غزة: 60 شهيداً و160 جريحاً ومجلس الأمن يعقد جلسة مغلقة
واصل الطيران الحربي الإسرائيلي مُسندًا بالبوارج البحرية شن الغارات على قطاع غزة، مستهدفا مقر الحكومة المقالة ومنازل تعود لقادة كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتصاعدت أعداد الشهداء والجرحى جراء القصف في عملية تعد الأكثر دموية بحق الفلسطينيين منذ انتفاضة الأقصى عام 2000.
كما أغارت الطائرات الإسرائيلية على مبنى رئاسة الحكومة المقالة. ووصف سماء المدينة خلال الليل بأنها مغطاة بالطائرات الحربية التي تحاول فصائل المقاومة التصدي لها عبر نيران مضادة للطيران.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن الغارة أدت إلى تدمير مقر رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية وجرح خمسة أشخاص على الأقل من جيران المقر.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية في وقت سابق مسجد بدر في رفح، فهدمت أجزاء كبيرة منه، وأسقطت ستة شهداء من عناصر الشرطة الفلسطينية الذين كانوا قرب المسجد. كما شنت طائرات أف16 غارات شرق مدينة خان يونس، واستهدفت منزلا فارغا يعود لأحد قادة كتائب القسام.
كما قصفت البوارج الحربية حي الإسراء بمدينة غزة وتسببت في مقتل مدني وإصابة آخر. كما قامت المروحيات الإسرائيلية بقصف ورشة للنجارة بمدينة رفح، واستهدفت أيضا منزلا لأحد قادة القسام في بلدة بني سهيلة ولم يبلغ عن إصابات في كلتا الغارتين.
من جهة أخرى شنت المروحيات الحربية الإسرائيلية ثمان غارات جوية منذ فجر اليوم الأحد أسفرت إحداها عن سقوط شهيد بشمال غزة.
وكان قد سقط ما يزيد عن ستين شهيدا في غزة خلال أربع وعشرين ساعة بينهم أطفال ورضيعة عمرها يومان، كما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 160.
وأحصت المصادر الفلسطينية استشهاد 22 ناشطا من الفصائل المسلحة معظمهم من كتائب عز الدين القسام وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية. وسقط الضحايا خلال غارات جوية حالت كثافتها دون إحصائها، وتركزت على مناطق في شمال القطاع.
وفي المقابل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن اثنين من جنوده قُتلا وأصيب سبعة آخرون بجروح في العملية العسكرية المستمرة. وقد أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك تعليماته للجيش بمواصلة عملياته العسكرية في قطاع غزة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد واصلت حشد تعزيزاتها العسكرية على الحدود مع قطاع غزة. وقد أطلقت فصائل المقاومة قذائف صاروخية من قطاع غزة على النقب الغربي داخل إسرائيل سقطت ثلاث منها على الأقل في مدينة عسقلان.
من جهة أخرى بدأ مجلس الأمن الدولي مشاورات مغلقة لبحث العملية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك بعد جلسة طارئة تحدث فيها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومندوبا فلسطين وإسرائيل. ويبحث المجتمعون مشروع قرار قدمته المجموعة العربية يدين قتل المدنيين ويدعو إلى وقف العنف.
وقد قدمت مسودة القرار ليبيا العضو العربي في مجلس الأمن الدولي التي دعت إلى هذا الاجتماع الطارئ باسم الجامعة العربية وبناء على طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفقا لما قاله المراقب الدائم للجامعة العربية يحيى محمصاني.
وتقترح مسودة القرار تعبير المجلس عن "قلق خطير إزاء قتل المدنيين الأبرياء بما في ذلك قتل العديد من الأطفال الفلسطينيين نتيجة للهجمات العسكرية الإسرائيلية التي وقعت في قطاع غزة في الآونة الأخيرة"، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.
ولم يكن لدى الدبلوماسيين الغربيين في المجلس ردّ فوري على المسودة الليبية على الرغم من قولهم إن هناك شعورا عاما بضرورة أن يقول مجلس الأمن شيئا ما إزاء تصاعد العنف. وقال دبلوماسي "لا يتعين أن يكون قرارا، بوسعنا أن نصدر بيانا فقط".
وفي الجلسة العلنية قال مندوب فلسطين في الجلسة الطارئة رياض منصور إنه لا يجد مبررا لقتل الأبرياء والأطفال والنساء في إشارة إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية التي "تهاجم سيارات الإسعاف وتنشر الرعب والخوف".
ووصف المندوب الفلسطيني الممارسات الإسرائيلية بأنها جرائم حرب، وحمّل المجلس المسؤولية إزاء عجز المجتمع الدولي "غير المقبول" في إشارة إلى فشل مجلس الأمن من قبل في التوصل لقرار يدين الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. وطالب المندوب بإدانة عمليات إسرائيل وتوفير الحماية للفلسطينيين وفقا لأحكام القانون الدولي.
من جهته برر مندوب إسرائيل عمليات الجيش الإسرائيلي بما وصفه "إرهاب" حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تستهدف المدنيين الإسرائيليين بالصواريخ، وقال إن إسرائيل "لا ينبغي أن تعتذر عما تفعله في القطاع، لأن من حقها حماية شعبها". وأضاف أن إسرائيل "تتوقع من المجتمع الدولي أن يحميها".
وفي بداية الجلسة الطارئة أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة مجلس الأمن إدانته "استخدام إسرائيل المفرط وغير المتكافئ للقوة" ضد الفلسطينيين. وأدان بان من جهة أخرى الهجمات الصاروخية الفلسطينية على إسرائيل.
ودعا الأمين العام الأممي جميع الأطراف إلى ضبط النفس وإنهاء المواجهات الدامية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للقطاع. وأضاف أن الأحداث التي يموت فيها مدنيون يجب التحقيق فيها وتحديد المسؤولية.
وفي وقت سابق وجهت الولايات المتحدة نداء لإنهاء أعمال العنف في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني مع تأكيدها على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، حسب ما أعلنه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي غوردون جوندرو.
وكانت مصادر فلسطينية قد كشفت أن الرئيس الفلسطيني قرر تعليق كل المفاوضات والاتصالات مع إسرائيل، وذلك ردا على استمرار الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، في حين أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها لم تحدد سقفا زمنيا لإنهاء العملية العسكرية في القطاع.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اتهم عباس بتوفير الغطاء لإسرائيل لتنفيذ ما وصفه بالهولوكوست في القطاع.
وحمل مشعل في خطاب ألقاه أمس محمود عباس وحكام الأمة العربية مسؤولية ما وصفه بالمحرقة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتوفير غطاء لإسرائيل لتنفيذ مجزرة هناك، غير أن مشعل عبر عن استعداد حماس للحوار مع حركة التحرير الفلسطيني (فتح) لكن دون أن تملي شروطها.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد