صناعة دمشق: الفيول بدلاً من المازوت بناء على رغبة حكومية
طلبت غرفة صناعة دمشق وريفها من أصحاب المنشآت الصناعية استخدام مادة الفيول بدلا من المازوت في عمليات الحرق والإنتاج الصناعي.
وكشف مصدر من الغرفة إن الحكومة أبلغت الغرفة عن طريق اتحاد غرف الصناعة ضرورة أن يستخدم الصناعيون مادة الفيول بدلا من المازوت في عمليات الإنتاج، وذلك نظراً لوجود سعات تخزينية من مادة الفيول في مصفاتي حمص وبانياس. وفي كتاب للغرفة مطلع شهر تموز الماضي طالبت فيه وزارة النفط بتسليم الصناعيين كامل مخصصاتهم من المازوت والفيول، إذ كان الصناعيون وقتذاك لا يتسلمون سوى 40 بالمئة من مخصصاتهم. وتعاني سورية حالياً من نقص في مادة المازوت ولاسيما مع فصل الشتاء، وتزايد استخدام هذه المادة من أجل التدفئة في الوقت الذي ترى الحكومة أنه لا يوجد أي نقص في المادة والمتوافر يكفي لعدة أشهر، إلا أن قضية نقلها وصعوباتها تكمن فيما تشهده البلاد من أحداث تحول دون وصول الكميات الكافية والمخصصة لمحطات المحروقات.
وأكد المصدر أن الحكومة بهذه الطريقة تريد التخفيف من أزمة المازوت، وخاصة أن العقوبات والحصار الاقتصادي طال قطاع النفط، استيراداً وتصديراً، ما انعكس سلبيا على توافر هذه المادة، كما يبدو سعي الحكومة واضحاً لتزويد المنشآت الصناعية بالبدائل الأخرى للطاقة سواء الفيول أو غيره نظراً للنقص في المازوت والغاز الذي سمحت سابقاً ولأول مرة للصناعيين باستيراده ولم يتمكنوا نتيجة عقبات كبرى في ايصاله إلى منشآتهم، كما أن موضوع الكهرباء بات واضحاً للعيان بأن الحكومة غير قادرة على تزويد الصناعيين بالكميات المطلوبة لزوم ضمان استمرارية تشغيل منشآتهم.
ورأى المصدر أن هذا التحول لا يعتبر مفاجئاً للصناعيين، لأن الحكومة طلبت قبل نحو ثلاثة أعوام من الصناعيين ضرورة البحث عن مصادر طاقة بديلة والاستغناء عن المازوت بالدرجة الأولى، كما أنها أعدت خطة في عام 2010 لرفع أسعار الفيول تمهيداً لإزالة الدعم الذي كانت تقدمه للصناعيين الذين يستخدمون هذه المادة.
إلا أن عملية استبدال المازوت بالفيول ليست سهلة، وفقا للمصدر، وما يعرقلها حالياً الظروف الأمنية التي تعيشها بعض المناطق في البلاد، ما أدى إلى توقف عمل عدد لا يستهان به من المعامل والورش الصناعية، فضلاً عن تخوف الصناعيين من عدم توفير الأمن لحماية منشآتهم ما يجعلهم يترددون في التحول من استهلاك المازوت إلى الفيول، إضافة إلى العقبات الفنية المرتبطة بأن معظم المنشآت الصناعية السورية صغيرة ومتوسطة، ولا تتوافر فيها التقنيات اللازمة لهذا التحول ببساطة، على عكس المنشآت الكبيرة التي لديها هذه التقنيات أصلاً. وحول الكلفة التي سترتبها عملية التحول، أكد المصدر أن الصناعيين يريدون الاستمرار في العمل والإنتاج بالدرجة الأولى، وفي نهاية المطاف كلفة أي عمل تكون على المستهلك النهائي، مطالباً الحكومة بتقديم دعم للصناعة الوطنية بهدف تأمين المنتجات للمستهلك المحلي، ومواجهة ظروف الحصار الاقتصادي، والمحافظة على القطع الأجنبي الذي يسدد في مجال الاستيراد، فضلاً عن استمرار العاملين في هذا القطاع بالمحافظة على فرص عملهم. وقبل أكثر من أربع سنوات طلبت الحكومة من الصناعيين استخدام الفيول، حيث كان سعر طن الفيول محلياً نحو ستة آلاف ليرة، وذلك في معرض تحريك تلك الحكومة لأسعار الطاقة صعوداً، ولاسيما المازوت، وبروز مشكلة الكهرباء، إذ طالبت تلك الحكومة أيضاً الصناعيين بإنشاء محطات لتوليد الطاقة اللازمة لمنشآتهم على أن تشتري وزارة الكهرباء الفائض من الطاقة الكهربائية.
تامر قرقوط
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد