ساحل العاج: تواصل المعارك الشرسة في أبيدجان وإدانة دولية لقتل مئات المدنيين
تتواصل المعارك الشرسة لليوم الثالث على التوالي في ساحل العاج بين قوات الرئيس المعترف به دوليا الحسن وتارا والرئيس المنتهية ولايته لوران باغبو للسيطرة على العاصمة التجارية للبلاد أبيدجان.
ووجهت قوات باغبو نداءا عبر شاشات التلفزيون الحكومي لحمل السلاح وذلك بعد أن استعادت السيطرة على البناية التي وقعت في أيدي قوات وتارا لبرهة من الوقت.
ويعترف المجتمع الدولي بوتارا رئيسا لساحل العاج بعد فوزه في انتخابات الإعادة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كما أعلنت مفوضية الانتخابات لكن خصمه باغبو ادعى الفوز في هذه الانتخابات.
وتتركز المعارك حول القصر الرئاسي وثكنات القوات التي لا تزال موالية لباغبو في منطقة قاعدة "أجبان" في وسط المدينة.
وأعرب سكان أبيدجان عن خوفهم من مغادرة منازلهم ، كما ظهر واضحا ان هناك نقص في المواد الغذائية بعد أن أغلقت معظم المتاجر أو تعرضت للنهب.
وتقول فاليري بوني مراسلة بي بي سي "القتال المتقطع يدور في كل أحياء أبيدجان وهناك الكثير من النهب في المدينة ، وتعرضت كل متاجر شارع فاليري جيسكار ديستان للنهب على أيدي شبان استغلوا الموقف".
وقالت في تقرير آخر إن الجنود التابعين للرئيس باغبو قد قاموا بتسليح هؤلاء الشبان لنشر الذعر في المدينة.
من ناحية أخرى أعلنت الأمم المتحدة أن النسبة الأكبر من مئات الجثث التي عثر عليها الأسبوع الماضي في مدينة دويكويه الواقعة غرب البلاد هي لأشخاص قتلوا على أيدي عناصر من القوات الموالية لوتارا بينما قتلت النسبة الباقية على يد "مرتزقة موالين لباغبو".
وتقول الأمم المتحدة إن 330 شخصا قتلوا في أعمال عنف عرقية في مدينة دويكويه بينما تقدر منظمات الإغاثة عدد القتلي ما بين 800 وألف شخص.
من جانبها دانت كل من فرنسا وبريطانيا ارتكاب أعمال عنف ضد المدنيين وحذرتا كل من تورط في ارتكاب هذه الأعمال بتعرضهم للمساءلة.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنها مع الرئيس العاجي المنتخب الحسن وتارا "تدعو كافة الأطراف في ساحل العاج إلى التزام اقصى درجات ضبط النفس والامتناع بشكل صارم عن ارتكاب أي عنف ضد المدنيين".
في غضون ذلك أصيب أربعة جنود تابعين لقوة الأمم المتحدة المنتشرة في ساحل العاج بـ"جروح بالغة" على يد القوات التابعة لباغبو.
وقال بيان للبعثة الدولية "إن دورية لقوة الامم المتحدة كانت هدفا لاطلاق نيران من قبل القوات الخاصة التابعة للوران باغبو يوم السبت بينما كانت تقوم بمهمة انسانية".
وأضاف البيان "أن قوة الأمم المتحدة المنتشرة في ساحل العاج تدين موجة الهجمات المحددة الأهداف هذه التي تشنها القوات الخاصة التابعة لباغبو
ضد مقر ودوريات القوة وتؤكد ان المسؤولين عنها لن يفلتوا من العقاب".
على جانب آخر أعلنت القوة الفرنسية المتواجدة في ساحل العاج أن أكثر من 1500 أجنبي بينهم نحو 700 فرنسي وعدد كبير من اللبنانيين كانوا موجودين مساء
السبت داخل معسكر بور بويه الفرنسي في ابيدجان حيث تدور المعارك بين المعسكرين المتناحرين.
وقال قائد القوة الفرنسية فريديريك داغيون "لدينا 1564 اجنبيا بينهم نحو 700 فرنسي وحوالى 50 اوروبيا كما يوجد لدينا حوالى 600 شخص من باقي انحاء العالم من ضمنهم عدد كبير من اللبنانيين".
ويحظى هؤلاء بحماية القوة الفرنسية الموجودة في ابيدجان ومهمتها الاساسية دعم قوات الامم المتحدة في ساحل العاج والحفاظ على أمن الفرنسيين والأجانب في أوقات الازمات.
يذكر أن نحو 80 الف لبناني يعيشون في ساحل العاج ومن المتوقع إرسال طائرة تابعة للخطوط الجوية اللبنانية الى ابيدجان قريبا لإجلاء اللبنانيين.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد