قصر القامة دليل على التفوق

ربما يشكل قصر القامة عقدة عند بعض الناس, لكن فئة كبيرة منهم تسعى للتفوق في ميدان من ميادين العلم والإبداع لينالوا من المجد والشهرة مالا يناله أصحاب الأطوال المختلفة,

وعندما نتتبع المشاهير نلاحظ أن كثيرا من الفنانين والرياضيين والسياسيين والقادة العسكريين كانوا قصار القامة, وإذا كان بعضهم يعتبر ظاهرة الإبداع عند القصار أمرا عاديا يفسرها آخرون أن قصر القامة يسبب مشكلة نفسية عندهم ويكون الحرص على التفوق والإبداع تعويضا عن نقص الطول.‏

ومن الشخصيات التاريخية المشهورة بقصر القامة هولاكو ونابليون وفخر الدين المعني والسلطان سليم الأول, وفي العصر الراهن نجد عددا من المشاهير في مختلف ميادين الفنون والرياضة والإبداع.‏

وشهد ت الفنون العربية عددا من القصار المبدعين, والظاهرة اللافتة للنظر أن أغلب نجوم الكوميديا كانوا قصار القامة, ونذكر من سورية أمير البزق محمد عبد الكريم الذي أدهش ملكة بريطانيا عندما عزف أمامها, ومن الفنانين العرب الموسيقار بليغ حمدي والمطرب عبد الحليم حافظ والفنان حسن يوسف والممثلة فاتن حمامة, ومما يروى عن فاتن أنها وضعت كرسيا تحت قدميها لتكون مناسبة لطول عماد حمدي عندما وقفت أمامه في فيلم ( لا أنام ).‏

وفي عالم الرياضة كثيرون وحتى لعبة كرة السلة التي تتطلب طولا فارعا برع فيها عدد من قصار القامة, ومن أشهر لاعبي كرة القدم مارادونا, ولكن المشكلة عند بعضهم إسناد منطقة الوسط إليهم, وعليهم إما أن يقبلوا أو يجلسوا على مقاعد الاحتياط, وكان اوتيجا أول ضحايا هذه الرؤية فأصيب بالإحباط وغادر الكرة مبكرا.‏

وإذا كنا ننظر اليوم باحترام إلى المبدع بغض النظر عن طوله, فإننا نجد اضطهادا ملحوظا لقصار القامة في بعض حقب التاريخ, وهناك حكايات متداولة عن العهد العثماني تشير إلى أن الجندرمة كانت تقوم بملاحقة قصار القامة وتمسكهم يوم الجمعة ثم تطلق سراحهم يوم السبت لضمان عدم حدوث متاعب منهم أو ممارستهم لسلوكيات المكر والخداع, ومن الأمثال الموروثة (وكل قصير لا يخلو من الفتن).‏

وتمثل اضطهاد قصار القامة في العصر الحديث في استبعادهم من سلك الشرطة, فالطول الفارع في فترة سابقة كان هو واسطة القبول في الشرطة, وكلما زاد طول المتقدم للتطوع في الشرطة كان أكثر حظا بالقبول.‏

المصدر: الثورة