عزل ومعاقبة قضاة وضباط أتراك كشفوا تورط حكومة أردوغان بإرسال 2000 شاحنة سلاح إلى سوريا
قال عزيز تاكتشي وهو أحد أربعة قضاة اعتقلوا قبل أيام، وطردوا من سلك القضاء، بأمر من المجلس الأعلى للقضاة ( أعلى هيئة قضائية في تركيا)، إن أكثر من ألفي شاحنة نقل خارجي محملة بالقذائف والصواريخ والقنابل قد أرسلت إلى سوريا.
وإضافة إلى تاكتشي تم طرد كل من زكريا أوز الذي قاد تحقيقات الفساد التي تورط فيها الوزراء الأربعة، وجلال قارا ومعمر آق قاش ومحمد يوزغيتش وسليمان قره تشول.
وعلق الخبير الدستوري أرغون اوزبودون على الأمر، وفقا لصحيفة "زمان" التركية، قائلا "إنها نهاية القانون، ما جرى قطعاً خطأ"، أما وزير العدل السابق سامي تورك فقال: "إنها ضربة ثقيلة جداً لمبدأ استقلالية القضاء ودولة القانون".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان يشغل حينها منصب رئيس الحكومة، وجه كلاما إلى القاضي معمر آق قاش الذي قاد تحقيقا في الفساد ورد فيه اسم بلال، ابن أردوغان، قائلا له "توقف عند حدك. لنا شغل معك".
وأضافت الصحيفة، بتعليمات من أردوغان طرد المجلس الأعلى للقضاة والحكام خمسة قضاة، كلهم كانوا يقودون التحقيق في قضايا الفساد.
وتابعت الصحيفة نقلا عن زكريا اوز قوله "إنهم طردوه من دون أن يعطوه حق الدفاع عن نفسه"، اما معمر آق قاش فقال انه ليس نادماً على كل التحقيقات التي أجراها، ولو عاد الزمن من جديد لفعل الشيء نفسه. لقد "كافأ" المجلس الأعلى للقضاة هؤلاء على قيامهم بواجبهم بطردهم من مناصبهم.
اما عزيز تاكتشي، الذي اعتقل، فكانت التهمة انه أفشى أسرار الدولة، وهو الذي كشف عن إرسال شاحنات إلى سوريا محملة بالأسلحة، بإشراف الاستخبارات التركية وبطريقة غير شرعية.
وقال تاكتشي إن المجلس الأعلى للقضاة تعرض لضغوط السلطة، وأضاف، إنه قام بواجبه عندما حقق بمسألة الشاحنات التي كانت تدار من قبل أطراف لا هوية لهم، وعندما طالبهم بإبراز الهويات قالوا له إن أمراً من أردوغان بأنه سوف يصدر التشريع المناسب، ويجب أن يتوقف تفتيش الشاحنات واستكمال سيرها. وقال إنه بعد التحقيق تثبت من أن لوحة إحدى الشاحنات تعود إلى شخص على صلة بتنظيم "القاعدة".
وتساءل تاكتشي: هل هناك تكليف من مجلس الأمن القومي التركي للحكومة، أو رئاسة الأركان، بالقيام بهذه المهمات؟ هل القيام بمهمة لم يكلف احد بها رسمياً هو من الأسرار؟ إن مهمة لم يكلف احد بها ليست من الأسرار بل هي جرم.
وكانت تركيا وعلى مدى سنوات الحرب التي تشهدها سوريا الممر الآمن لجميع "جهاديي" العالم إلى أرض "الحرب المقدسة" والداعم الرئيسي لما تشهده البلاد السورية ماديا وعسكريا، فضلا عن كون فنادقها الخمس نجوم مركز استقطاب لعناصر "الائتلاف" و المعارضة المسلحة.
وكان القضاء التركي أصدر قبل شهر قراراً باعتقال 17 ضابطاً بتهمة التعاون مع جماعة فتح الله غولين قبل أيام فقط من طلب القضاء نفسه اعتقال عدد من القضاة وتسريح آخرين.
كما أن القضاء أمر باعتقال أحد ضباط الجيش من الذين لا يزالون في الخدمة، وارتبط اسمه أيضاً بتوقيف الشاحنات وتفتيشها. واستؤنف اعتقال من يشتبه بانتمائه إلى غولين من عناصر الجيش على نطاق واسع.
وكالات
إضافة تعليق جديد