على غرار لبنان: بوش يريد قوات دولية بدلاً من افريقية في دارفور
دعا الرئيس الأميركي جورج بوش الاتحاد الأفريقي إلى إفساح المجال لاستبدال قوته لحفظ السلام التي تجاوزتها الأحداث بقوة للأمم المتحدة.
واعتبر أن وقف الحكومة السودانية هجومها في إقليم دارفور وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية يشكلان "ضرورة ملحة".
وقالت دانا بيرينو مساعدة المتحدث باسم البيت الأبيض إن هذا الموضوع تطرق إليه بوش في اتصال هاتفي جرى الجمعة مع نظيره السنغالي عبد الله واد الذي يشارك في الجهود لوقف المعاناة في الإقليم المذكور غربي السودان.
ونقلت بيرينو عن بوش تأكيده ضرورة قيام تعاون دولي لوقف "الإبادة" الواقعة في دارفور.
ويصر بوش بكل الوسائل على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1706 الذي يدعو لإرسال قوة للأمم المتحدة تحل محل قوة الاتحاد الأفريقي، لكن الرئيس السوداني عمر البشير يرفض بشدة انتشارا مماثلا ويعتبر أنه تدخل في شؤون السودان.
وذكرت بيرينو أن المبعوث الخاص للمنطقة أندرو ناتسيوس الذي عينه بوش سيتوجه قريبا إلى هناك، ورفضت ربط مهمة المبعوث الخاص بمشاورات حول إمكان فرض عقوبات دولية جديدة على السودان. وأكدت أن "لا أحد يتحدث" عن إرسال قوة عسكرية أميركية إلى دارفور.
وفي ظل الرفض السوداني مازال قرار مجلس الأمن 1706 بتشكيل هذه القوة حبرا على ورق، ومن المتوقع أن تضم القوة نحو 22500 جندي، فيما ازداد عدد جنود الاتحاد الأفريقي إلى 11 ألفا.
في هذا السياق اعتبر إبراهيم أحمد عمر نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم أن دعم اتفاقية أبوجا هو الخط السليم والصحيح الذي ينبغي أن يتفق عليه الجميع لحل نزاع دارفور.
وفي هذا السياق مدد مجلس الأمن الجمعة حتى 30 أبريل/نيسان 2007 عمل مهمة الأمم المتحدة في السودان، من دون أن يعدل أو يزيد عناصر هذه القوة كما كان يرغب بعض الأعضاء لمعالجة مشكلة دارفور.
وأعرب القرار رقم 1714 عن "القلق الخطير" إزاء ما وصفه باستمرار تدهور الوضع الإنساني في الإقليم. وكرر التأكيد على ضرورة أن تنهي جميع أطراف النزاع أعمال العنف والفظائع في المنطقة.
كما أن صياغة النص الجديدة هادئة ولا ضغوط فيها، على عكس التصريحات في الأيام القليلة الماضية.
و لا يتحدث القرار الجديد بشكل صريح عن إرسال قوات إلى دارفور، وإنما يقضي بتمديد نشر قوات دولية ضمن مهمة الأمم المتحدة في شمال وجنوب السودان حتى 30 أبريل/نيسان القادم مع اعتزام تجديد التفويض فترات إضافية.
وقد أعلن المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون اليوم أن السودان تراجع عن تهديدات وجهها في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الحالي لدول عربية وأفريقية كان يتوقع أن تسهم بقوات ضمن قوات الأمم المتحدة مستقبلا.
وأوضح بولتون أن موقف الخرطوم الجديد أبلغ للولايات المتحدة عبر السفير السوداني لدى واشنطن الذي زار أمس بشكل مفاجئ مقر الخارجية الأميركية.
وقال بولتون إن السودانيين يرفضون الآن "سياسة ترهيب الدول المساهمة بقواتها في دارفور وتهديدها برد عدائي، نعتقد أن هذا التحول مهم جدا، لقد قال كثيرون بمجلس الأمن إنه ينبغي تجاوز أمر الرسالة السودانية وكانت تلك المقاربة الخطأ"، مشيرا إلى أن الموقف القوي لأعضاء مجلس الأمن هو الذي أدى إلى تراجع حكومة السودان عن فحوى الرسالة.
لكن سفير السودان لدى الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم محمد قال إن بلاده ملتزمة بمبادئ الرسالة لكن "لا يوجد عداء في الرسالة على الإطلاق، فالرسالة انعكاس واضح تماما لآرائنا... وهدفنا من إرسال هذه الرسالة هو الحوار وليس المواجهة".
من جانبه أكد وزير الدولة في الخارجية السودانية علي كرتي قبول الخرطوم خطة الأمم المتحدة الرامية لتقديم الدعم المالي واللوجستي للاتحاد الأفريقي. وقال ردا على اتهام واشنطن للسودان بتحدي مجلس الأمن إن ترحيب بلاده بالخطة الأممية يلغي ما عداه من مواقف سابقة مازالت تروج لها الولايات المتحدة.
المصدر: الجزيرة+وكالات
إضافة تعليق جديد