فوز كاسح للفكر الديني، في انتخابات اللجنة التنفيذية لاتحاد الناشرين
الجمل ـ خاص :اجتمع ظهر اليوم الثلاثاء حوالي 108 من الناشرين السوريين في مبنى وزارة الإعلام، حيث عقد المؤتمر الانتخابي الأول لاتحاد الناشرين السورين، المشكل بموجب القانون 14 لعام 2005، بحضور اللجنة المشكلة بالقرار الوزاري رقم 30 تاريخ 17/1/ 2006 . وترأس الجلسة مستشار وزير الإعلام مازن صباغ، بحضور القاضي الأستاذ أحمد فرواتي، ممثلاً لوزارة العدل، والأستاذ نزيه خوري ممثلاً لوزارة الثقافة. وكان هناك ممثلون عن وزارتي التربية واتحاد الكتاب العرب. وتم انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية، التي تتألف من 11 عضواً، ستة منهم يتم انتخابهم من قبل الناشرين وخمسة يتم تعيينهم من قبل وزارة الإعلام. كل عضو منهم يمثل جهة حكومية معينة، وهي وزارة الإعلام والتربية والثقافة واتحاد الكتاب، وقد ترشح خمسة عشر ناشراً منهم ياسر طباع، سعيد البرغوثي، محمد غياث مكتبي، أيمن غزالة، إسماعيل الكردي، هاني خوري، محمد غزوان عفش، محمد زياد تنبكجي، نعيم إبراهيم، عدنان سالم، ندى عباس، مجد حيدر، سامي أحمد..
وقد حصد عادل عساف، صاحب (دار البشائر)، أغلبية الأصوات، وحصل على 78 صوتاً، فيما نال عدنان سالم 71 صوتاً، وعلي مستو 65 صوتاً، ومحمد ياسر الطباع(دار الكوثر) 47 صوتاً، ومحمد غياث مكتبي (دار مكتبي) نال 56 صوتاً ، وتعادل كل من حسين العودات وزياد تنبكجي "دار دمشق" بحصاد 43 صوتاً، وفور إعلان النتيجة أعلن حسين العودات "دار الأهالي" انسحابه لصالح تنبكجي الذي قال: «لقد سبقني الأستاذ حسين، وكان من المفترض أن انسحب لصالحه». صفق الحضور لحسين العودات، ولم يعترض أحد على النتائج.
إلا أنه في الكواليس، كان هناك العديد من الناشرين، الذين اعترضوا على الطريقة التي تمت من خلالها الدعوة للمؤتمر، حيث غاب أكثر من سبعين ناشراً، فحضر 108 من أصل 180 مسجلين لدى الاتحاد، حسب المعلومات حصلت عليها الجمل من رئيس اللجنة مستشار وزير الإعلام الاستاذ مازن صباغ، فيما الرقم المتداول بين الناشرين هو 210 ناشر مسجل في الاتحاد، أما سبب الغياب عزاه البعض إلى أن الدعوة تمت من خلال الصحف والتلفزيون، ولم يتم التبليغ شخصياً عبر البريد أو الهاتف، وقال لؤي حسين (دار بترا) لـ "الجمل": «بدا وكأن كل شيء قد رُتب بشكل مسبق»، واستغرب حسين طريقة التبليغ عبر الصحف، مع أن هذه الدعوة ليست عامة. وانتقد طريقة الترشح للعملية الانتخابية، إذ لم يتم التثبت من أسماء الأعضاء، وكان بإمكان أي شخص أن يترشح، ولو كان غائباً. كما لم يتم وضع مسودة نظام داخلي لتتم مناقشته، ولم يضع المرشحون برامج انتخابية لنعرف على ماذا نصوت ولمن، واختزل رأيه بكلمة «شغلة شوربة» وتمنى لؤي حسين أن تكون هذه اللجنة المنتخب فقط التحضير لمؤتمر تأسيسي ، يتم فيه طرح كافة القضايا المتعلقة بعمل اللجنة التنفيذية وتحديد المهام المالية والقانونية والعضوية ، ليتم اختيار الاشخاص المناسبين للقيام بهذه المهام .
الناشر الحلبي عبد الله إدلبي أظهر استياءه من تحضير المؤتمر، وقال: «اللجنة التحضيرية لم تحضر شيئاً، وأنا تبلغت عن طريق زملائي لا اللجنة التحضيرية».
عماد غليون، ناشر من حمص، وضح وجهة نظر المعترضين على طريقة الانتخاب، بأنها لا علاقة لها بأسماء المرشحين ولا الفائزين، فهي جميعها أسماء محترمة ويقدرها الجميع، لكن الانتقاد هو للطريقة التي يتم سلق الأمور فيها على عجل. إلا أن تلك الآراء التي كانت تتفاعل خارج قاعة الاجتماع أثناء عملية فرز الأصوات لم تعلُ داخل القاعة، رغم التخوفات الكثيرة من بقاء اللجنة المنتخبة بهذه الطريقة حوالي خمس سنوات، بموجب القانون 14، وسبب صمتهم هذا، رده أحد الناشرين إلى استعدادهم للقبول بأي شيء، المهم أن تبدأ الخطوة الأولى في تأسيس اتحاد للناشرين السوريين. وهو ما اتفق معه بالرأي حسين العودات بالقول إن الناشرين منذ ثلاثة عشرة عاماً يطالبون بقانون ينظم عملهم، وقد مللنا من المطالبة لذلك رضينا بالقانون الذي صدر كما هو بعيوبه، المهم أن يتم تنظيم المهنة وبعدها سنعمل على التعديل والتغيير، المهم أن يتم تشكيل لجنة تنفيذية تتولى مهمة الدعوة إلى عقد مؤتمر سنوي، أو حتى استثنائي كل شهر. وقال العودات للجمل: «لأول مرة يعقد اتحاد الناشرين مؤتمر تأسيسي بعد صدور القانون، وهي بداية لتنظيم هذه المهنة، والدفاع عنها، وعن مصالح المنتسبين إليها، ومحاولة لتنشيط نشر الكتاب والمساهمة في الحركة الثقافية».
ومن الملاحظات التي قيلت: غياب كوتا نسائية، تضمن تواجد للمرأة الناشرة في اللجنة التنفيذية، علماً أن النساء الناشرات تغيبن بمعظمهن عن المؤتمر سوى ثلاثة، منهن واحدة خرجت قبل انتهاء الاجتماع، واثنتان ترشحتا ولم تنجح أي منهما، فيما لوحظت سيطرة دور النشر ذات التوجه الفكري الديني على أجواء الانتخابات، حيث فاز بالأغلبية كل من عادل عساف صاحب البشائر، وعدنان سالم صاحب دار الفكر، ورئيس اللجنة التحضيرية لاتحاد الناشرين لمدة ثلاثة عشرة عاماً. وهذا يعكس حجم الدور الذي تلعبه هذه الدور في حركة النشر السورية.
الجمل
إضافة تعليق جديد