فنادق دمشق ومقاهيها تخفض أسعارها

27-06-2011

فنادق دمشق ومقاهيها تخفض أسعارها

استغرب شادي وهو يدفع الفاتورة في مقهى 5 نجوم وسط العاصمة دمشق بأنها أقل مما دفعه العام الماضي حين زار بلده، وقتها، أي العام الماضي، استغرب من ارتفاع الأسعار بشكل غير منطقي؛ إذ كلفته إقامة ليلة في أحد الفنادق من تلك التي افتتحت خلال السنوات الأخيرة في المدينة القديمة أكثر من 400 يورو، أي أنها كانت ضعف تكلفة الإقامة في فنادق 5 نجوم، التي كانت نحو 200 يورو.
هذا العام قصد فندقا 5 نجوم فورا للإقامة لليلة قبل المغادرة إلى إحدى المحافظات البعيدة حيث يعيش أهله، إلا أن صديقا له نصحه بفندق في المدينة القديمة وأخبره أن سعر الليلة هناك لن يتجاوز 130 يورو. وكذلك الأمر بالنسبة للمقاهي والمطاعم، فمطاعم منطقة صيدنايا في ريف دمشق التي كانت تعج بالرواد طيلة أيام الأسبوع، وتتضاعف الأعداد أيام العطل، تراها اليوم شاغرة، تستجدي دخول زبون واحد، وهي التي كانت تشترط الحجز المسبق، مع أسعار خيالية، وتراها اليوم وقد خضت السعر نحو 50% مع عروض تشجيعية، وبعدما كان أقل مبلغ يمكن للشخص الواحد أن يدفعه لوجبة عشاء كان ألف ليرة سورية، أي نحو 20 دولارا، صار الآن السقف الأعلى هو 20 دولارا، والأسعار تنخفض إلى ما دون ذلك. أما في المقاهي الـ5 نجوم وبعدما كان فنجان القهوة مثلا بـ5 دولارات، انخفض السعر الآن ليصل إلى 3 دولارات، أما في المقاهي الأقل فلم يعد يتجاوز ثمن فنجان القهوة دولارين، ومع ذلك تجد المقاهي خاوية بعد الساعة الـ11 ليلا، بعدما كانت تكتظ بالرواد حتى ساعة متأخرة من الليل.
عبر شادي عن سعادته بانخفاض الأسعار، على الرغم من أسفه لتوقف السياحة وتضرر الاقتصاد الوطني، وقال: «هل كان يجب أن يحصل ما حصل لتعرف الحكومة والفاسدون الجشعون أن الله حق؟»، متابعا أن «الفساد والجشع وتخبط السياسات الاقتصادية دفعت البلاد إلى الهاوية».
وزارة السياحة السورية قالت إنها سمحت للزوار العرب بدفع المبيت بالليرة السورية عوضا عن الدولار، في خطوة لدعم العملة السورية، ولتشجيع اجتذاب السياح العرب. كما تعمل الوزارة على إنجاز مشروع تخفيض رسم الإنفاق الاستهلاكي لتصبح 3% في المنشآت المصنفة بنجمتين، و5% للـ3 نجوم، و7% للـ4 نجوم، و10% للـ5 نجوم.
يُشار إلى أن قطاع السياحة هو الأكثر تضررا نتيجة الأحداث التي تشهدها البلاد؛ حيث بلغت نسب الانخفاض في أعداد السياح 12% في شهر مارس (آذار)، و28% في أبريل (نيسان)، و32% في مايو (أيار)، والانخفاض حاد جدا، بحسب البيانات الرسمية التي تفيد بتوقف قدوم السياح الأوروبيين. وتتطلع خطط وزارة السياحة إلى تشجيع السياحة الدينية واستهداف الأسواق الآسيوية، كالصين وماليزيا والفلبين، إضافة إلى روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق، وإيران، التي لم يلاحَظ انخفاض في أعداد السياح الدينيين القادمين منها. ومع تنامي المخاوف من انهيار قيمة الليرة، ازدادت الحملات التي ترعاها الجهات الحكومية والفعاليات الاقتصادية لدعم الليرة. وينطلق غدا الثلاثاء بازار صيف 2011 تحت عنوان «جرب واشتري» الذي يستمر طيلة 3 أيام على مسبح نادي بردى الرياضي بمشاركة الكثير من الشركات السورية، وذلك لمواجهة حالة الركود الاقتصادي، وتشجيع المستهلكين من خلال عروض منافسة للأسعار ستقدمها الشركات المشاركة. وسيقدم للمستهلك عينة لتجريبها قبل شرائها. يشارك في هذا البازار نحو 50 شركة متخصصة بالصناعات الغذائية والنسيجية، لا سيما الألبسة الجاهزة، كذلك شركات العطور والماكياج والمنظفات والصناعات اليدوية.
في المقابل، شهدت السوق السورية، الأسبوع الماضي، ارتفاعا كبيرا في أسعار بعض المواد الغذائية كالسكر الذي تجاوز سعر الكيلو منه 60 ليرة، وهو نحو ضعف السعر العالمي، المقدر بـ36 ليرة. وكذلك الزيوت والأرز وبعض المواد، في حين أشار تقرير مديرية الأسعار إلى انخفاض سعر بعض السلع واستقرار غيرها مثل مادة السكر!! ومن يتجول في أسواق العاصمة ستدهشه أعداد الناس المتجولين في الشوارع عند ساعات المساء الأولى، لكنه سيندهش أكثر من منظر غالبية الباعة وأصحاب المحلات كيف يجلسون على الأرصفة يدخنون النارجيلة وقد يئسوا من تلبية الزبائن الدعوة للدخول إلى محلاتهم ولو للتفرج فقط.

المصدر: الشرق الأوسط

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...