فرقاطتان أمريكيتان تحاصران ضفتي إفريقيا
تدشن الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء أول وجود عسكري وبحري رسمي في القارة الإفريقية في إطار القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم).
وللمرة الأولى في تاريخ العسكرية والقوات البحرية الأمريكية، سيكون اليوم (الثلاثاء) لوزارة الدفاع الأمريكية سفينتان حربيتان ترسوان على ضفتي القارة الإفريقية، حيث تلقي الفرقاطة “برادلي” مراسيها في ميناء مابوتو بموزمبيق على الساحل الشرقي للقارة السمراء بينما تكون الفرقاطة “ناشفيل” أمام سواحل دكار بالسنغال غربي القارة في الوقت نفسه.
ويعتبر هذا التحرك هو الأول الذي مهد له انشاء أول قيادة أمريكية عسكرية لإفريقيا (أفريكوم) مركزها المؤقت حاليا في ألمانيا في إحدى القواعد العسكرية الأمريكية هناك.
وقال المتحدث باسم البحرية الأمريكية: “إن الفرقاطتين تتبعان “أفريكوم” وللمرة الأولى يكون لنا في الوقت نفسه سفينتان على جانبي إفريقيا”. وأوضح ان هدف هذا التحرك هو تزويد الدول الإفريقية بالتدريب الأمني اللازم لمكافحة المشاكل الاقليمية، وتهريب المخدرات والقرصنة وتجارة الرقيق والصيد غير المشروع.
وقالت مصادر ان “برادلي” ستكون محطتها اللاحقة في تنزانيا ثم كينيا. يذكر أنها ليست المرة الأولى التي ترسو فيها فرقاطة أمريكية على الساحل الشرقي الإفريقي حيث سبق أن رست في مدغشقر في ابريل/ نيسان الماضي وفي موريشيوس وجزيرة لارينيون الفرنسية.
وقد أثارت التحركات العسكرية الأمريكية هذه قلق عدد من المراقبين والمعنيين بالشأن الإفريقي لا سيما أن على رأس الإدارة الجديدة باراك أوباما أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي ويتمتع بشعبية منقطعة النظير في القارة السمراء، والمثير للقلق أن الإدارة الجديدة التي حملت شعار التغيير، تبدأ عهدها ليس بتبني سياسات جديدة، بل تعمل على تكريس مشروع قديم خرج من الأدراج على يد إدارة الصقور السابقة لاحتواء القارة السمراء والاستيلاء على كنوزها ومواردها الطبيعية والمعدنية والبترولية بالأساس، والاستحواذ عليها كاملة بعيداً عن الصين وروسيا وحتى الحلفاء الأوروبيين أو المستعمرين السابقين للقارة.
ولفتت المصادر إلى وجود قلق أمريكي ومتابعة دقيقة لزيارة قام بها مبعوث روسي رفيع مؤخراً إلى جنوب السودان، في إشارة إلى المبعوث الروسي ديمتري مرغيلوف الذي أرسله الكرملين لبحث دور لموسكو في حل أزمات السودان المزمنة خاصة النزاع في دارفور. وكان مرغيلوف قد أعلن في الخرطوم عقب وصوله الأسبوع الماضي “لقد عدنا إلى إفريقيا من بوابة السودان”.
حنان البدري
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد