رايس : أمريكا أخطأت في العراق تكتيكياً ونجحت استراتيجياً !!
أقرت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس بأن الولايات المتحدة ارتكبت آلاف الأخطاء التكتيكية في العراق. لكن حين ننظر إلى التاريخ، سوف يحكم على الموضوع من زاوية ما إذا اتخذنا القرارات الصائبة."
وشددت على أن اجتياح العراق كان "القرار الاستراتيجي الصائب.". وكان ذلك خلال زيارتها الى مدينة بلاكبورن شمال غرب انكلترا التي تستمر يومين، حيث استقبلت بمظاهرات صاخبة لعشرات من المسلمين ومناهضي الحرب على العراق، وحمل المتظاهرون لافتات تقول :"رايس عودي الى ديارك". لدى دخولها مدرسة محلية خلال جولتها ما اضطرها إلى إلغاء زيارتها مقررة لمسجد في المنطقة.
وقالت رايس إن لكل شخص حقه في التعبير عن رأيه بحرية، وأن وظيفتها تكمن في أن تدافع عن سياسات بلادها.
وفي خطاب ألقته في معهد السياسة الخارجية شاتهام هاوس، وقالت رايس: "الرئيس بوش قال بكل وضوح كما قلت أنا أيضا، إن الولايات المتحدة هي بلد قوانين ولا نتسامح مع أي أمريكي في الداخل أو الخارج يتورط في أعمال تعذيب. وليست لدينا أية رغبة بأن نكون سجاني العالم. نريد أن يحاكم الإرهابيون الذين نعتقلهم على جرائمهم." فيما اتهمت الأنظمة الاستبدادية العربية بتغذية الإرهاب. وتساءلت: "من يستطيع أن يدافع اليوم بصدق عن النزعة الاستبدادية العربية التي تثير حالة من اليأس الشديد تغذي أيديولوجية الحقد التي تدفع بأشخاص إلى لف أجسادهم بالقنابل أو إلى مهاجمة مبان بطائرات؟" وقالت إن الأنظمة الاستبدادية أغلقت لعقود الآفاق السياسية في دولها.
ولفتت رايس إلى دعم الولايات المتحدة الإصلاحات الديموقراطية، مشيرة إلى صعوبة تقبلها لدى بعض المنتقدين في الشرق الأوسط. وقالت: "عملية الإصلاحات في الشرق الأوسط لن تتقدم دون أن يصبح المواطنون أحرارا في التعبير عن خياراتهم."
واعتبرت رايس أن العراق وباقي العالم العربي غير محكوم بالبقاء تحت الاستبداد، لافتة إلى اختبارهم ثقافة ديموقراطية ناشئة. وقالت: نرى في العراق ارتسام الملامح الأولى لثقافة ديموقراطية. ومع الوقت، سيعزز العراقيون ثقافتهم الديموقراطية الهشة وفي نهاية المطاف، بعد عدة عقود سيعتبر الناس الديموقراطية واقعا مكتسبا."
وقدمت رايس مثلا عن تطور مدينتها برمنغهام عاصمة ولاية ألاباما، التي تحولت خلال 50 سنة وفق تعبيرها من مدينة مغلقة عنيفة تنخرها العنصرية إلى عاصمة حديثة ومنفتحة. وقالت "نحن الأميركيين والبريطانيين نعتبر ثقافاتنا الديموقراطية مكتسبة. وسيأتي يوم يتمكن فيه سكان بغداد وبيروت والقاهرة وطهران أيضا أن يقولوا الشيء نفسه عن مدنهم."
ولم يفت رايس استغلال وقوع كارثة الزلزال غربي أيران كي تؤكد استعداد إدارتها الأميركية لتقديم مساعدات لإيران بعد وقوع زلزال غربي البلاد. لأن بلادها جاهزة دائما لتقديم "مساعدتها الإنسانية في أي مكان في العالم عند حدوث مثل هذه الأنواع من الصعوبات"
إضافة تعليق جديد