صحيفة عبرية: تطبيع الإمارات مع الكيان الإسرائيلي جاء لمصلحة حكام أبو ظبي أيضاً
نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية دراسة تتحدث عن أن تطبيع الإمارات مع الكيان الإسرائيلي جاء لمصلحة نظام بن زايد في البلاد، وتأمينه كرسيه الحاكم بالقمع ونسيان رياح الديمقراطية في المنطقة.
وجاء في المقال:
يمتلك الثلاثي “دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو ومحمد بن زايد” تخوفاً من الحركات الشعبية بالمنطقة التي يصفونها بـ”المتطرفة، أو اليسارية، أو الإسلامية”.
وهذا الاتفاق لا يبشر بالخير فقط للفلسطينيين الذين ما زالوا يعتمدون على دعم الدول العربية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، لكنه يعزز أيضا قوة الأنظمة الاستبدادية في الخليج.“إسرائيل” والإمارات أثبتتا أن بإمكانهما تطبيع علاقاتهما دون اتفاق مع الفلسطينيين، أو تنسيق مع قيادتهم، وهذا يضعف قوة السلطة الفلسطينية الضئيلة بالأساس، ويزيد من عجزها على المستوى الإقليمي، ويثير الإحباط والغضب بين الفلسطينيين من جميع مناحي الحياة، فهذه الاتفاقيات تعني أن بإمكان “إسرائيل” إقامة علاقات دبلوماسية مع جيرانها العرب، حتى في ظل استمرار الاحتلال.
الاتفاقيات الحالية تختلف عن سابقاتها مع مصر والأردن، التي لم تتطور أبداً إلى تطبيع كامل مع “إسرائيل”، وكان الهدف الأساسي منها إنهاء الحرب بين الطرفين، لكننا اليوم أمام وضع مختلف تماماً في حالة تطبيع الإمارات مع الكيان الإسرائيلي فالبلدان لم يتقاتلا قط، والتطبيع الكامل المخطط بينهما يسقط من أيدي الفلسطينيين واحدة من أقوى أوراق المساومة، كما ورد في مبادرة السلام العربية.
واتفاقات السلام الإسرائيلية مع الإمارات أتت في وقت يعاني فيه نتنياهو وترامب من تراجع في التأييد الشعبي لحكمهما، بعد سوء تعاملهما مع أزمة كورونا، فالصفقة مهمة بشكل خاص لنتنياهو، لأنها تقدمه على أنه الحاكم “الإسرائيلي” الوحيد القادر على إبرام اتفاقيات سياسية مع دول الخليج.
ترامب من جهته فاز بنقاط بين الوسط السياسي في الولايات المتحدة، وربما بين اليهود الصهاينة من يسار الوسط، لأن هذه الخطوة ستعمل أيضاً على تحسين العلاقات بين الإمارات واللوبي اليهودي “الإسرائيلي” في الولايات المتحدة، ويمكنها الآن تقديم خيارات أكثر ملاءمة للسياسيين من الحزب الديمقراطي.
وهذه الاتفاقيات تسمح بالتعاون الرسمي، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، بالعمل ضد الحركات الشعبية التي قد تضر بالحكم الاستبدادي في الإمارات بالذات، حيث حظيت بمساعدة “إسرائيل” منذ فترة طويلة في استخدام تكنولوجيا المراقبة للتجسس على المواطنين، وإسكات النقد الداخلي ونشطاء حقوق الإنسان، وقمع المعارضين السياسيين.
الإمارات تشعر بالضعف، وبحاجة للحماية، عقب انخراطها المتزايد بالصراعات الإقليمية في السنوات الأخيرة، ودعمها للحكام الذين يعملون للحفاظ على الوضع الراهن كاليمن وليبيا ولبنان ومصر، لهذا السبب، فإن تركيا تهدد المصالح السياسية والأمنية للإمارات، ويعتبر الصراع بين مصر والإمارات معها في ليبيا، والمناورات التركية في قبرص، أحد الأسباب الرئيسية للتطبيع مع “إسرائيل”، ودعم مصر الفوري له.
إضافة تعليق جديد