاهاي يأملون «هدنة» وتقهقر للمسلحين في ريف دمشق
دعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، في لاهاي أمس، إلى وقف إطلاق نار مؤقت في سوريا، من اجل العمل على إزالة الترسانة الكيميائية، مشيدة بتعاون السلطات السورية معها، ومشيرة إلى أنها ستزور 20 موقعاً خلال الأسابيع المقبلة.
وفي الوقت الذي عقد فيه وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري اجتماعاً على هامش قمة دول شرق آسيا في بروناي لبحث التطورات في سوريا، تواصلت المعارك الضارية بين القوات السورية والمسلحين في ريف دمشق ودرعا، فيما سقطت قذائف هاون قرب مبنى المصرف المركزي في السبع بحرات وسط دمشق.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «وحدات من الجيش أحكمت سيطرتها بالكامل على بلدتي الحسينية والذيابية في ريف دمشق، بعد سلسلة عمليات دقيقة وناجحة في عدد من مزارع وقرى ريف دمشق، قضت فيها على تجمّعات الإرهابيين».
ودعا رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية احمد ازومجو، في مؤتمر صحافي نادر في لاهاي، إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في سوريا حتى يمكن التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية طبقاً للجدول الزمني المحدد والضيق.
وأوكلت إلى المنظمة مهمة إتلاف ترسانة سوريا الكيميائية ومرافقها، على أن تنتهي من المهمة منتصف العام 2014 تطبيقاً لقرار أصدره مجلس الأمن الدولي. واعتبر ازومجو أن الجدول الزمني «ضيق جداً»، إلا أنه نفى أن تكون المهل الزمنية، بما فيها المهلة لتدمير جميع مرافق إنتاج الأسلحة الكيميائية بحلول الأول من تشرين الثاني المقبل، غير منطقية.
وقال إن «الكثير يعتمد على الوضع على الأرض، ولذلك دعونا جميع الأطراف في سوريا إلى أن تكون متعاونة»، مضيفاً «إذا ضمنّا تعاون كل الأطراف، وإذا أمكن تطبيق وقف ما لإطلاق النار بشكل مؤقت للسماح لخبرائنا بالعمل في مناخ مؤاتٍ أعتقد انه يمكن تحقيق الأهداف»، مؤكدا أن «التخلص (من تلك الأسلحة) هو في مصلحة الجميع». وذكرت وكالة «اسوشييتد برس» أن وفداً جديداً من المفتشين وصل الى دمشق.
وقال ازومجو أن «التعاون مع سوريا كان بناء للغاية. والسلطات السورية متعاونة».
وزار المفتشون موقعاً للأسلحة الكيميائية في سوريا أمس الأول. وأوضح ازومجو انه «يجب زيارة عشرين موقعاً في الأسابيع المقبلة».
وتنص وثيقة توصلت إليها روسيا والولايات المتحدة ووافقت عليها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، على أن المفتشين في سوريا يمكنهم القيام بخطوة استثنائية وزيارة مواقع مشتبه فيها لم تذكرها سوريا في القائمة التي قدمتها للمنظمة. إلا أن ازومجو قال انه حتى الآن لم يطلب أي بلد زيارة أي موقع غير معلن عنه.
وقال مستشار المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية مالك إلهي أن الفريق الموجود في سوريا الآن يتألف من 27 خبيراً ميدانياً ولن يقوموا بمهمتهم إلا في حالة ضمان أمنهم. وأضاف «نحن واثقون من قدرة زملائنا في الأمم المتحدة على العمل مع كل الجماعات داخل سوريا لتهيئة تلك الظروف. إذا لم نحصل على موافقة فلن نتحرك».
وقال مسؤول في المنظمة أن المواقع الكيميائية التي يعتقد أنها موجودة الآن في أراضٍ يسيطر عليها المسلحون أو يدور صراع عليها جرى إخلاؤها على الأغلب قبل بدء القتال هناك، ولكن لا تزال هناك حاجة لتفتيشها في لحظة ما للتأكد من أنها لم تعد تستخدم.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد