قائد غرفة عمليات حلفاء سوريا: هزيمة مسلحي حلب وشيكة ووفود تركية زارت دمشق
تتسارع التطورات في المشهد السوري في الايام الاخيرة، وخصوصا في مدينة حلب التي باتت على وشك العودة كاملة الى حضن الدولة السورية. ولهذا تتكاثر الاسئلة والتكهنات حول ما يجري وتصورات المرحلة المقبلة. وقد كان لنا هذا الحوار مع قائد «غرفة عمليات حلفاء سوريا»، حول الحرب والجيش السوري وروسيا وحلب وتركيا والمسلحين والتسويات.
مئات المسلحين جرى نقلهم الى مناطق أكثر أمنا لهم في اطار تسويات حصلت مع الدولة السورية. البعض يقول ان ذلك يشكل خطرا. ما تعليقكم؟
اننا ندرك تماماً الخطة الاستخباراتية التي يقودها كل من التركي والسعودي والاميركي والصهيونية العالمية، لإعادة تنظيم صفوف المسلحين في سوريا، حيث لم تخفَ علينا منذ اللحظة الأولى عمليات التجميع التي تحصل في كل المناطق تحت عناوين التسوية حيث يخرج المسلحون من تلك المناطق التي لا دور فاعلا لهم فيها ولا تحقق تلك القوى نتائج فيها، ثم يتم نقلهم لإعدادهم لعمليات هجومية لاحقة. لم نكن يوماً من الغباء بمكان بحيث لا ندرك هذا المخطط، ولكن كنّا دائماً أمام خيارين، إما أن نسمح لتلك الخطة أن تمر ونغض النظر عنها، أو نترك المدنيين تحت رحمة أولئك التكفيريين، ولذلك كان خيارنا وسيبقى سلامة الشعب السوري الطيب وكرامته.
كيف تقيّمون التصريحات والمواقف التركية المتناقضة في الشأن السوري؟
إننا مضطرون اليوم بعد التناقضات الغريبة في الكلام السياسي الدولي والاقليمي، أن نكشف عن زيارات قامت بها وفود تركية الى سوريا، ولم تقتصر على الجلوس الى طاولة السوريين بل أيضاً مع كل من الروسي والإيراني، حيث وعدوا بالحل السلمي وتجاوزوا كل الشروط التي طالما طرحوها هم وشركاؤهم في الحرب على سوريا. فلماذا لا يقومون مجدداً بالإعلان عن رؤيتهم للأزمة السورية من دون مماطلة أو خداع؟! لقد تبين لنا أن أركان الحكم في تركيا ليسوا أهل أمان ولا عهد لهم ولا ميثاق، وما يقومون به لا يحمل سوى عنوان واحد وهو النفاق السياسي.
كيف تصفون العمليات الجارية حالياً في حلب؟
إن ما يجري حالياً هو تتويج لصبر الجنود والمجاهدين والأهالي من أبطال الجيش العربي السوري والحلفاء والشعب السوري العزيز، والذي سيتكلل بنصر كبير بإذنه تعالى بعد القضاء على هذه المجموعات الارهابية التي روّعت الأهالي ورهنت حياتهم ومدينتهم، وسينالون حكم التاريخ والوطن بهم، لقد رأيتم كيف تهاوت دفاعاتهم وإرهابهم، وما هي إلا أيام ونذيقهم طعم الهزيمة المر.
هل ما زالت هناك إمكانية للتسوية في حلب؟
هذا الأسبوع سيكون هو التاريخ النهائي أمام المسلحين في داخل مدينة حلب، حيث بعد انتهاء هذه المدة لن يكون هناك اي تفاوض ولن يكون هناك حل أمام المسلحين سوى تسليم أنفسهم للدولة السورية، أو سيكون مصيرهم الموت عاجلاً أو آجلاً... وهذا وعدنا لكل شعبنا في سوريا أننا لن نسمح لأي كان بأن يرهن مصيركم وحياتكم ومستقبل أطفالكم لينفذ أجندات ومخططات مشبوهة وضعتها أيدي صهيو-أميركية.
برأيكم، الآن بعد كل هذه السنوات، من المستفيد من هذه الحرب؟
سيبقى سؤالنا دائماً حول من هو المستفيد من الاقتتال بين أبناء الشعب السوري، إن كل ما جرى ويجري حالياً هو نتيجة مؤامرة خارجية برعاية صهيوـ أميركية .. ولو نظرنا حولنا نرى أن القتل يصيب الطرفين من النظام والمعارضة، سواء كانوا عسكريين أو مدنيين، هذا عدا التدمير الذي يلحق بهذا البلد العظيم سوريا.
في المشهد العام، ما هو الهدف الاكبر للجهة الداعمة للمسلحين؟
إن الجهة التي ترعى الجماعات المسلحة المتفرقة هنا وهناك تحت تسميات مختلفة ليست واحدة، ويكفي أن لكل جماعة مسلحة دولة داعمة لكي ندرك حجم الخطر واللعبة الدنيئة، حيث لو توحدت تلك الدول وحقاً أرادت معارضة واحدة يمكن التحاور معها والوصول الى حل سياسي، لكانت فعلت ذلك، ولكن ذلك لا يخدم مشروعهم التقسيمي الذي خططوا له منذ زمان بعيد وعملوا لتحقيقه ولن يردعهم قتل وتدمير وتهجير، لذا فإن الأمر السياسي والأمني لأولئك الداعمين هو ممنوع أن تكون المعارضة واحدة. إن مقر القيادة للاستخبارات الغربية الموجود على طريق دارة عزة في «فندق هرشو»، هو مقر عمليات يعمل على إدارة المعركة في حلب، وعلى رأس أهدافهم منع أي اتفاق أو حلول لا تخدم المشروع الأساس الذي بات واضح الشكل والمضمون، شرق أوسط مقسم الى دويلات طائفية وعرقية.
كيف ترون التدخل التركي في الأزمة السورية، والى أين يتجه؟
إننا نهيب بكل إنسان سوري وطني أن يعمل بأي طريقة لمنع الاحتلال التركي من التواجد على شبر من الأراضي السورية. تعالوا لتجلسوا وتتحاوروا في ما بينكم كسوريين لمنع هذا المتغطرس من التوغل في بلادكم. وليعلم النظام التركي أنه قد دخل إلى مستنقع سوريا الذي سيغرق فيه، والتاريخ يشهد أن كل احتلال إلى زوال، ولكم في الزمان القريب عبرة، ألم تغرق أميركا في مستنقع العراق وخرجت منه مهزومة، إن المستقبل القريب سيشهد على كذب ونفاق ذلك النظام الذي، تحت ذريعة قتاله لـ «داعش» أنشأ ما أسماه درعاً للفرات، وهذا الدرع الواهي والهش سيتمزق على أيدي شرفاء سوريا.
ماذا تقول التطورات العسكرية الاخيرة؟
لقد أثبت الجيش السوري قيادة وضباطاً وعناصر أنه جيش قوي وعلى مستوى آمال شعبه، وهذا يستدعي منا جميعاً أن نؤدي له التحية وأن نقدم له الشكر والدعم. ونحن مع الدولة السورية وأصدقائنا الروس نسعى لإيجاد حلول للأزمة في حلب خاصة وسوريا عموماً كي نجنب هذا البلد المزيد من الألم والقتل والتدمير والخراب، ولنتعاون على بناء هذا الوطن العزيز ليعود أجمل مما كان.
ما هو تقييمكم للدور الروسي بالإجمال؟
لا يخفى على أحد الجهد الذي بذلته ولا تزال الدولة الروسية وقيادتها الحكيمة حيث لم تنادِ يوماً للحرب، بل جاءت الى سوريا تحمل مشروعاً للمصالحة والحلول التي تحفظ دماء الشعب السوري. روسيا طرحت مبادرات عديدة مهمة ونحن معها في طرحها، الا ان تعنت الدول الراعية للارهاب والتكفيريين دفع روسيا ونحن معها للمضي في المعركة جنباً الى جنب مع الجيش السوري. ان اهم الأدلة على حرص روسيا على حياة المدنيين هو عدد المرات المتواصلة لإيجاد حل لحلب الشرقية ولكن أي مراقب كان ليجد من الذي يتعنت ويمنع أياً من تلك الحلول.
بحسب معلوماتكم، كيف تعامل المسلحون مع المدنيين في شرق حلب؟
إن أبشع المشاهد التي رأيناها في حلب تحديداً هو ذلك الفعل الوحشي للمسلحين حيث استخدموا المدنيين دروعاً بشرية في الوقت الذي يدّعون فيه الإسلام والإيمان. إن مصادرنا الأمنية أثبتت أن قتل المدنيين الذي جرى داخل حلب الشرقية حصل بطريقة مدروسة حيث تم اختيار العائلات التي لها ولاء للنظام وتم قتلهم ثم تلفيق التهمة للنظام بأنه قام بقصفهم. من الذي نشر قناصيه على السطوح كي يقتل من يحاول الخروج الى مناطق النظام. من الذي هدد المدنيين بالإعدام والقتل؟
خليل حرب
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد