دراسة تحاول الإجابة عن سؤال ماذا فعلت الأزمة بالمواطن؟ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخدمات لـ12 ضعفاً
يرى المراقب للوضع العام بالنسبة للسوق السورية وخاصة ما يتعلق بالمواد الغذائية الأساسية فرقا شاسعا بين أسعار ما قبل الأزمة وما بعدها، وفي دراسة مقارنة أعدت قال الباحث الاقتصادي الدكتور عمار يوسف حول ملاحظة مجموعة من المواد الأساسية وشبه الأساسية للمواطن السوري إن معدلات ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخدمات تتراوح فيما بين خمسة أضعاف إلى ما يزيد على 12 ضعفا أثناء الأزمة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه في السنة الأولى للأزمة لم يكن هنالك ارتفاع كبير ويعزو معظم المراقبين ذلك إلى عدم ارتفاع أسعار العملة الصعبة وخاصة الدولار، وكذلك لشدة العقوبات على سورية، ولكن ذلك بالمطلق غير صحيح فارتفاع الدولار ليس مبرراً لهذه الطفرة السعرية للمواد الأساسية.
وعن الأسباب الحقيقية لارتفاع الأسعار اللامنطقي يقول يوسف: يتحمل التجار القسم الأكبر من ارتفاع الأسعار وخاصة المستوردين منهم، عبر قيامهم ببداية الأزمة باحتكار العديد من المواد الأساسية وانتظروا ارتفاع الدولار فكان كل ارتفاع للدولار بنسبة 10 % يقوم المستورد برفع أسعاره بنسبة 30% ما يؤدي إلى رفع أسعار تاجر الجملة وهو الحلقة الثانية في السلسلة برفع أسعار بضائعة 40 %، كما يقوم تاجر المفرق برفع أسعاره بنسبة 60 % وهو الثالث في السلسلة ما يرفع سعر السلعة للمواطن بنسبة: (30+40+60=130%)، مع لفت النظر اليوم أن سعر الدولار ارتفع ما يقارب 400%، والأخطر من ذلك أنه عند ارتفاع سعر الدولار 10 % وعاد الدولار للانخفاض فإن التاجر لم يقم بخفض أسعاره، بل على العكس عندما يعاود الزيادة ولو بالنسبة السابقة يقوم التاجر برفع أسعاره مرة ثانية بما يتناسب مع الارتفاع الجديد ما أدى إلى متوالية ارتفاعية غير عكوسة.
واعتبر يوسف أن السبب الثاني في هذا الارتفاع هو (وزارة التموين)، حيث إنها ومن بداية الأزمة وقفت موقف التفرج على الانتهاكات الصارخة وغير المسبوقة لجداول الأسعار ولم تقم بأي دور في السيطرة على الأسواق وذلك لعدم رغبة الحكومة في إثارة التجار خاصة في بداية الأزمة وضعف وزارة التموين من خلال عدم قدرتها على التدخل لعدم وجود آليات واضحة قانونية وخاصة إذا عدنا إلى الثمانينيات وتذكرنا الشدة التي كانت تتعامل فيها الدولة مع التجار المحتكرين والمخالفين للأسعار والمواصفات مقارنة مع اللين في التعامل الحالي، بحيث تقتصر العقوبات على الغرامات في ظل تعطيل لقانون حماية المستهلك الجديد الذي مازال في أدراج الحكومة دون أي سبب منطقي، إضافة لتخلي الحكومة عن دورها المنافس فيما يخص بعض السلع الاستراتيجية التي تمس معيشة المواطن، بحيث تركت التجار يتحكمون بها بشكل كامل ما انعكس على المواطن سلبا.
والسبب الثالت للارتفاع هو الحرب التي تشن على سورية على مختلف الصعد وخاصة على الصعيد الاقتصادي، فمن وجهة نظر أعداء سورية أن تجويع الشعب السوري سيؤدي بالنتيجة إلى الخروج على الدولة وشق عصا الطاعة وسيؤدي إلى المزيد من الفوضى على الصعيد السياسي والشعبي، فنحن والعقوبات هذه لا نستطيع أن نقوم بالاستيراد المباشر أو تحويل العملة الصعبة مباشرة، الأمر الذي يضيف هامش ارتفاع سعري للمادة نتيجة دورة التحويلات المصرفية وحتى دورة وصول المواد إلى سورية وهو ليس بالأمر المهم جداً كما أسلفنا.
ولفت يوسف إلى أن ارتفاع الدولار وصل إلى نسبة 400 %، ونسبة ارتفاع الأسعار وصل في حده الأدنى إلى 500 % وحده الأعلى 1200 %، وإن نسبة ارتفاع دخل المواطن قد ارتفع منذ بداية الأزمة بنسبة 30 %، ولو قمنا باتخاذ معيار سعري للمواد سابقة الذكر ضمن الأسعار الجديدة مقارنة بعام 2010.
وأضاف: لنأخذ مثلاً مؤشراً سعرياً سلعياً كصحن البيض على سبيل المثال ففي بداية 2011 كان سعر صحن البيض 90 ليرة سورية وسطياً ما يؤدي إلى أن راتب الموظف البالغ وسطياً 15000 ليرة سورية، يمكن شراء 166 صحن بيض بالمقابل وفي عام 2014 بلغ سعر صحن البيض 700 ليرة سورية، وبمعادلة بسيطة 166x700= 116200هذا أحد المؤشرات البسيطة والتي يمكن أن نعرف من خلالها مدى فداحة الأزمة.
ويقول يوسف: الواجب أن يكون دخل المواطن قد ارتفع أربعة أضعاف على الأقل ليتمكن من تامين حاجياته المعيشية ولو تمت دراسة ما تحتاجه العائلة المكونة من 5 أفراد من طعام متوسط فقط نحتاج لمبلغ وسطي قدره 50 ألف ليرة سورية بدل طعام فقط وهو ليس بالطعام الفاخر ناهيك عما تحتاجه من مسكن وطبيب وحليب في حال وجود طفل ومسكن في حال استئجار ذلك المسكن والذي وصلت الإيجارات فيه إلى حد غير مسبوق يصل إلى 50 ألف ليرة شهريا. مما يجعل العائلة تحتاج بشكل وسطي إلى ما يزيد على 125 ألف ليرة سورية لتأمين الحد الأدنى من المعيشة.
وختم يوسف: خلال الأيام الأخيرة وخاصة منذ ارتفاع أسعار الوقود حصلت هزة سعرية ارتفاعية لكل المواد وخاصة المواد الغذائية إضافة للأسباب الثلاثة الأخرى باعتبار أن كل المواد متعلقة بالوقود، ولكن لم يكن الارتفاع بنسبة ارتفاع سعر الوقود بل كان مضاعفا لنسبة الارتفاع بثلاث أو أربع مرات.
دراسة مقارنة بين الأسعار في عام 2010 والأسعار حالياً.
و قال الخبير الاقتصادي الدكتور عابد فضلية : إن ارتفاع الأسعار حالياً هو نتيجة طبيعية بنسبة 60% لاستمرار ظروف الأزمة، ولاسيما مع تأثير قرار ارتفاع أسعار المحروقات، ولو أنه جيد بالنسبة للخزينة العامة للدولة ويقلل من حجم الأعباء الموجودة إلا أن تأثيره كبير على صعيد ارتفاع الأسعار، إضافة لعوامل تساهم في ارتفاع الأسعار على صعيد المضاربات في السوق والاحتكار والشائعات التي تؤدي لخلق فلسفة الغلاء بسلسلة ارتفاعات وهي نتيجة للوضع الراهن.
وأشار فضلية إلى أن مختلف السلع متوفرة في الأسواق ولكن هناك ضرورة للمزيد من ضبطه من قبل وزارة التموين، معتبراً أن القدرة على لجم ارتفاعات الأسعار محدودة ولاسيما في ظل عدم امتلاك المعروض في الأسواق، ذاكراً في سياقه أن قانون حماية المستهلك الجديد جيد ولكن لن يقدم أو يؤخر ويضيف شيئاً كبيراً عن الإجراءات الرقابية والحكومية القائمة حالياً في ضبط الأسواق.
من جهته بين رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني أن أسعار المواد الأساسية وصل ارتفاعها لـ400% وهناك ارتفاع يقدر بـ10 أضعاف للمواد الكهربائية وقطع التبديل وارتفاع مادة المازوت وصل أيضاً لـ10 أضعاف ما يتطلب وجود إجراءات فاعلة في ضبط الأسعار.
وقال دخاخني: إن المواطن لم يلمس حتى تاريخه أي تدخل فعلي من وزارة التموين على صعيد انخفاض الأسعار، معتبراً أن دورها هو رقابي والسوق هو من يتحكم بالأسعار.
اسم السلعة السعر «ل.س» 2010 السعر «ل.س» 2014
لحم غنم 750 إلى 800 2500 إلى 3000
لحم عجل 400 1800 إلى 1900
لحم الدجاج المذبوح 150 إلى 200 750 إلى 800
الحليب 25 إلى 30 150 إلى 200
الأجبان 140الى 180 850 إلى 900
الجبن القشقوان 350 1100
بندورة 35 90
خيار 35-40 135
بطاطا 30 135
تفاح 70-80 150-200
برتقال 30 190
موز 60 200
الحمص 85 190
العدس 95 250
الفول 85 200
زيت دوار شمس 180 400
سكر 50 125
شاي (1 كغ ) 300-400 1300
تعرفة الركوب 10-20 40-60
براد 19 قدماً 28000 15000-200000
غسالة 7 كغ 20000 85000-90000
فادي بك الشريف
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد