شركات صناعة الساعات قلقة من الماركات المزيفة
أعربت كبريات شركات صناعة الساعات عن قلقها من تراجع عدد الصانعين المؤهلين، وتفاقم انتشار الماركات المزيفة مما يؤثر على حجم المبيعات.
ويقول رئيس اتحاد الشركات العارضة بالدورة الخامسة والثلاثين للمعرض الدولي للساعات والمجوهرات بمدينة بازل السويسرية جاك دوشان، إن السنة الماضية شهدت انتشارا واسعا للساعات المزيفة التي تحمل أسماء ماركات شهيرة مضيفا أن التقليد بلغ درجة عالية من التقنية تجعل من الصعب على المشتري العادي اكتشافه.
وقد تحولت بازل منذ الخميس الماضي إلى محج لتجار وشركات صناعة الساعات من جميع أنحاء العالم بتنظيمها المعرض الدولي المذكور الذي يتواصل حتى 19أبريل/نيسان الجاري، ويتوقع أن يتجاوز عدد زواره هذا العام 90 ألف زائر.
وتشارك في معرض هذا العام أكثر من 2100 شركة للساعات والمجوهرات والمنتجات المتعلقة بها من 45 بلدا، وتحتل شركات هونغ كونغ جناحا مستقلا لكثرتها حيث يفوق عددها 300.
وبلغة الأرقام يؤكد التقرير السنوي لمرصد تجارة الساعات بجنيف أن سويسرا صدرت العام الماضي 25 مليون ساعة تفوق قيمتها 10 مليارات دولار، بينما بلغ عدد الساعات المزيفة المعروضة للبيع حوالي 40 مليونا يصل ثمنها إلى 800 مليون دولار.
وتباع الساعات المزيفة عبر شبكة الإنترنت أو في أسواق جنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية التي تعج بالسائحين الموسميين.
ويعتقد دوشان أن الإقبال على الساعات المقلدة يكون في بعض الأحوال عن جهل بالقيمة الحقيقية للساعة، مؤكدا أن الاسم فقط والشكل الجذاب من أهم الدوافع وراء اقتنائها إضافة إلى ثمنها البخس.
ومن المفارقات –حسب رأي دوشان- أن البعض يشترون هذه الساعات على سبيل التذكار أو التسلية، وهم غير مدركين أنهم يشجعون بذلك شركات قائمة على الغش والخداع.
ويعتقد الرجل أن مكافحة هذه الظاهرة تتطلب تعاونا من أجهزة الجمارك والشرطة الدولية وحكومات الدول المشتبه في أنها تؤوي الشركات المصنعة أو منافذ التوزيع، وتشديد العقوبات على المتورطين في هذه الأعمال.
ومما يؤرق الشركات الأوروبية بالتحديد قلة اليد العاملة المدربة على صناعة وصيانة الساعات.
وصرح رئيس اتحاد شركات صناعة الساعات السويسرية فرانسوا تيبو أن من أسباب هذه الظاهرة فترة اليأس التي خيمت على صناعة الساعات في سويسرا بعد تفوق اليابان بابتكارها ساعات الكوارتز، واكتساحها الأسواق العالمية.
ويرى تيبو أن الشركات السويسرية لم تتعامل آنذاك مع هذا الواقع بشكل عملي فقلصت من عدد العاملين لديها لعدم إلمامهم بالتقنيات الحديثة، ولما عاد الإقبال مرة أخرى على الساعات الميكانيكية والأوتوماتيكية اكتشف الجميع النقص.
وأشار أيضا إلى أن اثنتين من كبريات الشركات السويسرية افتتحتا بالولايات المتحدة الأميركية مدرستين لتعليم صناعة وتصميم وصيانة الساعات، بغية تأهيل جيل جديد من صانعي الساعات.
ووصف تيبو هذه التجربة بـ"الجيدة" رغم أنه اعتبر أنها تحت الاختبار لمعرفة مدى نجاحها واستجابتها لمتطلبات السوق هناك.
وبرر اختيار الولايات المتحدة لإقامة تلك المدارس بارتفاع نسبة مبيعات الساعات الثمينة في أميركا الشمالية، وبوجود عدد كبير من المهتمين باكتساب هذه الحرفة وإتقانها.
تامر ابو العينيين
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد