في ندوة فيلم «بصرة» إشادة بالصورة.. وإختلاف حول المشاهد الجنسية
في ندوة فيلم "بصرة" التي عقدت مساء الجمعة الماضي عقب عرضه ضمن مسابقة الأفلام العربية تباينت آراء الحضور بين كونه جيدًا أو عاديا، لكن الجميع أثني علي فريق العمل بدءا من مخرجه ومؤلفه أحمد رشوان الذي أصر علي استكمال مشروعه مستقلا وبالجهود الذاتية قبل أن يتصدي لإنتاجه المخرج السوري هيثم حقي الذي تداخل مع صناع الفيلم في مرحلة متأخرة.
أبرز ما في الفيلم كان الديكور الذي أثبت أن السينما المصرية يمكن أن تضم الكثير من الجماليات لولا استسهال صناعها الذين يلجأون لإنجاز الأفلام في فترات قصيرة علي حساب جمال الصورة بينما في "بصرة" ظهرت تشكيلات لونية جميلة تبارت معها موسيقي تصويرية لشريف الوسيمي واضحة التعبير عن الأحداث تخللها صوت فيروز عدة مرات كما تخللتها أشعار أحمد حداد دون موسيقي بأصوات جميلة.
وبينما كان احتلال العراق وسقوط بغداد المحرك الأساسي للأحداث وسبب التغير الحقيقي في شخصيات الفيلم بالكامل عاب كثير ممن حضروا الندوة علي الفيلم عدم ربط البطل الرئيسي بالعراق ولو بخيط رفيع في مشهد واحد بينما ظلت اللقطات الأرشيفية من قنوات بينها الجزيرة وLBC و NEW TVوغيرها حاضرة طيلة الوقت لتنقل لنا يوميات الحرب علي العراق رغم أن أحد المعترضين علي الفيلم اعتبر في الندوة أن الحدث قديم وأنه كان الأولي أن نتحدث عن الوضع في العراق الآن وهو ليس ببعيد عما حدث يوم سقوط بغداد.
منتج الفيلم هيثم حقي المخرج السوري الكبير علق علي الأمر قائلا: إنه شخصيا اختلف مع بعض الجوانب السياسية في الفيلم لكن هذا لم يمنعه من التصدي لإنتاجه لأنه يدرك جيدا أن لكل مبدع حرية اختيار موضوع ومعاني عمله موضحا أن الفيلم يحمل الكثير من الهموم المشتركة ويحكي تجربة المثقفين في محاولاتهم للهرب من أزمة غزو العراق حتي أنه كان وراء تغيير اسم الفيلم إلي "بصرة" بدلا من الاسم الذي حمله السيناريو.
وأضاف أن أكثر ما أعجبه في الفيلم أن شخصياته تشبه الشخصيات التي نراها في الواقع بشكلهم وكلامهم وان ذلك زاد من حماسته للفيلم لأنه لا يحب السينما التي لا تشبه الحقيقة.
المخرج أحمد رشوان قال إنه تحمس للاسم الجديد بدلا من "100% حي" لأنه أكثر تعبيرا وأن باسم سمرة لم يكن الترشيح الأول للبطولة لكنه كان الأفضل وأن جميع الأبطال المشاركين تحملوا معه الكثير للانتهاء من الفيلم الذي عمل عليه لمدة عامين متتاليين في ظروف إنتاجية ليست معتادة بالنسبة للممثلين المحترفين.
وأثار بعض المشاركين فكرة زيادة جرعة المشاهد الجنسية علي المشاهد الخاصة بالعراق فيما يذكر بأزمة الأفلام المصرية السنوية في مهرجان القاهرة السينمائي والتي تتهم عادة بالإباحية بدءًا من فيلم "دنيا" لحنان ترك الذي هوجم بضراوة عند عرضه قبل عامين وصولا إلي "ألوان السماء السبعة" لليلي علوي الذي عرض العام الماضي وقوبل بنفس الهجوم لوجود مشاهد ساخنة.
الثناء الأكبر في الندوة كان من نصيب مدير تصوير الفيلم فيكتور الذي قدم صورة ناعمة معبرة حتي أن مدير الندوة رفيق الصبان اعتبره بطلا رئيسيا حصل علي حقه قبل أن يعرض الفيلم في المهرجان بحصوله علي جائزة التصوير في مهرجان فالنسيا السينمائي الدولي بإسبانيا مؤخرا <
سلامة عبد الحميد
المصدر: البديل
إضافة تعليق جديد