ساركوزي متفائل بسياسة الـ “خطوة خطوة” مع دمشق
اعرب الرئيس بشار الاسد عن «الارتياح» الى جهود الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتحسين العلاقات بين باريس والعالم العربي «على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشترك والحوار المستمر»، مشيرا الى ان المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل كانت «محورا اساسيا» في القمة السورية - الفرنسية.
من جهته، قال ساركوزي ان الرئيس الاسد «احترم القرارات والالتزامات» التي اعلنها خلال لقائهما في باريس الشهر الماضي وبينها «القمة التاريخية» بين الاسد والرئيس اللبناني ميشال سليمان، وان زيارته (ساكوزي) الى دمشق جاءت في اطار احترام وعوده للاسد. وقال :»هكذا نبني العلاقة الجديدة. ان نفهم بعضنا بعضا، ان لا نساوم، ان نبني الثقة».
جاء كلام الرئيسين الاسد وساركوزي في مؤتمر صحافي عقداه، في ختام اليوم الاول من القمة السورية -الفرنسية، على ان تعقد اليوم قمة رباعية تضم ايضا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني
واذ نفى الاسد ان تكون هذه القمة تشكل محورا، قال: «هناك قضايا مهمة اهمها الاستقرار والسلام» في الشرق الاوسط. واعرب عن السعادة لعودة الدور الاوروبي «بعد غياب لسنوات من خلال الدينامية الجديدة» لفرنسا في المنطقة ومناطق اخرى في العالم».
من جهته، قال ساركوزي ان «اننا نبني مع الاسد العلاقة (السورية - الفرنسية) خطوة خطوة ونريدها علاقة ثقة. الاسد اعلن عن بعض القرارات وهو احترم القرارات التي اتخذها. وفرنسا قطعت على نفسها عددا من الالتزامات والزيارة (لدمشق) كانت من ضمن الالتزامات ونحن نحترم التزاماتنا. هكذا تبنى العلاقة الجديدة. ان نفهم بعضنا، الا نساوم، ان نبني الثقة». وزاد: «الاسد يعرف كم ان الرأي العام الفرنسي حريص على استقلال لبنان وسيادته. ويسعدني ان الاحظ ان كل القرارات والالتزامات التي اعلنها في باريس، قد نفذت خصوصا القمة التاريخية بين الاسد وسليمان في دمشق. نأمل ان يستمر التطور الايجابي في المستقبل».
وشغل الملف النووي حيزا من المحادثات واسئلة الصحافيين. وقال ساكوزي ان هناك علاقة بين سورية وايران وان موقف دمشق يقوم على ان «حيازة اي دولة مهما كانت للسلاح النووي هو مشكلة». وزاد: «من واجبي ان الفت نظر دولة صديقة لايران ان الوضع خطر ويجب القيام بكل المبادرات الرامية الى حل سلمي. قناعتي ان احترام التحالفات السياسية والعلاقات سيسمح لسورية بالمساهمة في صنع السلام» وان هذا الموقف كان احد اسباب الانفتاح على سورية.
واوضح الاسد ان موقف بلاده ينطلق من موقف سابق لطرح الملف الايراني يدعو الى ضرورة اخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل. وزاد انه عندما ناقش الجانب السوري هذه المسالة مع الجانب الايراني «لم اسمع اي موقف يختلف عن الموقف السوري، لكن الواضح ان هناك عدم ثقة بين ايران والدول المعنية بالملف والعكس. النقطة الاساسية: كيف يمكن ان تلعب (سورية) دورا لبناء الثقة واثبات ان البرنامج النووي الايراني سلمي وليس عسكريا». وزاد :»سنتابع الحوار مع الجانبين الايراني والفرنسي»، مؤكدا ان الحل «لا يتم الا بالطرق السلمية. لا احد يستطيع تحمل اي حل غير سلمي (للملف الايراني) لانه لن يكون حل بل كارثة».
كما تناولت المحادثات المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل. وقال الاسد انها «كانت محورية» في المحادثات في سياق الحديث عن الاستقرار في الشرق الاوسط. وزاد: «قيمنا المرحلة التي وصلت اليها المفاوضات والافاق المستقبلية والدور الفرنسي» المحتمل.
وقال ساركوزي، في هذا الاطار، ان بلاده «تدعم بكل قواها المفاوضات غير المباشرة»، مشيرا الى ان الاوضاع الداخلية الاسرائيلية حالت دون عقد جولة جديدة في تركيا، قبل ان يؤكد انه «من المهم ان يقترب اليوم الذي تصبح فيه المفاوضات مباشرة وهذا مهم للجميع. قلت للاسد كم فرنسا مستعدة كي تكون عرابا من عرابي العملية عندما يحين الوقت». وشدد الاسد على ضرورة بناء الثقة والاتفاق على المرجعيات والاسس التي ستجري عليها المفاوضات المباشرة. وقال: «عندما تتهئ الظروف ننتقل الى المفاوضات المباشرة. وان هذه المرحلة تتطلب وجود الولايات المتحدة والاطراف الاخرى المشاركة في عملية السلام». وتناولت المحادثات ايضا العلاقات الاقتصادية كي ترتقي الى مستوى العلاقات السياسية وملف حقوق الانسان.
إبراهيم حميدي
المصدر: الحياة
إقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد