دمشق مدينة مسامير.. وتوصية بإيقاف قرارات المرور الفردية
شن أعضاء مجلس محافظة دمشق هجوماً لاذعاً في جلستهم الأخيرة للدورة العادية السادسة تركز على أعمال وإجراءات مديرية هندسة المرور بدمشق ومديرها طارق العاسمي الذي تغيب عن حضور الجلسة وانتقدوا تقريره المقدم إلى المجلس واصفين أرقامه بالمبالغة وقراراته بالفردية ودمشق بحقل التجارب من خلال الإجراءات التي تقوم بتنفيذها المديرية المذكورة والتي لم تؤدِّ الغرض المطلوب بل زادت عرقلة السير والمرور سوءاً على سوء.
وانتقدوا طريقة وأسلوب تعامل عناصر الشرطة في الشوارع وفي مديرية النقل وأشاروا بأصابع الاتهام إلى القائمين على تحديث مطار دمشق الدولي وعدم إنجازه بالسرعة المطلوبة حتى الآن وقلة عدد الطائرات وخدماتها إضافة إلى قضايا تتعلق بالخدمات والمرافق والنقل التي تعاني منها العاصمة.
وكان تقرير هندسة المرور، موضع انتقاد أعضاء المحافظة، تضمن غرز أكثر من 21 ألف مسمار ضوئي في طرقات المدينة و401 مطب ونقل نحو 7 آلاف حاجز معدني إلى أماكن متفرقة خلال شهرين.
واستهجن أغلبية الأعضاء كثرة المسامير الموجودة في شوارع وطرقات المدينة والتي حولت المدينة إلى مدينة مسامير بحسب تعبيرهم وأنها طريقة قديمة وليست كما تدعي مديرية هندسة المرور بأنها حديثة وأنها تم استنباطها من تجارب العديد من الدول عبر السفر وتبادل الخبرات مع الدول الأخرى حيث اقترح عضو مجلس المحافظة فيصل سرور ضرورة اعتماد أسلوب التخطيط مع الاستخدام المقنن والأمثل للمسامير أسوة ببقية دول العالم التي لا تغالي في استخدام غرس المسامير لكونها تتعرض للعطب السريع داخل المدينة مع كثافة استخدامها إضافة لما تسببه من هدر للمال العام واقترح رفع توصية لوزارة النقل للإسراع بإنجاز مشروع تحديث مطار دمشق الدولي والاهتمام بالطائرات المتبقية على الأقل إذا لم يكن بالإمكان صيانتها والاعتناء بنظافتها وخدماتها.
وضمن هذا الإطار وصف عضو مجلس المحافظة بلال نعّال قرارات مدير هندسة المرور بالفردية وتجاهله للآراء والمقترحات الأخرى وغياب العمل المؤسساتي عنها وعدم لجوئه أثناء اتخاذ إجراءاته إلى التشاور مع لجان الأحياء أو أعضاء مجلس المحافظة في المنطقة المعنية أو شعبة الحزب وأهالي المنطقة حيث تقوم المديرية بوضع إشارات منع المرور وتغيير الاتجاهات دون دراسات دقيقة أو مستكملة لجميع جوانب المشكلة مقترحاً ضرورة تقديم المديرية لمشروعاتها وخططتها التفصيلية وبرامجها المرورية إلى مجلس المحافظة قبل مدة معينة للتصويت عليها قبل أن يبت فيها لا أن يتم فتح وإغلاق الطرقات والمحاور والتحويلات بشكل ارتجالي أو مزاجي.
ووصف سعيد حمدان بعض إجابات طارق العاسمي السابقة حول الأعمال المستخدمة على أوتستراد المزة بعدم الدقة عندما ألمح إلى أنها نفذت بطلب من جهات أخرى بينما نعت العضو عماد السيد ما يحصل في كراج السومرية (بالهمشرة) وعدم التنظيم الجيد لمخارجه ومداخله وسوء تصحيحه هندسياً وخدمياً وفنياً إضافة للفوضى التي تمارس فيه وغياب المراقبة حيث لا تخرج سيارة منه دون دفع المعلوم- حسب السيد- واللعب بالدور وغيرها من الممارسات التي يجب وضع حد لها...
بدوره العضو سمير قاضي أمين طلب إحالة كل أعمال وإجراءات وعقود مديرية هندسة المرور إلى الرقابة والتفتيش منتقداً موضوع المسامير قائلاً إن البلد غير مهيأ لوضعها لكثرة الحفريات والتعديلات والمشاريع التي تجري في كل جوانبها.
وتركزت انتقادات نحو 50 عضواً من أصل 70 الذين حضروا اجتماع مجلس المحافظة على أعمال هندسة المرور والحلول المرورية غير المرضية صابين جام غضبهم على أعمالهما حيث لم يعودوا يعلمون أي طريق يسلكون بحسب أقوالهم من كثرة إجراءات التعديلات والعودة عنها في اليوم أو الأسبوع التالي والتي تتم دون دراسة كاملة.
واقترح الأعضاء ضرورة إجراء دورات تأهيل وتدريب لعناصر الشرطة بغاية رفع أدائهم وتعليمهم أصول التعامل والتهذيب مع المواطنين في شوارع المدينة وأثناء المخالفات وفي مديرية النقل حيث يشكو الكثير من التعامل السيئ وغير اللائق مع المواطنين أثناء تسيير معاملاتهم.
واللافت استهجان أغلبية الأعضاء وانتقادهم لأعمال مديرية هندسة المرور وهي من المرات القليلة التي يجمعون فيها على انتقاد مدير أو مديرية بالتحديد بهذا العنف والتركيز.
صالح خالد
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد