عادل محمود والنقد الغائب

14-11-2007

عادل محمود والنقد الغائب

(على مفترق النجمة الأولى، كانت زهرة تفتح باب قهوتها..) هكذا يستدرج عادل محمود عصفور انتباهه الى نافذة الشعر، بمهارة موسيقي يعرف شقاوة صمت الرقص، وفداحته، يغزل سلمه الموسيقي قطعة، قطعة، كأنما ينسج العطر لا أزاهيره المنتقاة لصناعه... مولع بالرائحة لا بزجاجتها... لغة عادل محمود لا تشبه سواه، رغم ذلك هي أقل مافي روحه ألا يقول دائماً:«أفيض عما في سطوري» صحيح انه لم ينل شهرة أقرانه من الشعراء المعروفين لكن نصه كما أرى أكثر رسوخاً في سياق-قصيدة النثر- من الآخرين، إنما غياب النقد الشعري الحقيقي أو تغيبه جعل من المفارقة في مشهدنا الشعري القاعدة وليس الاستثناء...فعادل كإنسان وشاعر، والأول كما الثاني يستحق التقدير فعلاً، ولا يقاس على أحد، كما لا يقاس أحد عليه، فهو لا يتشبه، لذلك لا يتشوه بتعبير «أدونيس»، و«ربما» وهذه غالية عليه الـ «ربما» وجدت أحياناً في زواياه الصحفية شعرية أكثر من عشرات النصوص المنشورة تحت عنوان الشعر، وأصحابها يصــــــــــولـــون ويجـــولــــون وينتفخون و«يتعالمون» ولا يعلمون...وتشاء الصدفة الآن ان يكتب عادل محمود روايته الأولى وتأخذ جائزة مادية كبيرة-قياساً بالجوائز المحلية- الخاصة بالأدب فتكثر مباركات الذين يعرفهم ولا يعرفهم، واتوقع ازدياد «اعدادهم»-فالاحتفاء بالجائزة لا بالكتاب، فالكتاب لم يطبع بعد ولم تصل نسخة لسورية «ان طبع» الى اليوم على ما أظن، لذلك أجدها مناسبة  لي للاحتفاء بالتجربة، فالجائزة ربما تؤكد لنقادنا ان هناك من هو جدير بالقراءة والدراسة لكتابته الشعرية قبل الروائية ومن حقه عليهم ان ينصفوه.

محمود السرساوي

المصدر: البعث

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...