فرنسا تدعو الأسد إلى احتفالاتها بعيدها الوطني
أعلنت الرئاسة الفرنسية امس ان الرئيس بشار الاسد سيكون ضمن ضيوف فرنسا في احتفالاتها بمناسبة العيد الوطني في 14 يوليو/ تموز، لكن وزيرة الخارجية الامريكية أبدت فتورا ملحوظا حيال استئناف الاتصالات الفرنسية - السورية، وأعربت عن أملها ان تنقل باريس الى دمشق "الرسائل الصحيحة"، فيما اعتبرت مصادر حكومية سورية ان التعامل بين فرنسا وسوريا بات لا يمر عبر البوابة اللبنانية.
وأوضح مصدر في قصر الاليزيه امس الخميس ان الرئيس الاسد مدرج على لائحة المدعوين الى الاحتفالات الفرنسية بمناسبة العيد الوطني في باريس، الى جانب نحو 50 من رؤساء الدول والحكومات الذين سيشاركون في اطلاق مشروع الاتحاد المتوسطي في 13 يوليو. واعتبر معلقون ان وجود الرئيس الأسد في المنصة الرسمية لهذه الاحتفالات التي تشمل العرض العسكري التقليدي على جادة الشانزليزيه في باريس، سيكون له طابع رمزي خاص.
وانتقد مسؤولون سياسيون في المعارضة الفرنسية مشاركة الاسد في احتفالات 14 يوليو/تموز في فرنسا. وقال الحزب الاشتراكي الفرنسي ان دعوة الاسد لقمة الاتحاد من اجل المتوسط "امر جيد"، لكنه "ليس من الحكمة" ان "تستمر" الدعوة لتشمل عرض اليوم الوطني.
من جهة اخرى لم تبد رايس حماسة لعودة الاتصالات بين باريس ودمشق. وأعربت عن املها في ان تنقل باريس "الرسالة" الصحيحة لدمشق. وأوضحت ان "هذه الرسالة هي ان على سوريا الاستفادة من كل الفرص التي يمكن ان تعرض عليها خلال المفاوضات غير المباشرة التي بدأها الاتراك مع "الاسرائيليين" والسوريين". وتابعت ان "على سوريا القيام بواجباتها بموجب قراري مجلس الامن 1559 و1701 اللذين يدعوانها الى عدم التدخل في الشؤون اللبنانية وترسيم حدودها مع لبنان وتعيين سفير فيه على غرار ما تفعل اية دولة مسؤولة". وقالت ان "على سوريا دعم الجهود التي بدأها الفلسطينيون و"الاسرائيليون" لايجاد حل يقوم على دولتين". واضافت "اذا كانت هذه هي الرسالة، فاني اعتقد انها بالغة الاهمية". اما عن الحوار المتوسطي الذي يريد ساركوزي تنظيمه، فقالت رايس "سيتكلل بالنجاح اذا ما تعهد الاطراف حيال الشرق الاوسط حيث تتم مواجهة التطرف بدلا من تأجيجه ويتم دعم جهود بعض الدول الديمقراطية الضعيفة للحفاظ على سيادتها".
وفي دمشق قال مصدر واسع الاطلاع ، ان سوريا مرتاحة للتطور الحاصل في العلاقة السورية الفرنسية خاصة أن هذه العلاقة بين باريس ودمشق لم تعد تمر من بيروت. وأضاف ان تغير الخطاب الرسمي الفرنسي حيال سوريا والمنطقة ككل، يعكس اتجاهاً فرنسياً جديداً لإدارة ساركوزي، استفاد من تجارب الماضي، وبدأ يتلمس أهمية التعاطي مع سوريا بما يوازي دورها الكبير في المنطقة، وتفهم وجهة نظر دمشق، وتمييز المواقف الفرنسية عن المواقف الأمريكية، في وقت دخلت فيه الإدارة الأمريكية الحالية في حالة سبات سياسي وأن قيام علاقات تعاون استراتيجية بين سوريا وفرنسا ضرورة لا غنى عنها لأي دور بناء يمكن أن تلعبه فرنسا في المنطقة. واعتبر ان السياسات التي تتبناها باريس تنطلق من المصالح الفرنسية المباشرة. وأكد المصدر أن دمشق ترى باريس قادرة على لعب دور أكثر توازناً من الدور الذي تلعبه واشنطن في تحريك العملية السياسية والتفاوضية في منطقة الشرق الأوسط.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد