كارتر: أوباما يريد رفع العقوبات عن سوريا
أعلن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، في دمشق أمس، أن الرئيس الأميركي باراك اوباما يريد أن تكون هناك علاقات كاملة مع سوريا، و«هذا الأمر يعني رفع العقوبات في المستقبل وتعيين سفير أميركي في دمشق». ودعا واشنطن إلى البدء بـ«مفاوضات مباشرة» مع حركة حماس، موضحا انه لا سلام من دونها.
وذكرت وكالة (سانا) أن الرئيس بشار الأسد بحث مع كارتر، في دمشق، «الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط وسبل تفعيل عملية السلام المتوقفة حاليا». وأكد الأسد أن «سوريا كانت ولا تزال واضحة في مواقفها، وملتزمة بخيار السلام الذي يعيد الأرض لأصحابها، ويعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني».
وأعرب كارتر عن أمله «بأن يرى تحسنا في العلاقات السورية الأميركية في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما الذي يرغب بانتهاج سياسة جديدة مع جميع دول المنطقة، يغلب فيها طابع الحوار والاحترام المتبادل»، مشيرا إلى أن «سوريا لاعب أساسي في المنطقة، وأنه يعتقد أن الإدارة الأميركية راغبة في تطوير هذه العلاقة».
وقال كارتر، خلال مؤتمر صحافي، «لا شك لدي بأن الرئيس الأميركي يريد أن تكون هناك علاقات كاملة مع سوريا قائمة على أساس التعاون، وهذا الأمر يعني رفع العقوبات في المستقبل ويعني أيضا تعيين سفير أميركي في دمشق». وأضاف «اعتقد أن الولايات المتحدة سترد بالشكل المناسب على كل مبادرة ايجابية تتخذها سوريا».
ورحب بزيارة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى دمشق اليوم، واصفا إياها بـ«المشجعة»، داعيا إلى «إعادة فتح المدرسة الأميركية في دمشق كبادرة رمزية للصداقة السورية ـ الأميركية».
وبشأن الانتخابات اللبنانية، أوضح كارتر أنها «كانت ناجحة للغاية، وكنا في غاية السرور عندما كانت النتائج واضحة ولم يعترض احد عليها». وكشف أنه كان يود أن يلتقي قادة من «حزب الله»، إلا أنهم لم يرغبوا في هذا الأمر.
وأعرب كارتر عن أمله في أن يتم «استئناف سريع للمفاوضات السورية الإسرائيلية بخصوص انسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان». واعتبر أن الإسرائيليين يرغبون «بالسلام على أساس الأرض مقابل السلام، أي الانسحاب من الضفة وغزة مقابل السلام، ولكن هذا عرضة للتشكيك بين أفراد الحكومة الائتلافية في إسرائيل»، موضحا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين «نتنياهو لم يتبن حل الدولتين، وحتى الآن لم يستجب لطلب اوباما إيقاف عملية بناء المستوطنات، بحيث يضمن الفلسطينيون تحقيق السلام مع الإسرائيليين».
وشدد على أن «الخطوة الأولى هي تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين، لأنهم منقسمون، وعليهم أن يتوحدوا بحيث يكون هناك أساس صلب يستطيعون من خلاله التفاوض مع إسرائيل». وأمل أن يكون لدى قادة حماس «استعداد للالتزام بعلاقات سلمية مع إسرائيل في المستقبل، وقبول المتطلبات اللازمة لتحقيق السلام بما في ذلك المبادرة العربية للسلام». ودعا «الإدارة الأميركية إلى البدء في أسرع وقت بمفاوضات مباشرة مع حماس»، مؤكدا انه «من المستحيل تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل من دون مشاركة حماس إلى جانب حركة فتح».
وقال وزير الخارجية وليد المعلم، في مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي» نشرت في عدد حزيران الحالي، حول انطباعه عن خطاب اوباما ومهمة ميتشل «نعتقد أن اوباما صادق جدا. لكن هل يستطيع التحرر؟ يجب الأخذ بالاعتبار الكونغرس واللوبي الموالي للإسرائيليين. نأمل أن يستطيع تنفيذ حلم الجميع بما في ذلك حلمه وحلم الفلسطينيين... بأن تتحرر الاراضي المحتلة من الاحتلال، وبأن يتمكن جميع الاسرائليين من العيش بسلام». وأعلن أن دمشق مستعدة للعمل مع ميتشل.
وحول الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، قال المعلم «لقد اتفقنا على خريطة طريق لتطبيع العلاقات السورية الأميركية في كل المجالات ـ السياسية والأمنية والثقافية. لقد اتفقنا أن هناك رؤية مشتركة حول 3 نقاط: العمل على استقرار العراق، والعمل من اجل سلام شامل في الشرق الأوسط، والتعاون في محاربة الإرهاب».
وعن إبقاء سوريا على لائحة الدول الداعمة لـ«الإرهاب»، قال المعلم «نعرف أن موقعنا على اللائحة لا يعود إلى مواقفنا، بل يعود بشكل اكبر إلى حزب الله وحماس ومعركتهما مع إسرائيل. ولكن من الغريب جدا أن تعتبرني «إرهابيا» وفي الوقت ذاته تتصل بي من اجل محاربة الإرهاب في العراق وأماكن اخرى».
وبحث كارتر مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل «المستجدات على الساحة الفلسطينية والرؤية الأميركية للوضع الفلسطيني». وقال عضو المكتب السياسي لحماس أسامة حمدان ان «لقاء كارتر مع قيادة الحركة يأتي في اطار قناعة بدأت تسود لدى عامة المعنيين بالملف الفلسطيني، انه لا يمكن تجاهل حماس».
وعن الطروحات التي تتحدث عن اعتراف حماس بإسرائيل، شدد حمدان «انه ليس من الوارد الاعتراف بالكيان الصهيوني مقابل الحوار مع الغرب».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد