غياب دور السينما والمسارح في السعودية يثير جدلاً فقهياً

13-11-2007

غياب دور السينما والمسارح في السعودية يثير جدلاً فقهياً

أثار غياب دور السينما والمسرح في السعودية جدلا حادا بين أعضاء في مجلس الشورى بين من طالب بمراعاة "خصوصية بلاد الحرمين" ومن دعا المختصين في الشريعة إلى إيجاد مخرج يسمح بإنشاء هذه الدور بما لايتعارض مع الدين.

ففي الجلسة العادية الـ49 لمجلس الشورى التي عقدت الاثنين ولدى الاستماع إلى تقرير لجنة الشؤون الثقافية والإعلامية على مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الثقافي بين وزارة الثقافة والإعلام السعودية، والوكالة الفيديرالية للثقافة والفن السينمائي في روسيا الاتحادية، بدأ السجال بين عضوين من أعضاء المجلس، إلا أن تدخل رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن حميد، وطلبه من الأعضاء ضرورة الالتزام بموضوع النقاش وعدم الانجرار إلى حديث آخر نزع فتيل النقاش الذي كاد أن يتحول إلى سجال ثقافي - ديني بشأن غياب دور السينما والمسرح في السعودية.

وبدأ الجدل عندما طالب عضو المجلس عازب آل مسبل بضرورة "الالتزام بخصوصية بلاد الحرمين في كل ما يصدر عن السعودية وشعبها، خصوصاً في مجال النتاج الثقافي والفني"، فرد عضو المجلس المهندس أحمد التركي بشكل ضمني على مداخلة زمليه، من خلال الدعوة إلى ضرورة العمل على الاستفادة مما لدى روسيا من إمكانات قد تفيد في صناعة السينما ودورها، مطالبا بضرورة وقوف المختصين في الشريعة من زملائه بـ "وقفة تأمل وترو" لإيجاد مخرج لا يتعارض مع الدين، لإنشاء دور للسينما والمسرح على الأراضي السعودية، بحسب تقرير أعده الصحافي سيف الأحمد ونشرته صحيفة "الحياة" بطبعتها السعودية الثلاثاء 13-11-2007.

من جانبه، دعا عضو المجلس محمد رضا نصرالله إلى إنشاء "هيئة وطنية للسينما والمسرح"، وقال "المخرجون العالميون باتوا يرون السعودية مجالاً خصباً للتناول في أفلامهم".

وأشار إلى فيلم "المملكة" المعروض حاليا في عدد من دور السينما الأمريكية والعالمية.

ورأت المصادر التي تحدثت للصحيفة ورفضت ذكر اسمائها أن مقاطعة رئيس المجلس للسجال "تعد تنبيها إلى ضرورة الالتزام بموضوع النقاش، ولا تأتي من كونه غير راض عن الموضوع أو مؤيداً لفريق على آخر، بل استخدم حقه القانوني في ضرورة توجيه الحديث والمداخلات نحو الموضوع الأصلي، كما ينص نظام مجلس الشورى."

المصدر: العربية نت

إلى الندوة
 

التعليقات

أعقد أن عدم وجود دور سينما أو صناعة سينمائية في السعودية يجب أن يتم التعامل معه بإيجابية و ليس من باب مهاجمة المجتمع السعودي و البيئة الثقافية السائدة كما قد يخطر لكثير من الشامتين و المتهكمين و حتى المنقذين الذين يحملون هموما نسائية و فنية و سوسيولوجية كونية. فالمجتمع السعودي مثل أي مجتمع آخر تنظمه جمل قياس و بنى أخلاقية و اعتبارية تسهم في تكوين وعي جماعي لمفاهيم مجردة من قبيل : السعادة , الشرف , النجاح, الكرامة, الحب و غيرها و حتى لا يسيء أحد فهمي أشير الى مجتمع مثل المجتمع الهندي الذي يصنف مجتمع ديمقراطي بشهادة الأمم المتحدة رغم ان بنية المجتمع الهندي تقوم على الطبقات التي تذهب في افتراقها الى حد اعتبار شريحة واسعة من الهنود ادنى منزلة من الحيوانات و هؤلاء يطلق عليهم وصف المنبوذين او الملعونين. نعود الى السعودية و السينما و في هذا السياق أستطيع أن أقبل سينما سعودية لا تحضر فيها المرأة و اعتمد على قوانين التطور الطبيعية-السينمائية التي ستنتج مع الوقت مشاكل و حلول تتعالق و تتلاقح مع القضايا الإجتماعية من دون إسقاطات خارجية جاهزة تدين المجتمع الذكوري و تحطم البطريركية الدينية و تفرض تجارب سينمائية غربية من نظرة فاشستية اوروبية تجزم ان العالم يجب أن يمشي في الممرات التي مشاها الأوروبيون و أن الشعوب يجب أن تكرر التجارب و المدارس الغربية و كأن الخيارات البيضاء هي خيارات الإنسان العاقل الوحيدة. إن أخذ المجتمع السعودي بوسائل صناعة الثقافة يجب تحددها قدرة المجتمع على تمثل هذه الثقافة و يجب ان يكون الرهان على قدرة المجتمعات على إنتاج أشكال ثقافية تزيد المجتمع البشري تنوعا و خصوبة. و هنا تحضرني وجوه المناضلين ضد إبادة إنسان الأمازون أو الهندي الأحمر أو حتى الإسكيمو في الوقت الذي تتنصل مجتمعاتهم من دم الفلسطيني و من حق إيران بامتلاك مصادر الطاقة, كما تتهرب من مسؤليتها المباشرة عن ذوبان الجليد في القطبين. من الخطأ تحويل الثقافة الى فتح أو احتلال- سيان- الثقافة و جزء منها السينما و الغناء و الرسم يجب ان تعطى حقها في إعادة انتاج عناصرها و لا يمكن تحويلها الى إملاءات .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...