فائض كبير في إنتاج الخضر والفواكه وارتفاع كبير في أسعار الفروج والبيض
تميزت أسواق الصيف الحالي بالنسبة للخضر والفواكه بإنتاج وفير ووجود فائض كبير كان يفترض أن يتوجه إلى الأسواق العربية والأجنبية, لكن الحكومات المتعاقبة لم تلحظ مسألة الفائض في أولوياتها, فعرض الفائض في الأسواق المحلية تسبب بتراجع كبير للأسعار أدى بدوره إلى التسبب بخسائر كبيرة للمزارعين فلا أحد يستطيع حالياً التحدث عن أي ربح يمكن أن يجنيه مزارعو البطاطا... بل إن الخسارة هي المسألة الوحيدة التي يمكن الجزم بها وكذلك الأمر بالنسبة للبطيخ الأحمر والأصفر والبندورة والعديد من أصناف الفواكه, التي تراجعت أسعار بيعها بشكل لافت وكبير قياساً بالمواسم السابقة.
قوة الليرة
طرأ الأسبوع الماضي انخفاض ملحوظ على قيمة صرف الدولار في سوق السوداء بحوالي ليرتين مما يؤشر إلى فعالية حملات دعم الليرة التي نظمتها جهات شعبية عديدة, كما يمكن الاستدلال على قوة الليرة من خلال المبالغ الضخمة التي وفرتها الدولة لتسديد قيمة موسمي الحبوب والشوندر السكري فقد بلغ إجمالي الأموال المحولة إلى فروع المصرف الزارعي لتســديد قيمــــة المحصولين الـ 60 مليار ليرة سورية وقد تميز الموسم الحالي بالنسبة للمحصولين وخلافاً لكل التوقعات بسرعة تحويل الأموال وتوفيرها وتبسيط آليات السداد واحتساب قيمة المحصول فضخ أكثر من 60 مليا
ر ليرة في جيوب المنتجين الزارعيين بهذه السرعة سيؤدي أيضاً إلى تحسين مستوى الحياة المعاشية للمزراعين وسيمكنهم من تطوير وتحديث آليات عملهم الزراعي وسيدفع بمسألة التحول إلى الري الحديث قدماً, ما يعني توفيراً كبيراً في المياه وزيادة في الإنتاج وسيقلل أيضاً في المستقبل من تلف الإنتاج.
الغلاء
سجل الأسبوع الماضي ارتفاع أسعار ثلاث مواد أساسية ولكل واحدة منها أسبابها الخاصة بها, فالسكر الذي وصل سعره في منافذ بيع القطاع الخاص إلى 70 ليرة في بقاليات الأحياء يعود إلى الارتفاع العالمي للأسعار وإلى الضغط الذي تعرضت له الليرة خلال الأسابيع الماضية وهنا يمكن أن نذكر أن وزارة الاقتصاد أعلنت عن خطة لاستيراد كميات كبيرة من السكر لزيادة حجم عرض المادة في الأسواق المحلية وبالتالي كسر حدة أسعارها.. أما بالنسبة للفروج والبيض فكان سبب ارتفاع أسعارهما قلة الكميات المنتجة والتي هي عبارة عن نتيجة طبيعية لمجمل الصعوبات ومعوقات تربية الدواجن والتي سبقتها خسائر كبيرة حلت بالمربين دون أن يصغي أحد لشكاواهم واستغاثاتهم.. بل على العكس تعاملت الحكومة السابقة مع مربي الدواجن بنوع من التجاهل والإمعان في زيادة مشاكلهم وصعوباتهم بدل أن تمد لهم يد المساعدة والعون وتذليل ما أمكن من الصعوبات زادت حالهم سوءاً فبعد الخسائر التي حلت بالمربين جراء انفلونزا الطيور وما تبعها من ارتفاع أسعار الأعلاف عالمياً, فرضت عليهم الحكومة السابقة ضريبة على الأعلاف المستوردة.. لم تلغ إلا في بداية العام الحالي، واستمر تطبيقها والعمل بها لمدة عام كامل.. عمد خلاله مربو الدواجن إلى خفض حجم القطيع.. علماً أن سعر الأعلاف تضاعف خلال عامين بنسبة 100% فيما يتعلق بالذرة والشعير. مع العلم أن مادة الذرة تشكل 55-60% من الخلطة العلفية في تغذية الدواجن.
وبالتالي انخفضت الكميات المنتجة من الفروج والبيض، ما أدى إلى زيادة الطلب عليها وبالتالي ارتفاع أسعارها، فالمربون يشيرون إلى أن تكلفة إنتاج البيضة يصل إلى 5ليرات والفروج الحي إلى 90 ليرة وقد تنبهت الحكومة وتحديداً وزارة الزراعة إلى ما حلّ بقطاع الدواجن فقررت إدراج قطاع الدواجن ضمن قائمة الدعم الزراعي لكن رغم هذه الصحوة المتأخرة.. فإن وزارة الزراعة لم تعتمد الآليات لاحتساب الدعم ما يعني استمرار عزوف المربين عن تربية أفواج كبيرة والاكتفاء بأفواج من الفروج والدجاج البياض بنسب تقدر بين 20 إلى 50% من حجم القطيع في السابق...
العقارات
مازال قطاع العقارات يعاني من الجمود وانخفاض الأسعار في الضواحي ومع ما يعنيه ذلك من جمود مئات مليارات الليرات في هذا القطاع الذي هو عبارة عن هياكل بيتونية تنتظر من يفك جمودها ويعيد تحريك رأس المال المجمد بها إلى الحياة والدوران من جديد..
السياحة
أظهرت مؤشرات الأسبوع الماضي حصول تحسن كبير في السياحة الداخلية والوافدة إلى محافظة طرطوس فبعض المنشآت السياحية مثبتة فيها الحجوزات حتى آخر الصيف لكن عوامل عديدة جعلت قطاع السياحة يعاني هذا الصيف ومنها وجود دورتين امتحانيتين لشهادة الثانوية العامة وتأثير الأحداث وكذلك ترافق حلول شهر رمضان المبارك مع بداية شهر آب القادم الذي يعتبر ذروة الموسم السياحي.
محمد الرفاعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد