دعوة لمقاطعة مهرجان بالأردن بسبب شركة تؤيد إسرائيل
تصاعدت الدعوات في عمان لمقاطعة "مهرجان الأردن" الثقافي والفني لأسباب تداخل فيها الثقافي مع السياسي، لكن السبب الأبرز جاء بعد الكشف عن وجود إحدى الشركات المشرفة على احتفالات إسرائيل في الذكرى الستين لقيامها.
وفي حين اعترضت نقابة الفنانين الأردنيين، ورابطة الكتاب على المهرجان لأسباب تتعلق بإلغاء مهرجان جرش، واستبداله بمهرجان غنائي دون استشارة هذه الجهات، ظهرت أسباب سياسية أخرى لاسيما من جهات ترفض التطبيع مع إسرائيل.
وأصدرت لجنة مقاومة التطبيع النقابية بيانا دعت فيه المثقفين والفنانين والكتاب العرب والأجانب لمقاطعة المهرجان.
وقال رئيس اللجنة المهندس بادي الرفايعة إن اللجنة بدأت تحركا لمخاطبة الفنانين العرب والأجانب الذين تم الإعلان عن مشاركتهم بالمهرجان، لدعوتهم لمقاطعة المهرجان، وعدم وضع أنفسهم في شبهة التطبيع مع العدو الصهيوني.
وبين الرفايعة أن المهرجان يسيء للأردن وصورته وشعبه من خلال التعاقد مع شركات صهيونية، معتبرا أن دعوة شركات وفنانين معروفين بتأييدهم لإسرائيل يسيء لبلاده.
بدورها كشفت صحيفة العرب اليوم الأردنية قبل أيام أن مدير شركة ببليسيز الفرنسية التي يملكها الفرنسي موريس ليفي، معروف بتعاطفه مع إسرائيل ومن الداعمين لها، مضيفة أنه كتب مقالا قبل أسبوعين في صحيفة لوموند الفرنسية دافع فيه عن قيام إسرائيل على أرضها التي وصفها بالأصلية.
وأثار كشف وجود الشركة النقابات المهنية الأردنية التي طالبت الحكومة بوقف ما وصفته بالمهزلة ومحاسبة المسؤولين عنها، وإعادة الاعتبار للحياة الفنية والثقافية.
وردا على الدعوة لإلغاء المهرجان دافعت وزيرة السياحة مها الخطيب بشدة عن فكرة المهرجان، ونفت في مؤتمر صحفي عقدته قبل يومين أن تكون شركة ببليسيز مشرفة على تنظيمه.
وقالت الخطيب ردا على أسئلة الصحفيين إن دورالشركة اقتصر على المساعدة في التعاقد مع عدد من الفنانين العرب والأجانب، وأن الشركة سبق أن نجحت في تنظيم فعاليات كبرى في الأردن مثل المنتدى الاقتصادي العالمي.
وفي سياق متصل أدى كشف مصادر سياسية -فضلت عدم ذكر اسمها- أن السجال حول المهرجان يعتبر جولة من جولات السجال بين تياري الليبراليين والمحافظين في الأردن، ظهر على السطح مؤخرا.
وأكد سياسي – فضل عدم الإشارة له- أن الخلاف حول المهرجان جاء من كونه أحد أفكار رئيس الديوان الملكي الأردني باسم عوض الله، وأنه "فرض على الحكومة فرضا"، مضيفا أن جهات رسمية عدة تعمل ضد المهرجان، وساعدها في ذلك الكشف عن جهات مشبوهة مشرفة على تنظيمه.
من ناحيته قال سعود قبيلات رئيس رابطة الكتاب الأردنيين التي غيبت عن فكرة المهرجان إن الرابطة ترفض إقامة مهرجان غنائي ذي لون واحد فقط، وإلغاء مهرجان جرش للثقافة والفنون كما قررت الحكومة الشهر الماضي، والذي كان يضم كافة الفعاليات الفنية والثقافية المتعددة.
وقال قبيلات مؤيدا الدعوة لمقاطعة المهرجان إنه لا يجوز أن تساهم شركة نظمت احتفالات باغتصاب فلسطين في مهرجان للترويج للأردن، واتهم المسؤولين عن المهرجان بالإساءة للأردن وإفشال موسمه السياحي قبل أن يبدأ.
محمد النجار
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد