زيارة دمشقية إلى عمان من أجل الحوار
بمبادرة مجموعة من الفنانين والمثقفين السوريين استضافت العاصمة الأردنية عمان ما بين 24و 29تشرين الثاني الماضي تظاهرة (زيارة دمشقية إلى عمان) وكان الهدف محاولة فتح حوار ثقافي إبداعي وفكري بين المشاركين وبين الجمهور العربي في الاردن وسورية.
هذه التظاهرة أقيمت بالتعاون ما بين محترف رمال للفنون والدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى وشركة هيرتز. أما منظمو هذه الاحتفالية فهم المخرج السينمائي والمسرحي د. محمد قارصلي والفنان موفق قات والمنسق العام للمشروع المهندس محمد القصص.
المخرج السينمائي والمسرحي د. محمد قارصلي منظم هذه التظاهرة من دمشق يقول:
كان الهدف من هذه التظاهرة فتح حوار حرّ ومنفتح وديمقراطي يستقي مادته من ثقافة البلدين وحضارتهما العريقة، ومن نماذج من النتاج الفني والثقافي والأدبي المعاصر، والأهم إطلاع الجمهور الأردني على نماذج من الإبداعات الفنية الدمشقية الحديثة، وقد حاولنا ألا تتسع التظاهرة من حيث الكم، وركزنا على النوع، وقد أغبطتني حميمية وبساطة حفل الافتتاح ولا رسميته حيث يتناسب مع نوع هذه التظاهرة وتوجهاتها، أي نشاط مدني أهلي تدعمه مؤسسة رسمية متمثلة بالدائرة الثقافية في أمانة عمان، نتمنى أن تتحول هذه الزيارة إلى تقليد سنوي وتبادل، فتقام في الربيع (زيارة أردنية إلى دمشق) وتردّ في الخريف بـ (زيارة دمشقية إلى عمان).
أما المهندس محمد القصص فيقول عن هذه التظاهرة:
طرحت الفكرة على أصدقائي في دمشق وكانت استجابتهم سريعة لتنظيم هذه التظاهرة وترتيبها في الأردن، وكنا حريصين على أن تكون أهلية إلى جانب الرعاية الرسمية، وقد نظم البرنامج الكامل للنشاطات والفعاليات المشاركة كل من د.محمد قارصلي والفنان موفق قات، وبرأيي أننا الآن في مرحلة تتطلب فعلاً التبادل الثقافي مع كل الشعوب العربية وهنا في الأردن ما هي إلا البداية وآمل أن تنتقل هذه الظاهرة إلى بقية العواصم العربية.
شارك في هذه التظاهرة أكثر من ثلاثين فناناً بين رسم ونحت وغناء وموسيقا وأدب، حيث تم افتتاح الزيارة في مركز تراسنطة في عمان بحفل غنائي للمغنية السورية الشابة شمس إسماعيل وبمرافقة فرقتها عازف العود ماهر محمود، وعلى الإيقاع رامي الجندي، وقد أدت شمس مجموعة من الأغاني لفيروز والشيخ إمام وزياد الرحباني ومارسيل خليفة، لاقت هذه الأمسية استحساناً كبيراً من الجمهور الأردني الذي تميز بإصغائه وانسجامه مع ما قدمته الفرقة.
وقد التقينا الممثل والمخرج الأردني المعروف جميل عواد وحول حفل الافتتاح قال:
اليوم أطلت الشمس علينا من دمشق على عمان، وهذا ليس جديداً على دمشق فنياً وثقافياً ووطنياً، شمس إسماعيل وفرقتها قدموا شيئاً كنا افتقدناه منذ زمن طويل من رقي الكلمة، فاستطاعوا أن يملؤوا مساحة المسرح كاملة وقلوبنا وأحاسيسنا ويحركوا الإنسان الغافي.
فدمشق مدينتي وأراها شرفة من شرفات عمان أصعد إليها لأرى العالم.
أما في اليوم الثاني للتظاهرة فتم افتتاح معرض الفن التشكيلي لعدد من الفنانين السوريين نذكر منهم: نذير اسماعيل ـ وليد قارصلي ـ مصطفى علي ـ محمد الوهيبي ـ خليل عكاوي ـ عتاب حريب ـ لجينة الأصيل ـ مروان كرجوسلي ـ موفق قات ـ عماد صبري ـ ومعرض للتصوير الضوئي للفنان بسام البدر والذي ضم معرضه مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي مثّلت دمشق القديمة.
اليوم الثالث: قدم المخرج السينمائي والمسرحي د.محمد قارصلي ثلاثة أفلام سينمائية قصيرة، حيث يحكي الفيلم الأول (وليد) عن تجربة الفنان التشكيلي الراحل وليد قارصلي. أما الفيلمان الآخران فكانا من سلسلة أفلام أطلق عليها عنوان عام هو (كاريكا فيزيون) أي كاريكاتور تلفزيوني، الأول وهو (رسام الكاريكاتور) والثاني (لعبة الكراسي الموسيقية) وقد صفق الجمهور طويلاً لهذه التجربة المتنوعة والجديدة والمختلفة على صعيد الشكل والمضمون والحس الجمالي والإنساني.
أما اليوم الرابع فكان مع الشعر حيث قدم الشاعر الأردني المعروف الطاهر رياض الشاعر والصحفي السوري عادل محمود الذي قرأ مجموعة من القصائد التي تميزت بخصوصيتها والحس الإنساني العالي فيها.
واليوم الخامس مع المسرح حيث قدمت فرقة أمل عمران عرضها (فصل في الجحيم) وهو عبارة عن قراءات في شعر رامبو والتي أداها كل من الممثلة حلا عمران والفنان طارق الفحام على الدرامز.
أما في اليوم الأخير ـ اختتام فعاليات التظاهرة ـ تم فقد عرضت مجموعة أفلام قصيرة للفنان موفق قات، وهي عبارة عن مجموعة أفلام رسوم متحركة للكبار وهي (حكاية مسمارية) و(ألف صورة وصورة ) و(مذكرات رجل بدائي)، واختتمت الزيارة بأمسية غنائية للشابة الأردنية لارا عليان هي وفرقتها.
عفراء بيزوك
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد