دراسة ميدانية عن العنف ضد الأطفال في سورية
كشفت دراسة ميدانية حديثة أن ثمانية من عشرة أطفال يتعرضون لأذى جسدي وبعمر مبكر قبل سن 13 وأوصت بضرورة تأسيس مراكز متخصصة في بحث ظاهرة العنف ضد الأطفال.
وأكدت الدراسة التي نفذتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي وبقية الجهات ذات الصلة وهي الأولى من نوعها على مستوى سورية حول سوء معاملة الطفل أن الاساءة للطفل تأتي بالدرجة الأولى من قبل الأبوين ثم المحيطين به من الأسرة والمدرسين والمسؤول عنه في العمل.
الدراسة التي مثلت الجنسين من خلال عينة من اربعة الاف طفل شملت كل أرجاء سورية بينت أن الطفل في ترتيب الوسط بين اخوته هو أكثر تعرضا للأذى من الطفل البكر أو الاخير مشيرة الى ان الاطفال الضحايا لم يكن بوسعهم اللجوء إلى أحد نتيجة الخوف كما لم يتم اتخاذ أي إجراء مباشر ضد معاناتهم.
وأوضحت أن كل ثمانية من عشرة أطفال تعرضوا لأشكال سوء المعاملة النفسية شتم سخرية واستمرت حتى عمر الـ 18 وهو العمر الذي حددته الأمم المتحدة للطفولة والذين شملتهم الدراسة وان الاساءة جاءت من الوالدين ومن المدرسين في المدرسة.
وفيما يتعلق بسوء المعاملة الجنسية بينت الدراسة صعوبة التوصل إلى حقائق في الجانب والتعرف على واقع سوء المعاملة الجنسية مؤكدة أن طفل من كل خمسة تعرضوا الى شكل من أشكال الاساءة معتبرة أيضا ان الاهمال والتقصير شكل من اشكال سوء المعاملة مثل عدم الاهتمام بدراسة الطفل وصحته وغذائه.
وتأتي هذه الدراسة تنفيذا لفعاليات الخطة الوطنية لحماية الطفل في سورية التي أقرت عام 2005 حيث كلفت الهيئة السورية لشؤون الاسرة بمسؤولية هذا الملف بالتنسيق مع جميع الوزارات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والدولية المعنية بهذا الموضوع.
وأوضحت أميرة الأحمد مديرة ادارة الابحاث والدراسات في الهيئة أن خطة حماية الاسرة تتضمن عدة ملفات منها حماية الطفل والشاب والمرأة والمسنين وهي مفتوحة باستمرار بما يضمن حماية الاسرة في المجتمع السوري مشيرة إلى أن أهم أهداف الخطة وضع أبحاث لتعدية هذه المشكلة في المجتمع وايجاد قاعدة بيانات حولها وتأسيس سجل وطني لرصد حالات العنف بأشكاله كافة وأنها تسير على أكثر من مستوى من تغير السلوك وحملات التوعية وتضمين حماية الطفل في مناهج التعليم الأساسي والعالي.
وقالت إن العمل يجري حاليا لتأسيس وحدة لحماية الأسرة وإنشاء مأوى لحماية الطفل وبرنامج لدعمه بتحديد كل فعالية بالجهات المسؤولة عنها مضيفة أن الدراسة هي عبارة عن مسودة أولى للمشكلات التي نتجت في البحث الميداني.
وقال الدكتور أكرم القش أمين المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية إن سوء معاملة الأطفال موجودة في المجتمع السوري ككل المجتمعات ولابد من التصدي لهذه المشكلة بوضع البرامج لحمايتهم ورعايتهم لأن سوء المعاملة لا تلحق الاذى بالطفل وإنما ستؤثر على أسرته وعلى المجتمع.
مضيفاً أن سوء معاملة الطفل هي كل فعل او فشل بفعل له علاقة بالوالدين يؤدي إلى أذى جسدي أو معنوي أو جنسي وفق التعريف العالمي.
وأشار إلى أن سوء معاملة الطفل مشكلة تنموية وعدم التصدي لها سوف يعزز فئة اجتماعية منحرفة بالمجتمع ولذلك هي حالة ملحة كما كشفت هذه الدراسة الشاملة والاولى على مستوى سورية من حيث المنهجية والشمولية والجهات المشاركة بها.
وأوصت الدراسة ايضا باجراء دراسات اخرى اكثر تعمقا وتخصصا وتدريب كوادر متخصصة في مسألة التعامل مع الاطفال واعداد برامج تأهيلية للمدرسين وتعميم صندوق شكاوى في كل الاماكن وسن تشريعات خاصة بحماية الطفولة اضافة إلى إنشاء مراكز مستقلة في المشافي ومراكز الشرطة تضم مختصين اجتماعيين للتعامل مع الاطفال الضحايا وتعريف الطفل بحقوقه والمعالجة المعممة لهذه الظاهرة في الإعلام.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد