كــل الأطفــال إلــى الخــارج
أثبتت دراسات نشرت أخيراً أن تردد الأطفال على الحدائق والمتنزهات الخضراء يحسن صحتهم الجسدية ويعزز قدراتهم العقلية، وحذرت هذه الدراسات من عواقب إبقاء الأطفال حبيسي بيوتهم.
فقد خلصت دراسة جديدة في »المجلة الأميركية للطب الوقائي« إلى أن الأطفال الذين يعيشون في أحياء تحوي مساحات خضراء يكسبون وزناً خلال عامين، أقل بنحو ١٣ في المئة من أولئك الأطفال الذين يعيشون في منطقة تخلو من الأشجار ويكثر فيها البناء الإسمنتي، وفقاً لمقال للدكتورة سنجاي غوبتا في مجلة »تايم« الأميركية.
وبرغم أن الإكثار من تناول الأطعمة غير الصحية ومشاهدة التلفاز لعبا دوراً رئيسياً في انتشار البدانة وسط الأميركيين منذ ثمانينيات القرن العشرين، فإن »معظم الخبراء يقرون بأن ذلك التغير له صلة ما بالبيئة«، كما يقول اختصاصي الأمراض الوبائية الاجتماعية في كلية الصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز، توماس غلاس. وقد تكون الصلة هي انحسار المساحات الخضراء.
وتؤكد الدراسة الجديدة نتائج الدراسات السابقة التي توصلت إلى وجود علاقة بين المساحة الخضراء والصحة الحسنة. فالحي الذي فيه مساحات خضراء يعني، ببساطة، أنه يضم أمكنة أكثر يمكن للأطفال اللعب فيها، وهذا أمر حيوي ومهم، بالنظر إلى أن مستوى نشاط الأطفال يرتبط بالوقت الذي يقضونه خارج جدران المنزل.
ولكن المساحة الخضراء جيدة لعقل الطفل أيضاً، فأظهرت الدراسات التي قام بها اختصاصيون في الطب النفسي البيئي، أن المساحة الخضراء مفيدة للطفل، وخصوصاً لأولئك الذين يعانون من مرض اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه.
ففي إحدى الدراسات، ثبت أن القراءة وسط مكان عشبي في الخارج يحسِّن من عوارض المرض لدى الأطفال المصابين به. كما أن التمتع بالمناطق المكسوة بالعشب والأشجار له صلة بتقليل الضغط.
وقد أثبتت دراسة تجريبية أجريت على ٣٠٠٠ مقيم في طوكيو، أن المشي في المساحات الخضراء يطيل العمر.
يذكر أن مجلس النواب الأميركي أقر في أيلول الماضي قانون »لا طفل يبقى في الداخل« الذي يهدف إلى حث الناس على عدم إبقاء أطفالهم حبيسي منازلهم، والحرص على إخراجهم إلى الفضاءات المفتوحة.
المصدر: السفير نقلاً عن الـ (تايم الاميركية)
إضافة تعليق جديد