قوات الاحتلال قد تغادر العراق أياً كان الرئيس الأميركي المقبل

19-04-2008

قوات الاحتلال قد تغادر العراق أياً كان الرئيس الأميركي المقبل

تقول هيلاري كلينتون وباراك أوباما المتنافسان للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية إنهما يريدان سحب قوات بلادهما من العراق في أسرع وقت ممكن، بينما يقول الجمهوري جون ماكين إنه سيبقيها طالما اقتضت الضرورة، إلا أن الأمر قد يكون مختلفاً بعض الشيء على أرض الواقع في العراق.
وقال أستاذ سياسات الشرق الأوسط في جامعة «اكستر» البريطانية جيرد نومان «إنهم في الحقيقة ليسوا مختلفين عن بعضهم إلى هذا الحد، بغض النظر عما يقولون»، موضحاً «الجميع يريد أن يرى انسحابا، وألا يرى التزاماً أميركياً طويل الأمد، يتجاوز النوع العادي لاتفاقيات المساعدات القائمة بين الولايات المتحدة وعدد كبير من الدول في أنحاء العالم».
وقد يكون قادة العراق، الذين تدعمهم واشنطن، هم الأكثر تهديداً من جراء أي انسحاب سريع للاحتلال، برغم إعرابهم عن عدم انزعاجهم من احتمال وصول رئيس ديموقراطي لسدة الرئاسة بالبيت الأبيض.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري «أيا كان الآتي للبيت الأبيض فسيكون هناك تعديل في الاستراتيجية... تعديل، وليس تغييراً جذرياً، أو افتراقاً كاملاً عما تم استثماره هنا». وأوضح أن حجم القوات مسألة «سيقررها القادة الميدانيون. ستكون عملية موجهة بالظروف، وليس بوعد الناخبين».
واعتبر المتحدث باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، أن العراقيين مستعدون حتى لقبول الجدول الزمني الذي وضعه أوباما لسحب القوات بحلول عام ,2010 باستثناء قوة صغيرة لمحاربة «الإرهاب». وقال «إذا كان الانسحاب منظماً، وتم الاتفاق عليه، فإنه لن يمثل أي مشكلة عندئذ».
وأعداد قوات الاحتلال الأميركي تتراجع بالفعل، وليس من المرجح أن تعود إلى مستوى «دفق» 30 ألف جندي إضافي العام الماضي، فالجيش ومشاة البحرية الأميركيان وصلا إلى أقصى درجة. وللولايات المتحدة 160 ألف جندي في العراق الآن، وسينخفض العدد إلى 140 ألفاً بحلول منتصف تموز المقبل، عندما تعود خمسة ألوية من بين 20 لواءً مقاتلاً للبلاد. وكان قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال ديفيد بتراوس أعلن انه لن يبدأ التفكير في سحب مزيد من القوات، إلا في أيلول المقبل.
ويقول خبراء عسكريون إن واشنطن تحتاج إلى خفض قواتها في العراق إلى حوالى 12 لواءً لتوفير تدريب وراحة كافيين للجنود. وقال قائد كلية الحرب الأميركية السابق الرائد المتقاعد روبرت سكيلز، لمجلس الشيوخ الأميركي، «بغض النظر عن الاستراتيجية، أو من سيكون في الرئاسة، سننسحب مدفوعين فقط بالظروف في الجيش». وأضاف «نقطة الخلاف الوحيدة هي مدى السرعة في سحب القوات».
ومن المتوقع أن تشعل الانتخابات المحلية العراقية في أول تشرين الأول المقبل العنف، بينما قد يتقاتل الأكراد والعرب من أجل السيطرة على مدينة كركوك المتنازع عليها. وكان القادة العسكريون الأميركيون قادرين بدءاً من النصف الثاني عام 2007 على رسم صورة مشجعة بجداول تظهر حدوث تراجع حاد في العنف، لا سيما في أعمال القتل الطائفية، لكن الأسابيع الماضية شهدت تراجعاً في ذلك الاتجاه بعد حملة «فاشلة» شنتها الحكومة العراقية ضد ميليشيا «جيش المهدي» في البصرة، وأثارت تساؤلات في واشنطن حول مدى السرعة التي قد تسحب بها القوات الأميركية. ويقول الأميركيون إن العراقيين حققوا تطورات مهمة على مستوى الإمداد والتموين، إذ دفعوا بنحو 6600 جندي إضافي إلى البصرة بسرعة، في عملية لم يكن من الممكن التفكير فيها قبل عام.
ولكن ليس هناك من هو أكثر حذراً من القادة العسكريين أنفسهم في التنبؤ بحجم القوات الأميركية التي يمكنها أن تنسحب من العراق بسرعة وأمان. والجدول الزمني الذي وضعه أوباما يتجاوز أفق ما يخططون له. وقال مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى في بغداد «16 إلى 18 شهراً من الآن، فإن أحدا لن يقدم تقديرات بعيدة إلى هذا الحد... الذين يميلون للنظر أبعد من اللازم في ما يتعلق بالعراق يتعرضون عادة للمفاجأة، وبطريقة غير سارة».

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...